هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن تداول المواقع الإخبارية خبر استيلاء بعض عناصر طالبان على جزيرة آرال بايجامبار الواقعة في أمو داريا وانتهاك اتفاق عدم التواجد خارج حدود أفغانستان، وهو ما نفته شرطة الحدود الأوزبكية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن شرطة الحدود الأوزبكية أعلنت عن اجتياز بعض الأفغان الحدود بشكل غير قانوني ما تسبب في حدوث مناوشات.
وتدعي بعض التقارير الإعلامية وصول حوالي 56 شخصا ينتمون إلى حركة طالبان إلى جزيرة آرال بايجامبار بشكل غير قانوني من أجل جمع جذور عرق السوس التي تحظى بشعبية كبيرة في الطب الشعبي، مما أدى إلى نشوب مناوشات بين الطرفين أسفرت عن وفاة اثنين وإصابة ستة أفغان. بعد ذلك، ألقت شرطة الحدود الأوزبكية القبض على سبعة أشخاص، بينما لاذ الآخرون بالفرار وقدمت للسلطات تقريرا موجزا عن الحادثة.
عقب ذلك، زعمت بعض المصادر أن قيادة طالبان قررت اقتحام الجزيرة وأرسلت إلى هناك قوة إنزال قوامها 90 مسلحًا لتستولي عليها بحجة أن الجزيرة ملك لهم. وتزعم ذات المصادر أن الجيش الأوزبكي اضطر إلى قصف الجزيرة بسبب عجزه عن الدخول في صراع مفتوح مع الغزاة.
ومن جهتها، نفت شرطة الحدود التابعة لجهاز أمن الدولة في أوزبكستان وجود محاولة للاستيلاء على الجزيرة من قبل عناصر طالبان، مؤكدة فقط اجتياز مجموعة تضم 24 أفغانيًا الحدود بشكل غير قانوني من أجل جمع نبات عرق السوس.
وأضافت شرطة الحدود أنه بفضل هذه العملية، تم اعتقال جميع مخترقي الحدود من أجل تحديد الهوية وخضوعهم لتحقيقات. وحسب ما أفضت إليه نتائج التحقيقات، فإن الرغبة في جمع جذر عرق السوس - بشكل غير قانوني - الذي ينمو بوفرة في المنطقة الحدودية لأوزبكستان سبب نشوب مثل هذه المناوشات.
أوضح الموقع أنه بالعودة إلى الاشتباكات التي جدت في الخامس من تموز/ يوليو من العام الجاري، تبدو الأنباء التي تكشف عن تخطيط الأفغان للاستيلاء على الجزيرة أقرب إلى الحقيقة. وقد أعلنت وزارة الخارجية الأوزبكية عن سقوط خمس قذائف يُزعم أنها أطلقت من الأراضي الأفغانية في المنطقة الحدودية مع أوزبكستان على بلدة ترمذ الحدودية مع أفغانستان، مما أدى إلى تدمير أحد ملاعب كرة القدم والعديد من المنازل دون تسجيل خسائر بشرية.
وترجّح بعض المصادر وقوف فرع تنظيم الدولة في آسيا الوسطى، المعروف بولاية خراسان، وراء الهجوم باعتبار أن أوزبكستان تتعاون عن كثب مع حكومة طالبان رغم عدم اعترافها علنا بها. في أيار/ مايو الماضي، قال ممثل رئيس أوزبكستان لشؤون أفغانستان عصمت الله إرغاشيف: "لقد أقمنا علاقات وثيقة منذ فترة طويلة ونتواصل بانتظام وناقشنا قضايا التعاون في العديد من المجالات. وبغض النظر عن الجهة التي تتقلد زمام الأمور، نرى مستقبلا مشتركا يقوم على العديد من المصالح".
وأشار الموقع إلى أن أوزبكستان تعتبر واحدة من مراكز النقل الرئيسية التي يتلقى الأفغان عبرها مساعدات من المنظمات الخيرية. كما تفضل طشقند التعاون مع كابول التي تشق طريقها نحو الاستقرار والنمو على التعامل مع البلدان التي تتخبط في حروب أهلية دائمة. وبناء على ذلك، تغتنم طشقند الفرصة في كل مرة لتذكير المجتمع العالمي بأهمية الاعتراف بالحكومة الأفغانية الحالية. في هذا الصدد، احتضنت أوزبكستان الشهر الماضي مؤتمراً دولياً بشأن أفغانستان حضره أكثر من مئة وفد يمثل 30 دولة ومنظمة، بما في ذلك ممثلون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وتخطط طشقند لبناء خط سكة حديد عابر لأفغانستان يمتد من ترمذ في أوزبكستان ويعبر مزار الشريف في أفغانستان وكابول إلى بيشاور في باكستان. نتيجة لذلك، سوف تتمكن أوزبكستان من الوصول إلى موانئ باكستان البحرية، بينما تساعد ممرات النقل الجديدة في تنمية وسط وجنوب آسيا.
وأكّد الموقع أن العلاقة العدائية بين طالبان وتنظيم الدولة في آسيا الوسطى تؤثر بشكل إيجابي على العلاقات بين أوزبكستان وأفغانستان. وفي حين تكتفي حركة طالبان بالترويج لأفكارها داخل حدودها ولا تهدف إلى استقطاب عناصر غير محلية، يسعى تنظيم الدولة إلى جذب أعضاء الجماعات الراديكالية الأوزبكية على غرار أعضاء حركة أوزبكستان الإسلامية. وتوعّد عناصر طالبان بالقضاء على أذرع تنظيم الدولة في أفغانستان يخدم مصالح السياسيين الأوزبكيين.
وحسب الموقع، تم تسجيل عمليات مماثلة لجمع عرق السوس البري في السنوات الأخيرة بشكل منتظم من طرف مجموعات لا يتعدى عددها الثلاثة أشخاص؛ مع العلم أن أفغانستان تعتبر واحدة من المصدرين الرئيسيين لجذر عرق السوس إلى السوق العالمية. واستنادًا إلى البيانات الصادرة في سنة 2019، تراوحت تكلفة الطن الواحد من جذر عرق السوس ما بين 1200 و1800 دولار حسب الجودة. ويستخدم عرق السوس في الطب الشعبي وفي صناعة الحلويات في شمال أوروبا وفي مجال الصناعة وفي إنتاج الأسمدة وألواح العزل الحراري.