هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة إلى الجزائر تستمر ثلاثة أيام، أواخر الشهر الجاري، محملا بملفات عدة، في ظل تذبذب في العلاقات الثنائية وأزمة الغاز التي تشهدها أوروبا.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية "الإليزيه"، السبت، أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور الجزائر من 25 وحتى 27 آب/أغسطس الجاري، بهدف إحياء العلاقات بين البلدين بعد شهور من التوتر.
وذكر بيان الإليزيه، الذي صدر بعد اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الجزائري عبد المجيد تبّون، أن الزيارة "تساهم في تعميق العلاقات الثنائية مستقبلا.. وتعزيز التعاون الفرنسي ـ الجزائري في مواجهة التحديات الإقليمية ومواصلة العمل على ذاكرة" فترة الاستعمار.
وتعد هذه ثاني زيارة رسمية يقوم بها ماكرون إلى الجزائر خلال 5 سنوات، حسب البيان.
وفي السياق، أكد بيان للرئاسة الجزائرية أن الرئيس تبون تلقى مكالمة هاتفية من نظيره الفرنسي قدم له فيها تعازيه في ضحايا الحرائق، كما تناول الرئيسان جدول أعمال الزيارة المرتقبة لماكرون إلى الجزائر.
وقال البيان: "تلقى، اليوم، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مكالمة هاتفية من رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إيمانويل ماكرون، قدم له فيها تعازيه، في ضحايا الحرائق التي عرفتها بعض ولايات الوطن".
والخميس، أكد الرئيس ماكرون تضامن فرنسا مع الجزائر في محنتها، بعد انتشار موجة من الحرائق في ولايات شرق البلاد.
وقال ماكرون، في منشور عبر حسابه الرسمي على فايسبوك: "تدعم فرنسا الشعب الجزائري الذي يتصدى للحرائق في شمال البلد".
وتابع: "نفكر بعشرات الضحايا ومئات الجرحى وذويهم وجميع الجزائريين الذين اضطروا إلى الفرار من مساكنهم. وتتضامن فرنسا مع الجزائر في هذه المحنة".
اقرأ أيضا: إسلاميو الجزائر ينتقدون انفتاح بلادهم على فرنسا قبل الاعتذار
وخلافا لزيارته الأولى، يزور ماكرون الجزائر حاملا آمالا من الأوروبيين، وخاصة ألمانيا التي تعاني نقصا في إمدادات الطاقة، وإسبانيا التي تعيش أزمة سياسية تجارية كبيرة مع قصر المرادية بسبب تغيير مدريد موقفها بشأن الصحراء.
ويرى مراقبون أن ماكرون سيحاول تعزيز موقف بلاده وعلاقتها مع الجزائر من خلال محاولة تحسين العلاقات بين الجزائر ومدريد والرباط.
أوراق ماكرون
وأشارت صحيفة "أتالاير" الإسبانية، في تحليل، إلى أن لدى الرئيس الفرنسي عدة أوراق يمكنه اللعب بها لإقناع الجزائر بوقف الأعمال العدائية مع المغرب وإسبانيا.
ويعتقد الأوروبيون أن تطبيع علاقات الجزائر مع هاتين الجارتين هو المفتاح لرؤية مشروع خط أنابيب غاز ميدكات يزدهر في أفضل الظروف، خاصة في وقت تدعو فيه ألمانيا إلى إعادة تفعيل المشروع، وهو خط أنابيب الغاز الذي يعبر إسبانيا وفرنسا لتغذية الغاز إلى وسط أوروبا.
وتأتي زيارة ماكرون في الوقت الذي يبدو فيه أن التوتر بين الجزائر والمغرب آخذ في الانحسار، وهو ما قد يبشر بالخير بالنسبة للزعيم الأوروبي، الذي يتمتع بوزن كبير في قرارات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في سعيه لتحقيق بعض الاستقرار في المنطقة، وهو أمر أساسي بالنسبة لأوروبا، وفق تقرير الصحيفة.
وتأتي كذلك في وقت تدعو فيه ألمانيا إلى إعادة تفعيل مشروع ميدكات.
أزمات.. وانفراجة
وفي 25 نيسان/أبريل الماضي، وجه تبون تهنئة لماكرون بمناسبة انتخابه لولاية ثانية ودعاه لزيارة الجزائر، حيث شكل ذلك محطة لعودة خطاب المجاملات الرسمية منذ الأزمة الدبلوماسية بين البلدين نهاية العام الماضي والتي دامت 3 أشهر.
وفي 2 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استدعت الجزائر سفيرها لدى باريس، للتشاور احتجاجا على تصريحات لماكرون شكك فيها بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي (1830-1962) واتهم النظام السياسي الجزائري القائم بأنه "يستقوي بريع الذاكرة".
وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية، مستويات متذبذبة بين التهدئة والتوتر، بسبب طبيعة العلاقات المتشابكة خاصة ما تعلق بملفات الذاكرة، والأرشيف الجزائري والتجارب النووية.
وأحيت الجزائر الشهر الماضي الذكرى الستين لنهاية 132 سنة من الاستعمار الفرنسي، لكن رغم مرور ستة عقود على الاستقلال، لم ترتق العلاقات بين باريس والجزائر إلى المستوى الطبيعي.