هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت
صحيفة "لوموند" الفرنسية، الجمعة، أنها سحبت من موقعها الإلكتروني عمودًا
عن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر لأنه "تضمن خطأ أدى إلى تفسير
خاطئ" (سيئ)، في تبرير لهذه الخطوة بعد اتهامها بفرض رقابة.
وزار
الرئيس الفرنسي الجزائر في نهاية آب/ أغسطس بعد أزمة دبلوماسية استمرت أشهرا ومرتبطة
بالنزاع حول الذاكرة بين البلدين.
وعلى
أثر هذه الزيارة نُشر عمود صباح الخميس قبل سحبه بعد الظهر، كتبه الباحث بول ماكس موران
وعنوانه "اختزال الاستعمار في الجزائر (بقصة حب) يكمل تبني ماكرون موقف
اليمين بشأن مسألة الذاكرة".
وكتبت
النسخة المسائية للصحيفة في توضيح أول أن "جملة ’قصة حب لم تخل من مأساة‘
التي قالها ماكرون في المؤتمر الصحفي، وإن كان يمكن أن تخضع لتفسيرات مختلفة، فإنها لم تكن
تتحدث عن الاستعمار بالتحديد كما ورد في العمود، بل عن العلاقات الفرنسية الجزائرية
الطويلة". وأضافت "لوموند" أنها "تعتذر لقرائها وكذلك لرئيس الجمهورية".
اقرأ أيضا: ماذا وراء قرار الجزائر تدريس الإنجليزية بدلا من الفرنسية؟
وتلت
هذا التوضيح بسرعة انتقادات.
فقد
كتب زعيم "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) جان لوك ميلونشون في تغريدة:
"سحبوا عمودا بسبب اقتباس عن ماكرون لا يعجبه! مرحلة جديدة في انهيار الصحافة
التي كانت مرجعا في السابق".
من جهته،
رأى الصحفي إدوي بلينيل مؤسس مجموعة "ميديابارت" في تغريدة أن "لوموند" تقدم "اعتذاراتها لرئيس الجمهورية"، واصفا ذلك بـ"الرقابة
المذهلة".
أما
كاتب العمود بول ماكس موران، فقد علق على ذلك في تصريحات لصحيفة "ليبيراسيون"
بأن "سحب نص ما هو عمل غير طبيعي وغير مفهوم".
وبعد
هذه الانتقادات نشرت "لوموند" شرحا أكثر تفصيلا على موقعها بعد ظهر الجمعة.
وقالت إن "صفحات (زاوية) ’ديبا وموند‘ تهدف إلى جمع تحليلات ووجهات نظر، بما
في ذلك تلك المثيرة للجدل. لا يمكننا السماح لأنفسنا بنشر النصوص التي تحتوي على أخطاء
في الوقائع".
وردا
على سؤال عن الاعتذارات التي وردت في التوضيح الأول، قال مدير صحيفة "لوموند"
جيروم فينوليو لوكالة فرانس برس: "عندما نرتكب أخطاء هي من فعلنا، فمن الطبيعي
أن نعتذر للأشخاص الذين قد يكون سبب ذلك ضررا لهم بدءًا بقرائنا".
وكانت
تصريحات لماكرون نشرتها الصحيفة في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 واتهم فيها النظام
"السياسي العسكري" الجزائري بالحفاظ على "إيجار تذكاري"، أدت إلى
أزمة بين الجزائر وباريس.