هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فازت ليز تراس الاثنين، بزعامة حزب المحافظين البريطاني لتصبح رئيسة للوزراء في وقت تواجه فيه البلاد أزمة في تكاليف المعيشة واضطرابات بالقطاعات الإنتاجية وركودا.
وبعد تنافس على مدى أسابيع على زعامة الحزب، الذي شهد انقساما وضع وزير المالية السابق ريشي سوناك في مواجهة تراس، فإن من المتوقع أن يتم في وقت لاحق من الاثنين إعلان بدء تسليم السلطة من رئيس الوزراء بوريس جونسون.
وأصبحت تراس رابع رئيس للحكومة منذ الاستفتاء على بريكسيت، وثالث سيدة تشغل هذا المنصب بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي.
وتغلبت تراس وزيرة الخارجية الحالية على وزير المالية السابق ريشي سوناك، في تصويت أعضاء حزب المحافظين، وحصدت 81326 صوتا مقابل 60399 لسوناك.
وكان الفارق الذي فازت به على سوناك هو الأقل في أي انتخابات لقيادة حزب المحافظين أجريت هذا القرن.
وقال معهد الحكومة، وهو مؤسسة بحثية، إن تراس سيكون لديها نقطة انطلاق أضعف من أي من أسلافها، لأنها لم تكن الخيار الأكثر شعبية بين نواب حزبها.
وتعهدت تراس (47 عاما)، وزيرة الخارجية في عهد بوريس جونسون، بالتحرك سريعا لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا، قائلة إنها ستضع من الأسبوع الأول خطة لمعالجة ارتفاع فواتير الطاقة وتأمين إمدادات الوقود في المستقبل.
وفي حديثها خلال مقابلة تلفزيونية يوم الأحد، أحجمت تراس عن الإدلاء بتفاصيل عن الإجراءات التي تقول إنها ستطمئن الملايين ممن يخشون من عدم القدرة على دفع فواتير الوقود مع اقتراب فصل الشتاء.
وأحجمت عن التعليق على تقرير يفيد بأن خطتها للطاقة قد تتجاوز قيمتها الـ100 مليار جنيه إسترليني (115 مليار دولار)، لكن كواسي كوارتنغ وزير التجارة وعضو البرلمان الذي من المرجح أن يكون وزيرا للمالية في حكومتها، كتب الاثنين أن بإمكان الحكومة المزيد من الاقتراض لتمويل الدعم للمنازل والشركات.
اقرأ أيضا: تراس ترفض تصنيف ما إذا كان ترامب "عدوا أم صديقا" لبريطانيا
وخلال السباق لخلافة رئيس الوزراء، أشارت تراس إلى أنها ستتحدى التقاليد بإلغاء الزيادات الضريبية وخفض الرسوم الأخرى التي يقول بعض الاقتصاديين إنها ستغذي التضخم.
هذا، بالإضافة إلى أن التعهد بمراجعة وضع بنك إنجلترا مع حماية استقلاليته، دفع بعض المستثمرين إلى التخلص من الجنيه الإسترليني والسندات الحكومية.
وتتولى تراس زمام الأمور في الوقت الذي تواجه فيه البلاد أزمة غلاء المعيشة واضطرابات صناعية وركودا وحربا في أوروبا، بريطانيا من الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا فيها. وتستبعد على ما يبدو إجراء انتخابات وطنية أخرى خلال العامين المقبلين، قائلة إنها ستحقق انتصارا كبيرا لحزبها في عام 2024.
وستصبح تراس، التي كانت المرشحة الأوفر حظا لخلافة جونسون، الرابعة التي تتولى رئاسة الحكومة من حزب المحافظين منذ انتخابات عام 2015.
وخلال تلك الفترة، انتقلت البلاد من أزمة إلى أخرى، وتواجه الآن ما يُتوقع أن يكون ركودا طويلا ناتجا عن ارتفاع معدل التضخم الذي بلغ 10.1 بالمئة في تموز/ يوليو.
تواجه تراس قائمة طويلة ومكلفة وصعبة التنفيذ من المهام، ويقول نواب المعارضة إنها نتيجة إدارة المحافظين الضعيفة على مدى 12 عاما. ودعا العديد منهم إلى إجراء انتخابات مبكرة- وهو أمر قالت تراس إنها لن تسمح به.
ووصف النائب المخضرم من حزب المحافظين ديفيد ديفيس التحديات التي ستواجهها تراس كرئيسة للوزراء بأنها "ربما ثاني أصعب فترة واجهها أي رئيس للوزراء في فترة ما بعد الحرب"، بعد مارجريت تاتشر المحافظة في عام 1979.
وأضاف: "في الواقع لا أعتقد أن أيا من المرشحين، يدرك حقا مدى ضخامة هذا"، مضيفا أن التكاليف قد تصل إلى عشرات المليارات من الجنيهات الاسترلينية.
وقالت تراس إنها ستعين حكومة قوية، مستبعدة ما وصفه مصدر مقرب منها بأنه "نمط رئاسي" للحكم، وسيتعين عليها العمل بجد لكسب دعم بعض النواب في حزبها الذين ساندوا سوناك في السباق.
وقال زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر: "لقد سمعنا رئيس الوزراء الأخير يتحدث عن تخفيضات ضرائب الشركات خلال الصيف أكثر مما سمعناه يتحدث عن أزمة غلاء المعيشة، الشيء الوحيد الأكثر أهمية الذي يؤثر على ملايين الأسر".