بالتزامن مع التقدم
الواضح في مفاوضات وقف العدوان الاسرائيلي في
لبنان، بما يتضمن إنهاءه ، وانسحاب
الجيش الإسرائيلي بشروط أقل ملاءمة، صدرت أصوات إسرائيلية تطالب الحكومة بالموافقة
المماثلة على إنهاء
الحرب في
غزة من أجل إطلاق سراح الأسرى، في ضوء ما تم تحقيقه
من أهداف عملياتية.
آيال خولتا الرئيس
السابق لمجلس الأمن القومي، زعم أن "ما يبرر الذهاب إلى اتفاق لوقف العدوان
في غزة أن
الاحتلال تمكن بعد تعافيه من نكسة السابع من أكتوبر، من تحقيق نتائج
عملياتية غير مسبوقة، كالقضاء على قادة وخطوط قيادة حماس وحزب الله، وتدمير البنية
التحتية التي تهدد المستوطنات القريبة من السياج، وإلحاق أضرار جسيمة بآلاف
المسلحين، ومخزونات الذخيرة، والهجوم ضدهم، حتى إن النتيجة التراكمية بعد عام من
القتال لم يسبق لها مثيل مقارنة بالعقود الماضية، رغم الأسف الإسرائيلي على
الاضطرار للمرور في ذلك اليوم الصعب".
وأضاف في مقال نشرته
صحيفة
يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "بجانب التقدم الكبير
الذي تحقق في المجال العسكري الميداني، فإن الاحتلال يواجه عددا من القضايا
والمعضلات التي تحتاج لإجابة في أسرع وقت ممكن، أولها وقبل كل شيء، وجود 101 مختطف
في غزة، على قيد الحياة، وبصحة جيدة، يشتعل الخلاف السياسي الداخلي بشأنهم، لأن
العديد من الإسرائيليين مستعدون للتخلي عن عودتهم مقابل استمرار الحرب، رغم أنه
إذا أصرت الحكومة على عودتهم، فلا بد أن تجد حلاً، وهو في المتناول".
وأوضح أنه "عندما
تنتهي الحرب في غزة، فسيبدأ "اليوم التالي"، والمطلوب هو ردّ عملي وسياسي
لمنع تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة، وإدارة الحياة المدنية فيها، وضبط النظام
العام، والبدء بعملية إعادة الإعمار".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أنه "طالما
أن الحديث عن وقف حرب لبنان، فهذا يعني أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرى
إنجازاً كافياً في الأضرار الجسيمة التي لحقت بحزب الله حتى الآن، وإذا رأى نفسه
مستعدا في ضوء الإنجازات التي تحققت، للتوصل إلى اتفاق، فإنه يجب تشجيعه على ذلك. لكن من
أجل إعادة المستوطنين للشمال في نهاية الحرب، فمن الضروري إعادة الشعور بالأمن
إليهم، وهو شعور يعتمد على ثقتهم بأن الإنجاز العملياتي سيتم الحفاظ عليه مع مرور
الوقت، وأن الحزب لن ينجح في إعادة تأهيل مستودع صواريخه وبنيته التحتية قرب السياج".
وأكد أنه "لا
يمكن لإسرائيل الاعتماد على روسيا أو سوريا، أو انتشار الجيش اللبناني في الجنوب،
أو قوات اليونيفيل أو أي كيان أجنبي آخر، ولذلك أعتقد وآمل أن يكون رئيس الحكومة
قد حصل على تفاهمات من الرئيسين الأمريكيين، المنتهية ولايته والقادم، حول هذا
الأمر".
واستدرك بالقول إن
"الاحتلال ألحق أضرارا بحماس أكثر بكثير مما لحق بحزب الله، وبدلا من الاتفاقيات
مع سوريا وروسيا وإسرائيل بشأن لبنان، فإنه يمكن التوصل إلى اتفاقيات بشأن غزة مع
الولايات المتحدة ومصر ودول المنطقة، رغم أنه كان ينبغي الاتفاق منذ زمن طويل مع
الولايات المتحدة ومصر على بناء حاجز تحت الأرض على الحدود بين غزة وسيناء، لأنه
منذ بناء الجدار الحدودي بين غزة وإسرائيل، فإنه لم يتم حفر نفق واحد عبر الحدود مع
إسرائيل، ويمكن أن يحدث نفس الشيء على حدود سيناء، بجانب الإشراف الإسرائيلي على
معبر رفح الحدودي، وحرية عمل كاملة للجيش بمواجهة أي انتهاك للاتفاقية".
وزعم أن "كل هذا
من شأنه أن يحدّ بشكل كبير من تسليح حماس، مع توفير قدر أكبر من الأمن، ورغم أننا
لن نمنع استمرار حكم حزب الله في لبنان، فإن الاحتلال يعمل من وراء الكواليس على
إيجاد حلول من شأنها أن تبعد حماس عن إدارة الحياة المدنية في غزة، حيث يعمل رئيس
الوزراء بقوة على الترويج لهذه الخطة، رغم مواجهته صعوبات سياسية مع العناصر
المتطرفة في حكومته الساعية لتطبيق الحكم العسكري في غزة، وإعادة بناء مستوطنات
نتساريم وغوش قطيف، رغم أن هذه ليست أهداف الحرب، ولا يجوز إصدار تعليمات للجيش
بالبقاء في القطاع لمثل هذا الجنون".
وأكد أن "موضوع
إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل المختطفين، يبدو أن هناك تفاهمات بشأنه، بما
فيها إمكانية ترحيل كبار مسؤولي حماس خارج القطاع، ما يستدعي التوصل لاتفاق. ورغم
تصريح نتنياهو اليوم بأنه غير مستعد لإنهاء حرب غزة، فإن موافقته على إنهاء حرب
لبنان، وانسحاب الجيش بشروط أقل ملاءمة، تدفعه لأن يوافق على إنهاء حرب غزة بشروط
أفضل، وهي تحرير المختطفين، الأمر الذي يدفعنا لمخاطبته بالقول إن الوقت ينفد. والمختطفون الذين ما زالوا على قيد الحياة معرّضون لخطر الموت، والجمهور ينتظر
الجميع، أحياءً وأمواتاً، للعودة إلى منازلهم".