هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت
شبكة "سي إن إن" إن مصير اللاجئين السوريين في تركيا بات معلقا، وسط
مخاوف من أن يصبح اللاجئون بيادق في السياسة المتغيرة للبلاد، قبل انتخابات العام
المقبل.
ولفتت
الشبكة إلى أن تركيا أرسلت مؤخرا إشارات بأنها مستعدة لبدء الحديث مع النظام
السوري، الأمر الذي صدم العديد من اللاجئين السوريين، الذين فر معظمهم من العنف
هناك ويخشون على حياتهم إذا عادوا إلى ديارهم.
وأشارت
إلى أن التصريحات التركية شكلت تحولا دراماتيكيا من موقف أنقرة على مدى العقد
الماضي، حيث كانت تركيا أحد الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية والفصائل المسلحة
التي قاتلت للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، كما تدخلت أنقرة عسكريا، وأصبح لديها
وجود في مناطق داخل سوريا.
ونبهت
الشبكة إلى أن تركيا أعادت ضبط سياستها الخارجية على مدار العام الماضي لإصلاح
العلاقات والمصالحة مع جيرانها، بما في ذلك الإمارات والسعودية وإسرائيل، وسط مساع
لإعادة العلاقات مع مصر، التي أطاح نظامها الحاكم بحكومة إسلامية منتخبة
ديمقراطيًا كانت مدعومة من تركيا.
ورأت
أن التغيير في موقف أنقرة يأتي مع قيام العديد من الدول العربية بطي صفحة الحرب في
سوريا والترحيب بعودة الأسد إلى الحظيرة الإقليمية.
وقالت
أسلي أيدينتاسباس، الزميلة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن
التصريحات التصالحية من قبل المسؤولين الأتراك هي خطوة محسوبة موجهة إلى الجمهور
المحلي قبل انتخابات العام المقبل.
وأضافت:
"نحن في طريقنا إلى الانتخابات، ويبدو أن أرقام أردوغان غير مؤكدة للغاية،
ويبدو أن قضية اللاجئين هي أحد أهم اهتمامات الناخبين الأتراك عبر الطيف السياسي،
بما في ذلك قاعدته".
ورجحت
أن تكون الإيماءات تجاه النظام السوري جزءًا من تعهد أردوغان الانتخابي، واستبعدت
أن يمضي الرئيس التركي قدما باتجاه تطبيع العلاقات مع سوريا، جزءًا من تعهد
أردوغان الانتخابي.
اقرأ أيضا: ما أهداف اجتماعات جنيف التي دعت إليها واشنطن حول سوريا؟
وتستضيف
تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم بينهم 3.7 مليون سوري، وتواجه أزمة اقتصادية
متفاقمة مع تضخم يقترب من الـ80٪، وهو الأعلى منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وفقًا للأمم
المتحدة.
ورأت
أيدينتاسباس أن اللاجئين هم "كبش الفداء" في تركيا، معتبرة أنه "لا
يوجد سبب اقتصادي أو حتى حقيقي لعداء اللاجئين".
وتابعت:
"عندما يرى الأتراك أنهم عاطلون عن العمل، ويرون قوتهم الشرائية تتراجع، يجدون
اللاجئين كبش فداء مناسب".
وبحسب
الشبكة فإن مراقبين وجماعات حقوقية، يقولون إن تركيا من غير المرجح أن تعيد السوريين
إلى بلادهم إذا كان الوضع غير آمن لهم، بسبب المعاهدات الدولية التي تحمي حقوق
اللاجئين. لكنهم يتوقعون أن يستمر استخدام هذا كأداة لحشد الدعم من قبل جميع
الأطراف قبل تصويت العام المقبل.
واعتبرت
أيدينتاسباس أن الفكرة الكاملة لبدء حوار سياسي تهدف إلى طمأنة الناخبين بأن
الحكومة تفعل شيئًا ما، ولديها خطط لإعادة السوريين إلى وطنهم، على الرغم من أن
هذا من غير المرجح أن يحدث".
ويخشى
السوريون في تركيا من فرض عمليات إعادة قسرية، على الرغم من تطمينات الحكومة
التركية، كما يخشى سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا من إعادة
مناطقهم إلى قوات النظام السوري.