قالت صحيفة وول
ستريت جورنال، إن البحرية الأمريكية تتعاون مع إسرائيل والسعودية ودول أخرى في
المنطقة، من أجل بناء شبكة
مسيرات بحرية، لتقييم نشاط الجيش الإيراني.
وأوضحت الصحيفة أن وزارة الدفاع الأمريكية
"البنتاغون"، تأمل من هذا البرنامج أن يكون نموذجا للعمليات في جميع
أنحاء العالم.
وامتنع الضباط الأمريكيون عن الكشف عن عدد
المسيرات الجوية والبحرية التي نشرتها الولايات المتحدة وحلفاؤها أو الإدلاء
بتفاصيل حول مكان وكيفية استخدامها، قائلين إن هذه المعلومات سرية.
لكنهم قالوا إن الزوارق المسيرة والطائرات بدون
طيار تمنحهم رؤية أفضل لمياه المنطقة.
وقالت البحرية الأمريكية إنها تتوقع أن يكون
لديها 100 مسيرة بحرية صغيرة مخصصة للاستطلاع - ساهمت بها دول مختلفة - تعمل من
قناة السويس في مصر إلى مياه الخليج العربي قبالة الساحل الإيراني، حيث تزود هذه
الزوارق غير المأهولة مقر الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، بالمعلومات.
وتأتي هذه الجهود للولايات المتحدة وحلفائها مع
تزايد القلق بشأن نفوذ إيران المتزايد في أحد أهم الطرق الاقتصادية بالعالم.
ونشرت طهران سفنا وغواصات مزودة بطائرات مسيرة
وحذرت من استعدادها لاستخدامها.
وقال قائد الجيش الإيراني، عبد الرحيم موسوي،
للصحفيين أثناء زيارة قام بها الرئيس بايدن مؤخرا إلى المنطقة: "إذا أخطأ
الأعداء، فإن هذه الطائرات بدون طيار ستقدم لهم ردا مؤسفا".
واتهمت الولايات المتحدة، طهران باستخدام
طائرات مسيرة لاستهداف ناقلة تجارية تابعة لإسرائيل قبالة سواحل إيران العام
الماضي في هجوم أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم. ونفت إيران ذلك.
والثلاثاء، قال مسؤولون أمريكيون إن سفينة
يديرها الحرس الثوري الإيراني حاولت الاستيلاء على مسيرة بحرية أمريكية مزودة
بكاميرات ورادار وأجهزة استشعار أخرى لكنها تخلت عن ذلك عندما اقتربت سفينة حربية
وطائرة هليكوبتر أمريكية من الموقع في مياه الخليج.
وقال النقيب مايكل براسور، الذي يرأس فرقة
البحرية الأمريكية العاملة على بناء أسطول المسيرات البحرية في الشرق الأوسط،
"أعتقد أننا حقا على أعتاب ثورة تكنولوجية للزوارق المسيرة غير المأهولة".
ويعد البرنامج، الذي دخل شهره السادس، جزءا من
علاقة تعاونية مزدهرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج في أعقاب
اتفاقيات إبراهيم.
ويعكس البرنامج جهودا أخرى بقيادة الولايات
المتحدة لتوحيد إسرائيل وجيرانها في الخليج لإنشاء شبكة دفاع جوي إقليمية.
ويدير الأسطول الخامس للولايات المتحدة شبكة من الأنظمة المأهولة وغير
المأهولة وفقا للقانون الدولي، يعزز دمج الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي
في عمليات الأسطول من اليقظة البحرية للقوات الأمريكية والشركاء الدوليين في
المياه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما تقول البحرية.
من مركز العمليات الروبوتية هنا في المنامة،
يراقب أفراد البحرية الأمريكية والمتعاقدون الخاصون تقدم المسيرات البحرية، حيث
تعرض شاشات الفيديو تنبيهات حمراء وامضة عندما تحدد هذه الزوارق غير المأهولة
"الأهداف المظلمة" أو التهديدات المشتبه بها.
وتختبر البحرية الأمريكية مجموعة من المسيرات
البحرية، بما في ذلك واحدة تشبه قاربا سريعا ويمكن أن تصل سرعتها إلى ما يقرب من
90 ميلا في الساعة.
كذلك، تعمل البحرية الأمريكية مع المسيرات من
طراز "بريداتور" وزوارق غير مأهولة من نوع "سيل درون"، والتي يمكنها البقاء في
البحر لمدة ستة أشهر.
قال نائب الأدميرال براد كوبر، إن الأسطول أثبت
قيمته من خلال الكشف عن نشاط مثل تحرك سفينة بحرية صينية عبر المنطقة، وعمليات
النقل المشبوهة من سفينة إلى سفينة، والسفن التي تستخدم أجهزة التعقب الإلكترونية
لإخفاء هوياتهم.
وتابع: "لقد تمكنا من اكتشاف نشاط لم نكن
نعلم أنه كان يحدث من قبل".
وتعد المسيرات البحرية التي يجري اختبارها الآن
غير مسلحة، لكن محللي الدفاع يتوقعون أن تتحرك البحرية نحو تجهيز بعضها بالأسلحة
في المستقبل، وهو أمر من المرجح أن يثير
جدلا حادا بحسب الصحيفة.