هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف معهد بحثي إسرائيلي، عن قلق متزايد لدى المحافل الأمنية والعسكرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي من سلاح الطائرات بدون طيار الذي يجري تطويره في كل من إيران ولبنان وغزة.
وأكدت دراسة صادرة عن "معهد أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب" العبرية، أن "أعداء إسرائيل، وهم إيران وحزب الله وحركة حماس، يعملون ليل نهار لتحديث وتسليح مجموعة الطائرات بدون طيار التي بحوزتهم".
وأوضحت أن "تهديد الطائرات بدون طيار تصدر عناوين الأخبار مؤخرا؛ بعد إطلاق حزب الله ثلاث طائرات مسيرة على منصة الغاز "كاريش" في تموز/ يوليو الماضي، إضافة إلى تقارير عن مشروع تطوير الطائرات بدون طيار التابع لـ حماس؛ ومهاجمة قاعدة "التنف" الأمريكية في سوريا باستخدام طائرات بدون طيار؛ وحتى تقارير عن شراء روسيا لطائرات مسيرة إيرانية".
تطور مقلق وتهديد متزايد
ونبهت إلى أن وجود مثل هذه الطائرات وخاصة الهجومية منها "يمثل تهديدا متزايدا على إسرائيل"، مشددة على أهمية "إعادة التفكير في طرق التعامل مع هذا التهديد؛ في مجالات العقيدة والتطوير والتشغيل، وهذا أمر مطلوب".
وأضافت: "ستكون هناك حاجة إلى تدابير مضادة؛ تكنولوجية وتشغيلية للتهديد الأكثر تقليدية بالإضافة إلى سيناريو إطلاق مجموعات أو أسراب، ومن بين أمور أخرى، يجب أن يكون الاعتماد على استجابة الليزر الموسعة، كحل رخيص وقوي، إلى جانب الاستعداد للتعامل مع السيناريوهات المتطرفة، حتى لو كان احتمال حدوثها منخفضا".
وزعمت الدراسة، أن "طائرات بدون طيار التي أطلقها حزب الله نحو "كاريش" رصدت من قبل نظام الكشف والدفاع الجوي التابع للجيش الإسرائيلي في الوقت المناسب وتم اعتراضها بصواريخ نظام "باراك1" المتمركزة على سفن البحرية".
وإضافة إلى المشروع الإيراني، فإن هناك "مشروع تطوير الطائرات بدون طيار التابع لكتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، والتي كشفت عن تطوير الطائرات بدون طيار من خلال نشاطات عناصر التنظيم الذين تمت تصفيتهم خلال عدوان 2021 على غزة".
اقرأ أيضا: مخاوف إسرائيلية أمنية من مواجهة حزب الله.. تعاظم بشكل كبير
وإضافة لما سبق، فإن هناك "تطورات مقلقة على الساحة الدولية؛ حيث تسمح صفقة مئات الطائرات بدون طيار الإيرانية لروسيا بزيادة قاعدة طائراتها بدون طيار، التي تضررت بشدة في الحرب ضد أوكرانيا".
ولفت المعهد، إلى أنه "من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات من عملية إطلاق حزب الله لتلك الطائرات نحو "كاريش"، حول قدرة إسرائيل على التعامل مع التهديد المتزايد الذي تشكله الطائرات بدون طيار"، مؤكدا أن "هذا التهديد، تحول في السنوات الأخيرة من ظاهرة هامشية إلى إحدى الأدوات الأكثر أهمية في يد حماس وحزب الله، وكذلك في أيدي المنظمات المدعومة من قبل طهران، ممن يمكنهم مضايقة إسرائيل وحلفائها، هذا بالإضافة إلى التهديد الدراماتيكي من إيران نفسها، والتي يبدو أنها قوة عالمية صاعدة في هذا المجال".
واعترف أن هذه "ليست هي المرة الأولى التي تحاول فيها طائرات بدون طيار تابعة لحزب الله اختراق إسرائيل، فالمحاولات الأولى للتنظيم لإطلاق طائرات مسيرة إيرانية الصنع باتجاه إسرائيل حدثت بالفعل خلال حرب لبنان الثانية، وتم اعتراضها بنجاح، ومنذ ذلك الحين، تعلم حزب الله أن الطائرات بدون طيار وحتى الصغيرة منها وغير الفتاكة، هي أداة فعالة لمجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك الحرب النفسية".
وكشف أن حزب الله نفذ عملية جمع معلومات باستخدام نحو 74 طائرة بدون طيار سنويا، في السنوات 2019- 2021، مؤكدة أن الحزب نجح في إطلاق طائرة مسيرة حلقت لمدة نصف ساعة في الأجواء الإسرائيلية وتمكنت من العودة إلى لبنان دون أن يعترضها جيش الاحتلال.
ورأى المعهد الإسرائيلي، أن إطلاق حزب الله لثلاث طائرات بلا طيار نحو "كاريش"، هو "تصعيد في حرب الوعي التي يخوضها حزب الله، ويبدو أن الهدف منها، هو إظهار قدراته العملياتية على خلفية النزاع العالق بين إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية".
سلاح رخيص ومتوفر
ونوه إلى أن حزب الله يركز على استخدام تلك الطائرات، "لأغراض جمع المعلومات والاستخبارات، إلا أن مهام الهجوم هي الغرض الرئيسي من برنامج الطائرات بدون طيار إلى جانب الجهد الرئيسي لتقوية ترسانة الصواريخ وتحسين دقتها"، مؤكدة أن "إسرائيل تتعرض لمحاولات اختراق بطائرات مسيرة على الحدود الجنوبية (غزة)".
ومع ذلك، فإن "برنامج الطائرات بدون طيار الإيراني، هو التهديد المحتمل الأكثر خطورة على إسرائيل، ففي السنوات الأخيرة، أظهرت إيران جرأة كبيرة في ما يتعلق بهجمات الطائرات بدون طيار على أهداف في الشرق الأوسط (من بينها استهداف سفن إسرائيلية)، وفي الوقت ذاته، فهي تساعد الجهات التابعة لها في مختلف المجالات وتنقل المعرفة لتطوير هذه الترسانة".
ومما سبق، خلصت الدراسة إلى أن "تركيز الجهود في مجال الطائرات بدون طيار، يشير إلى تفاقم التهديد الجوي ضد إسرائيل، والذي ينضم إليه بتهديد أقل، البالونات المتفجرة والطائرات الورقية الحارقة من قطاع غزة، والتي انخفض استخدامها مع مرور الوقت".
في السنوات الأخيرة، "هناك قلق متزايد في إسرائيل بشأن التهديدات المتنوعة للطائرات بدون طيار من مختلف الأنواع؛ كسلاح مهم ورخيص ومتوفر، في الجانب الاستخباراتي والهجومي، ومن هنا تأتي الحاجة لصياغة إجابات فعالة لهذه التهديدات".
والسؤال بحسب المعهد: "كيف يجب أن يتم تجهيز جهاز الأمن الإسرائيلي من أجل تمكين المواجهة الكافية مع هذا السلاح؟".
وسبق أن زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، أن "إسرائيل، في غضون عام تقريبا ستبدأ بتشغيل نظام اعتراض بالليزر".
اقرأ أيضا: الاحتلال فشل في إسقاط مسيرتين لحزب الله أطلقت نحو "كاريش"
وقدرت أن تهديد الطائرات بدون طيار يتطلب "تدابير مضادة؛ تقنية وتشغيلية وأيضا إجراءات مضادة فريدة، خاصة تلك التي تشير إلى سيناريو إطلاق مجموعات أو أسراب من الطائرات بدون طيار، والتي سيتم تشغيلها في وقت واحد أو بشكل منفصل من قنابل".
ونبهت إلى وجود "حاجة لبناء قدرات متقدمة من أجل دفاع كثيف ضد الهجمات المحتملة المتنوعة، خاصة في ظروف الصراع الواسع والمستمر؛ وأيضا ترتيب القوات ومن حيث أنظمة الدفاع المطلوبة"، لافتا إلى أنه "لا توجد إجابة توفر حماية محكمة، وبالتالي فإن من الضروري تحسين الحلول الدفاعية للجبهة الداخلية، والتي هي بالفعل غير كافية في جزء كبير من المستوطنات الإسرائيلية".
كما أن "الإعداد المستقبلي، يجب أن يشمل الجوانب المدنية، وفي المقام الأول الحماية، وخطط إجلاء المستوطنين وإنشاء أنماط مرنة وتفاضلية ومحدثة للسلوك المطلوب من قبل مجموعات مختلفة أثناء النزاع".
وذكر المعهد أنه "عند بناء القوة الدفاعية المتكاملة ضد الطائرات بدون طيار، فإننا يجب أن نأخذ في الاعتبار حقيقة أنها أرخص بكثير في التطوير والتصنيع والتشغيل، مقارنة بأنظمة الاعتراض الحالية، لذلك، فإنها تعلق أهمية خاصة على الاختراق في تطوير أنظمة الاعتراض القائمة على الليزر، والتي من المفترض أن تصل إلى مرحلة التشغيل في السنوات القادمة وتوفر حلا رخيصًا نسبيًا مع عائدات عالية".
وتابعت: "لا ينبغي أن تحل هذه الأنظمة محل الأنظمة الحالية، والتي تبرز من بينها "القبة الحديدية"، بل يجب أن تضيف طبقة لقدرات التعامل مع التهديدات المختلفة، علما بأنه يجري حاليا تطوير أجهزة ليزر ذات قوى أقل وأسعار معقولة في الولايات المتحدة وأوروبا، وبعضها متاح بالفعل، بما في ذلك نظام اشترته الحكومة الفرنسية ضد الطائرات بدون طيار لحماية دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في عام 2024".
وفي الختام، شددت الدراسة على ضرورة أن "تقوم إسرائيل بصياغة نهج شامل للتعامل مع التهديد المتنامي للطائرات بدون طيار، لمواجهة السيناريوهات التي تنطوي على مخاطر عالي.. مثال محتمل؛ إرسال طائرة بدون طيار تحمل مادة مميتة إلى إسرائيل، وأما على المستوى الاستراتيجي، فإن إسرائيل ملزمة بالاستمرار في تطوير التقنيات المتقدمة لمواجهة تهديد الطائرات بدون طيار، وتعميق الجهود الاستخباراتية وتوسيع التعاون الدولي في هذا السياق، إضافة إلى الصادرات الدفاعية في هذا المجال، لأن التهديد سيزداد، وهذا لا يقلق إسرائيل وحدها".