هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بين
مصدر رسمي أردني مسؤول، الأربعاء، الموقف الأردني من تشغيل مطار تمناع الإسرائيلي أو
ما يعرف بـ"رامون".
وقال
المصدر في تصريح لـ"عربي21" إن "موقف الأردن المعترض على تشغيل مطار
تمناع يعود إلى وجود مخالفات فنية عديدة فيه، ما يجعل من تشغيله تهديدا لسلامة الملاحة
الجوية".
من
جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمَّد اشتيَّة الذي يزور الأردن للمشاركة في
افتتاح محطة كهرباء، الأربعاء: "لا مطار رامون ولا غيره بديل عن عُمقنا الأردني،
وإذا ما أراد الاحتلال الإسرائيلي التَّسهيل على الفلسطينيين فليفتح أمامنا مطار القدس".
تصريحات
المسؤولين الأردنيين والفلسطينيين تأتي بعد انتقادات واسعة أثارتها أول رحلة سفر لفلسطينيين
عبر مطار "رامون" الإسرائيلي إلى قبرص، وتأتي هذه الخطوة على حساب مطار عمان
الدولي الذي يصله الفلسطينيون عبر جسر الملك حسين الذي شهد مؤخرا ازدحاما كبيرا رأى
الأردن أن سلطات الاحتلال اختلقته بشكل متعمد تمهيدا لتفعيل مطار رامون.
اقرأ أيضا: غضب أردني من صمت رام الله على السفر عبر مطار "رامون"
وقال
المصدر الأردني إن "الجهات المعنية كانت أبلغت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)
والسلطات الإسرائيلية، باعتراضها على المطار القريب من مطار الملك حسين الدولي في العقبة،
وحذرت من أن تشغيله قبل تصويب المخالفات القائمة فيه يهدد سلامة الملاحة الجوية".
وأضاف:
"حذرت السلطات الأردنية من أن تشغيل المطار قبل تصويب المخالفات العديدة يهدد سلامة الملاحة
الجوية، ومن هذه المخاطر تماس مناطق الملاحة الجوية، وعدم تحقق الحد الأدنى للمسافات
الفاصلة بين الطائرات في طور الإقلاع والهبوط والاقتراب من كلا المطارين، فضلاً عن
عدم التزام إسرائيل بمعايير اختيار مواقع المطارات بحسب متطلبات منظمة الطيران المدني
الدولي".
وبحسب
المصدر فإن "الأردن قدم العديد من الاعتراضات على المطار قبل وبعد تشغيله، وأسهمت
هذه الاعتراضات في اتخاذ المجلس التنفيذي لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) قراره
في العام 2019 بإلغاء مطار تمناع من خطة الملاحة الجوية للمطارات الدولية المعلنة أمام
وجهات الطيران الدولي ضمن ما يسمى بـ (خطة الملاحة الجوية لمنطقة أوروبا وشمال الأطلسي)".
ونقلا
عن المصدر الأردني فقد "أدى قرار (إيكاو) وأسباب فنية أخرى إلى إيقاف شركات طيران
أجنبية تشغيل الرحلات الدولية إلى هذا المطار منذ عام 2019 في ضوء المخاطر المتصلة
بسلامة الملاحة الجوية. وأشار المصدر إلى أن شركات طيران إسرائيلية هي الوحيدة التي
تستخدم المطار بشكل محدود".
وبين
أن "الأردن سجل اعتراضا على المطار في إيكاو في عام 2013 وذلك قبل إنجاز العمل
فيه، وأبلغ المنظمة رفضه التام لإقامة المطار وذلك لاعتبارات فنية وقانونية متعددة
مرتبطة بسلامة الملاحة، وأن تشغيل المطار يعتبر خرقا لقواعد الطيران المدني الدولي، وخاصة
اتفاقية شيكاغو للطيران المدني لعام 1944 وملاحقها".
وشدد
المصدر على أن "الأردن يطالب باتخاذ عدد من الإجراءات الضرورية لسلامة الملاحة الجوية
وحماية مصالحه، وسيُبقي على اعتراضه على تشغيل المطار إلى حين إنجاز كل المتطلبات التي
قدمها".
وقال: "اعتراض الأردن على تشغيل المطار وتحذيراته المتكررة على مدى سنوات من خطورة تشغيله
سبقت بفترة طويلة ما يجري تداوله حالياً من أنباء حول تسيير رحلات للفلسطينيين من المطار
المذكور، ولا علاقة للموقف الأردني بها".
من
جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمَّد اشتيَّة، الأربعاء: "لا مطار رامون
ولا غيره بديل عن عُمقنا الأردني، وإذا ما أراد الاحتلال الإسرائيلي التَّسهيل على
الفلسطينيين فليفتح أمامنا مطار القدس".
وثمن
اشتيَّة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنيَّة لتسهيل عبور الفلسطينيين عبر الجسور،
من "خلال تمديد ساعات العمل وتوفير سُبُل الرَّاحة للتنقُّل".
تصريحات
اشتية تأتي خلال تدشينه ونظيره الأردني بشر الخصاونة محطَّة تحويل كهرباء الرَّامة
لتزويد الفلسطينيين بالطاقة الكهربائية.
بدوره
قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة: "ملتزمون التزاماً مطلقاً بدعم الفلسطينيين
من أجل تحقيق حلِّ الدَّولتين وضمان الاستقرار والسَّلام العادل والشامل وتسهيل عبور
الفلسطينيين وانتقالهم عبر جسر الملك حسين إلى المملكة، ومنها إلى دول العالم".
وأكّد
الخصاونة، العمل على تعزيز التبادل التِّجاري مع الفلسطينيين، وتعزيز الصَّادرات الأردنيَّة
إلى فلسطين.
اقرأ أيضا: السلطة ترفض سفر الفلسطينيين عبر رامون.. دون إجراءات لمنعه
مناشدات
لمقاطعة "مطار رامون"
وناشد
الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن الفلسطينين "عدم استخدام مطار تمناع
(رامون) الصهيوني، ومطالبة الحكومة بوقف كل أشكال العلاقة والتطبيع مع الكيان الصهيوني".
وطالب
الملتقى الوطني في بيان وصل إلى "عربي21"، الدولة الأردنية "بوقف كل أشكال
العلاقات مع الكيان الغاصب وطرد السفير الصهيوني من عمان واستدعاء السفير الأردني من
الكيان المحتل رداً على هذه الخطوة التي تعكس الصلف والعدوانية الصهيونية تجاه فلسطين
وتجاه الأردن، وأن تبادر الحكومة بتقديم التسهيلات للمسافرين عبر الجسور والمطارات
بين فلسطين المحتلة والأردن وإنهاء معاناة الازدحام والانتظار التي يعانون منها".
بدوره
وجه النائب حسين عطية سبعة أسئلة للحكومة حول مطار رامون الإسرائيلي وجسر الملك الحسين.
وسأل
عطية الحكومة عن ما "إذا كان صحيحا أن سلطات الاحتلال ستنفذ مخطط سفر سكان الضفة الغربية
عبر مطار رامون كبديل لعبور جسر الملك حسين إلى الأردن اعتبارا من الشهر المقبل، وما
مصير الخطوط الجوية المحلية التي تعتمد منذ فترة طويلة على نقل نسبة كبيرة من الفلسطينيين
إلى الدول المجاورة؟".
وقال
عطية لـ"عربي21": "يضيق الصهاينة على الشعب الفلسطيني، ويضعون العراقيل
بوجه المسافرين على جسر الملك حسين، ولكن الشعب الفلسطيني صامد ويتحمل المعاناة والعذاب
بسبب إجراءات الاحتلال، وكل المعوقات والعراقيل التي يضعها الصهاينة لن تثني شعبنا
الفلسطيني عن السفر عبر جسر الملك حسين.. الأردن هي الرئة التي يتنفس منها شعبنا الفلسطيني
للعالم الخارجي".
وتابع
بأن "الأردن يقدم كل التسهيلات لشعبنا الفلسطيني على جسر الملك حسين، وسيبقى يقدم
لهم كل احتياجاتهم والتسهيلات لسفرهم عبر الجسر، لذلك فإنها ستفشل مؤامرة الصهاينة لاستخدام
مطار رامون من قبل الفلسطينيين".
وكان
عطية طالب في تصريحات سابقة، السلطات الأردنية بمنع دخول أي مسافر فلسطيني استخدم مطار
رامون، إلى جانب اتخاذ إجراءات مماثلة بحق مكاتب السفر الفلسطينية التي تتعامل مع المطار
الإسرائيلي.
كيف
يمكن مواجهة مطار "رامون"؟
وعن
كيفية مواجهة مطار رامون، يرى الكاتب المقدسي داود كتاب، أن على الأردن اتخاذ بعض الإجراءات
السريعة منها "تقليل مصاريف ورسوم السفر من وإلى الضفة الغربية عبر جسر الملك
حسين التي تفرض على المسافرين الفلسطينيين".
وأضاف لـ"عربي21": "هناك ضرورة لإلغاء الرسم لمن يريد السفر المباشر (ترانسيت)
أو لمن يتعهد بالبقاء في الأردن على الأقل ليلتين كما حصل للمسافرين من مواطني عرب الـ48
والذين تم تخفيض رسم الفيزا لهم من 40 دينارا إلى عشرة دنانير لمن يبقى أكثر من ثلاثة أيام في
الأردن".
وتابع:
"من الضروري أن تقوم الحكومة الأردنية بالتعاون مع الشريك الأمريكي بالضغط على
إسرائيل للسماح للمسافرين من فلسطين باستخدام سياراتهم الخاصة، علماً بأن جسر الملك حسين
من المتوقع أن يكون مفتوحا على مدار الساعة في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر القادم"،
بحسب كُتاب.
بدوره
قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني، نجيب القدومي، لـ"عربي21" إن "المطلوب
الآن من الحكومتين الأردنية والفلسطينية اتخاذ موقف موحد برفض هذه المؤامرة وتسهيل
المرور عبر الجسور وعدم السماح للفلسطينيين باستخدام هذا المطار ورفض التسهيلات المالية
والإدارية الإسرائيلية".
اقرأ أيضا: السفر عبر رامون.. مكاسب للاحتلال واستغلال لمعاناة الفلسطيني
وقال: "هذه التسهيلات على حساب الكرامة الفلسطينية والاقتصاد الأردني وإن عدم وقف مهزلة
المطار هذه يعني فتح المجال الجوي الإسرائيلي وتنشيط المطارات الإسرائيلية بمزيد من
إقلاع وهبوط الطائرات العربية وغير العربية، بما يتجاوز حدود التطبيع والاعتراف المتبادل
والتمثيل الدبلوماسي فيكون الكيان قد حقق أكثر مما يطمح عبر السبات العربي".
وافتتح
مطار رامون الدولي في 21 كانون الثاني/ يناير 2019، ويقع جنوب فلسطين المحتلة على بعد
18 كم من إيلات، وهو ثاني أكبر مطار لدى الاحتلال بعد مطار اللد (مطار بن غوريون)،
ويتم التعامل معه حاليا كمطار رئيسي للهبوط الاضطراري وللرحلات الخارجية والداخلية.
وكان
قدم الأردن في تموز (يوليو) 2015، شكوى رسمية إلى منظمة الطيران المدني الدولي بشأن
بناء المطار، مؤكداً ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تقيد إسرائيل بالمعايير
الدولية، بحسب بيان هيئة تنظيم الطيران المدني الأردنية آنذاك.
وبحسب
صحيفة "معاريف" فإن شركة الطيران "بيغاسوس" وشركة "أطلس"
التركية ستقومان بتشغيل الرحلات على متن طائرة "إيرباص A321" التي يمكن أن تحمل على متنها 220 راكبا، على أن تنطلق الرحلات
مرتين في الأسبوع.