هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت الأنباء الواردة عن قيام قوات تابعة للواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، بمحاصرة مدينة مؤيدة للقذافي في وسط البلاد بعض التساؤلات عن أسباب ذلك وعلاقته بـ"سيف الإسلام" وترشحه للرئاسة.
وقامت قوات تابعة لكتيبة "طارق بن زياد" وقوة "المهام الخاصة" التابعتين لحفتر بحصار منطقة أبو هادي، 20 كلم جنوب مدينة سرت (وسط ليبيا) لليوم الثالث على التوالي ومنع السكان من مغادرة المدينة وإغلاق كافة المؤسسات والمخابز ومحال المواد الغذائية.
"ضبط وإحضار"
في المقابل، أكدت الغرفة الأمنية بسرت والتابعة أيضا لقوات حفتر أن تواجدها في المنطقة جاء للقبض على مجموعة خارجة عن القانون وعليها قضايا تختبئ في المدينة، نافية وجود أي حصار للمنطقة، وأنها مجرد تمركزات عسكرية خارج المنطقة.
لكن شهود عيان وسكانا من أهل "بوهادي" (منطقة مؤيدة للقذافي وتعتبر معقل قبيلته القذاذفة) أكدوا لـ"عربي21" قيام قوات تابعة لحفتر باقتحام منازلهم وضرب أبنائهم بحجة البحث عن مطلوبين، وأن المقتحمين مزقوا أعلاما للراية الخضراء (علم القذافي) وصورا للقذافي كانوا يحتفظون بها في بيوتهم، وسألوهم عن سيف القذافي.
فما الأسباب الحقيقية وراء حصار منطقة "بوهادي" في سرت؟ وما علاقة سيف القذافي بهذه الأحداث؟
اقرأ أيضا: تحذيرات أمريكية وأممية لأطراف الأزمة الليبية.. ما نتائجها؟
"ملابسات وتدويل القضية"
من جهته، قال رئيس حزب "الرايات البيضاء للسلام" في ليبيا، أحميد بومنيار القذافي إن "الحصار مستمر واليوم تم اقتحام بعض المنازل وقفل المخابز والمستشفيات ومحلات المواد الغذائية وكل ذلك بدون أمر من النيابة العامة أو صفة مأمور ضبط قضائي".
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أنه "حتى الآن لم نعلم السبب الحقيقي خلف حصار قوات القيادة العامة لمنطقة "بوهادي"، وأن بعض القيادات وشيوخ القبائل بالمنطقة حاولوا التواصل مع قيادات في القوات المحاصرة لكن دون جدوى"، وفق قوله.
وأكد بومنيار، وهو أحد سكان منطقة بوهادي، أنه "إذا كان هناك مطلوبون للعدالة فيجب أن يتم القبض عليهم من قبل مديرية الأمن والنيابة العامة وليس محاصرة المدينة، وأنهم أبلغوا رسميا الحكومات الليبية القائمة سواء المكلفة من البرلمان أو حكومة الوحدة الوطنية لكن الصمت سيد الموقف"، وفق قوله.
وبخصوص التواصل دوليا حول الأمر، قال: "تواصلنا مع عدد من المنظمات الدولية وقدمنا التقارير والصور والفيديوهات الموثقة لما حدث في المنطقة خاصة اقتحام المنازل والتعدي على السكان دون أي سند قانوني أو نيابي".
"احتفالات بانقلاب الفاتح"
في حين قالت الناشطة السياسية الليبية، نادين الفارسي إن "هذه الخطوة من قبل قوات حفتر جاءت خوفا من احتفال أنصار القذافي بما يسمونه "ذكرى الفاتح من سبتمبر" خاصة بعد تجهيز أعلام وصور لذلك، أما الحديث عن تواجد سيف الإسلام في هذه المنطقة فهو غير صحيح".
وحول صمت الحكومة على هذه الأحداث، أوضحت لـ"عربي21": "حكومة الدبيبة منشغلة بتطورات الأحداث في طرابلس خوفا من دخول حكومة البرلمان، وحكومة باشاغا لن تعلق كون القوات المحاصرة تتبع وزير الدفاع بهذه الحكومة وهي ترى أنه من حقها التمركز هناك عسكريا"، بحسب كلامها.
وتابعت: "والحقيقة هناك من يرى في أنصار النظام السابق عدوا له لذا يلتزم الصمت حيال ما يجري، لكن لو تأكد الحصار واستهداف قبيلة القذاذفة في بوهادي فهو جريمة لا يجب السكوت عنها".