هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في
الوقت الذي كثرت فيه الأقاويل حول إعادة العلاقات بين تركيا والنظام السوري، إلا
أن أنقرة لا تزال تلوح بشن "عملية عسكرية في أي وقت وأي مكان"، وهو ما يجعل مطلب
النظام الأساسي لإعادة العلاقات، المتمثل بانسحاب القوات التركية "من كل شبر
في سوريا"، بعيدا عن توجهات أنقرة.
الكاتب
والصحفي التركي تونجا بنغين، قال في مقال نشرته صحيفة "ملييت" وترجمته
"عربي21"، إنه بينما يتم تحديد التوقيت المناسب لإجراء حوارات دبلوماسية
بين دمشق وأنقرة، فإن الجيش التركي يواصل التحضيرات لعملية عسكرية ضد وحدات حماية
الشعب وحزب العمال الكردستاني في سوريا.
وأشار
الكاتب إلى أن النظام السوري، حتى الآن، لا يراعي المخاوف التركية من إقامة دولة
انفصالية على الحدود الجنوبية لتركيا، ويشترط خروج القوات التركية من سوريا لبدء
عملية الحوار.
ولفت
إلى أن شريف شحادة، عضو مجلس الشعب السابق المعروف بقربه من الأسد، قال في تصريحات
صحفية، إنه ليبدأ الحوار يجب على القوات التركية الانسحاب من سوريا، عندها يمكن أن
نفتح مجال الحوار.. والخطوة الأولى منه أن تخرج القوات التركية من إدلب ومن باقي
المناطق في سوريا بشكل كامل.
وعرض
المقال مثالا آخر عن مطالب النظام السوري، والتي جاءت على لسان السفير السوري
السابق في أنقرة نضال قبلان، حيث أكد أن دمشق ستطلب من أنقرة انسحاب القوة
العسكرية من الأراضي السورية.
وأضاف:
"عندها من الممكن أن تفتح صفحة جديدة بين البلدين".
وأكد
الصحفي التركي أن النظام السوري لا يهتم إذا تشكلت دولة إرهابية على أراضيه،
مضيفا: "لو كان لديهم اهتمام لما كانت وصلت الأمور لهذه الحال في
سوريا".
ونبه
إلى أن الأسد أخلى مناطق شمال شرقي سوريا بعد الاضطرابات في سوريا؛ نزولا عند رغبة الولايات
المتحدة وروسيا، وترك تلك الأراضي لتكون مكانا للتنظيمات الإرهابية مثل PKK/PYD/YPG"".
اقرأ أيضا: ما الذي تبقى أمام عودة العلاقات بين تركيا والنظام السوري؟
واعتبر
أن وجود التنظيمات التي تصنفها تركيا على قوائم الإرهاب كان سببا كافيا لدى أنقرة
لشن ثلاث عمليات عسكرية ناجحة في سوريا، لوقف الممر الإرهابي على حدودها الجنوبية،
إضافة إلى عملية أخيرة يجري التحضير لها سوف تنهي هذا الممر تماما.
وأكد
أنه في حال خروج تركيا من المناطق التي تسيطر عليها في سوريا، فإن المنظمات
الإرهابية ستعود للانتشار فيها، مشددا على أن النظام السوري لن يتواجه مع عناصر تلك
المنظمات، خاصة أنه يملك نقاطا مشتركة معهم.
ولفت
إلى أن الأسد يتواجد في دمشق وحلب؛ بفضل الدعم الروسي، ولا يمكن اعتباره مسيطرا على
كل سوريا.
وتابع:
"من هذا المنظور، كيف يمكن للأسد أن يعطي وعودا لأي منطقة في سوريا، خاصة فيما
يتعلق بحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الخاضعة للولايات المتحدة؟".
وتساءل
الصحفي التركي عن كيفية تحقيق المساعي الروسية وبدء الحوار بين دمشق وأنقرة، معتبرا
أن اعتراف نظام الأسد أن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب هي منظمات إرهابية، وأنه جاهز للاشتباك معهم، قد يفتح الباب لإحراز تقدم في إطار اتفاقية أضنة.