هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجم خبير إسرائيلي، الطريقة "السخيفة" التي تتعامل بها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيال الاتفاق النووي "السيئ" المتبلور مع إيران، في حين عبر جنرالات إسرائيليون عن إحباطهم من قرب توقيعه.
وأوضح معلق الشؤون الأمريكية البروفيسور أبراهام بن تسفي، في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن الرئيس بايدن منذ تسلمه الرئاسة الأمريكية وبقوة أكبر بعد غزة روسيا لأوكرانيا، "لم يخفِ تطلعه لإعادة أمته إلى الاتفاق النووي مع إيران، وهو يواصل السعي لإقراره من جديد دون كلل أو ملل".
ووصف ما يقوم به بايدن بأنه "سخافة وغباء" ومجرد "غباء".
اقرأ أيضا: هجوم إسرائيلي على السياسة "الحمقاء" المتبعة تجاه ايران
ورأى الخبير، أن "بايدن انقطع أكثر فأكثر عن الجبهة الإيرانية، فالتوقيع على الاتفاق مع النظام الإيراني مهما كانت طبيعته، سيمنحه استراحة من وجع الرأس الشرق أوسطي، وفي الوقت ذاته سيسمح له بأن يسوق الاتفاق في المجال الجماهيري الأمريكي الداخلي، كنجاح لسياسته في استقرار هذه الساحة العاصفة، عشية انتخابات منتصف الطريق للكونغرس".
ولفت إلى أن الاتفاق في نظر "رجال الرئيس، سيساهم في إنهاء أزمة الطاقة التي كانت بين العوامل الأساسية لدوامة التضخم المالي، التي يشهدها الاقتصاد الأمريكي في الأشهر الأخيرة".
وذكر أن تل أبيب أمام "صيغة كلها مصالحة، وأوهام وتنازلات أحادية الجانب، تقودها إدارة بايدن بعيون مفتوحة"، متسائلا: "أي استراتيجية على إسرائيل أن تتخذها في ضوء هذه الآلية الخطيرة؟".
إحباط إسرائيلي
ومع الاقتراب الوشيك لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني، وحالة الاستنفار التي تشهدها دولة الاحتلال رفضا للتوقيع، ظهرت آراء إسرائيلية تدعو للتريث، وعدم الدخول في أزمة مبكرة مع الإدارة الأمريكية، كي لا يعاد سيناريو أزمة نتنياهو- أوباما في 2015، وما أسفرت عنه من أضرار كبيرة لدولة الاحتلال.
الجنرال البروفيسور يعكوب ناغال مستشار الأمن القومي السابق، والأستاذ بكلية الطيران والفضاء في معهد التخنيون، أكد أن "الاتفاق في هذه الحالة يبدو أفضل للإيرانيين من الأمريكيين، مع العلم أن الأمر ليس نهائيا بعد، في الوقت الحالي، يبدو أن الأمريكيين أجابوا بـ" نعم، ولكن"، ومع ذلك فهم مصممون جدا، ويريدون الاتفاق، وفي النهاية، عندما يريد الطرفان التوصل لاتفاق، سيحدث ذلك.
وقالت؛ إنه "بدون الخوض في التفاصيل، من المفترض أن تتكون الاتفاقية من 4 أو 5 مراحل، ولكن هناك نقطة واحدة من المهم فهمها؛ لأنها إشكالية للغاية، وهي مسألة إغلاق الملفات المفتوحة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لم يتم حلها بعد".
وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف"، ترجمتها "عربي21"؛ "إنني أعترض على البيان الذي يقول إن الاتفاق السيئ أفضل من عدم وجود اتفاق؛ لأننا سنحصل الآن على بضع سنوات تتجدد خلالها القدرات الإيرانية. وبحلول الوقت، سيحرز الإيرانيون تقدما كبيرا، ومن ثم، فإذا دخلوا في مرحلة الحصانة والحماية، فلن نكون قادرين على فعل ما نريده سياسيا وعمليا؛ لذلك فإن الاتفاق السيئ سيؤدي إلى حرب أسوأ".
وأشار إلى أنه "من الأفضل أن تواصل القيادتان السياسية والعسكرية الإسرائيليتان، بمن فيهم رئيسا الأركان والموساد والمستوى السياسي، التأكيد أن إسرائيل تحتفظ بالحق في الرد أينما تحتاج، ومتى تحتاج لذلك، لأنه قد ينتهي الأمر بها في موقف يتعين عليها مهاجمة إيران، مع العلم أنه يمكن لإسرائيل التعامل معها بمفردها، والقول إنه مستحيل ليس صحيحا، لكنه أصعب بكثير".
اقرأ أيضا: إقرار إسرائيلي بتضارب المصالح مع واشنطن بشأن الاتفاق النووي
أما الجنرال يسرائيل زيف الرئيس السابق لقسم العمليات في هيئة الأركان العامة، اعترف بأن "تأثيرنا على الاتفاق الوشيك مع إيران ضعيف للغاية، رغم أننا سنعارضه، وعند الحاجة سنكون في لحظة الهجوم، لكن ليس من المؤكد أن يكون الآخرون هناك من أجلنا، رغم أن الواضح حتى الآن أنه سيتم التوقيع على الاتفاق، سواء في غضون أيام أو شهر".
وأضاف: "هذه ليست القصة، تأثيرنا على الاتفاق منخفض للغاية بشكل عام، ولكن يجب أن نعارضه؛ لأنه جزء من شرعيتنا أن نستمر بفعل ما نقوم به ضد إيران، وربما في يوم من الأيام نتخذ قرار الهجوم هناك، أو الاحتفاظ به".
وأضاف في حوار نشرته صحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21"، أنه "في السنوات الثلاث التي كان فيها اتفاق نووي سابق، توقف تطوير الطاقة النووية، وفي السنوات الأربع التي لم يكن فيها اتفاق نووي، كان البرنامج النووي أكثر تقدما بكثير من السنوات السابقة، وهذا يعني أن العودة للاتفاقية النووية، حتى لو كانت أسوأ اتفاقية في عام 2015، ربما تكون لها فرصة أفضل من عدم وجود اتفاق لتعليق المزيد من التطوير للطاقة النووية".
وحذر أنه "في الوقت ذاته، سوف تتدفق الكثير من الأموال إلى إيران، ومن الواضح أن بعضها ضروري للحالة الكارثية لاقتصادها المنهار، وبعضها سيذهب إلى سوريا ولبنان، مما سيزيد من العمليات القتالية، وهذا مثير للقلق إلى حد كبير. في النهاية أنا لست مع الاتفاق، أنا فقط أدعي أنه سيتم التوقيع عليه، حتى لو لم نكن نريده".
البروفيسور عوزي رابي رئيس مركز ديان للدراسات الشرقية وأفريقيا بجامعة تل أبيب، توقع أن "يؤثر الاتفاق النووي على قدرة إسرائيل العسكرية ضد إيران؛ لأنها تأخذ منه شيئا يمنحها حصانة من الهجوم العسكري، ولا شك أن الوضع الذي يعيش فيه الإيرانيون في الوقت الحالي، ربما يكون أفضل ما توصلوا إليه، هذا الاتفاق يقضي على جزء من العقوبات الأمريكية، من خلال إعادة الحياة من جديد للأعمال المصرفية والمالية، وستجد الأموال طريقها للحرس الثوري".
وأضاف في لقاء نشرته صحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21"، أن "الولايات المتحدة وأوروبا بحاجة للاتفاق، فيما ينطلق الإيرانيون من الافتراض بأنه مجرد دخول الولايات المتحدة للاتفاق، سيتم تقييد أيدي إسرائيل جزئيا بشأن كل ما يتعلق بهجوم شامل؛ لأنه سيكون من المشكوك فيه أن تتمكن من القيام بمثل هذا الهجوم الشامل".
وأشار إلى أن "إيران ستوقع الاتفاق في النهاية؛ لأنها لا تستطيع التعايش بعد مع العقوبات، رغم أنها تعاني منها منذ أكثر من أربعين عاما، مما سيجعلهم يوافقون على الاتفاقية، ويرفعون الثمن إلى الحد الأقصى، وهذا ما فعلوه في العام الماضي، وعندما سيتم توقيع الاتفاقية، ستكون هناك هزّة من الناحية الجيوسياسية في الشرق الأوسط".
ويمكن القول بأن هذه الآراء الإسرائيلية بشأن قرب التوقيع على الاتفاق النووي، تعبر عن حالة من الإحباط من عدم التفات الإدارة الأمريكية للمطالب الإسرائيلية، ما سيجعل إيران قريبة من حيازة القنبلة النووية. واليوم، تخشى دولة الاحتلال أنها أصبحت وحيدة في الحملة ضد إيران، ما يطرح السؤال القديم الجديد حول مدى قدرتها الانفرادية على مهاجمة إيران.
مع العلم أن القراءات الإسرائيلية الواردة في هذه المقابلات واللقاءات، تؤكد صعوبة إقناع الأمريكيين بالدخول في حرب معها، لاسيما مع إصرار واشنطن على إبرام الاتفاق مع إيران؛ لأنها لن تتوجه إلى حرب أخرى بعد انسحاباتها من أفغانستان والعراق، ما يضع أعباء حقيقية أمام الاحتلال بتنفيذ هجوم انفرادي على إيران، لاسيما مع بدء العد التنازلي لإبرام الاتفاق.