هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، مقالا للصحفي إيشان ثارور، قال فيه إن ليز تراس توجهت الثلاثاء، إلى قلعة أسكتلندية ليتم تكليفها من الملكة إليزابيث الثانية بتشكيل حكومة، في بروتوكول يسمى "تقبيل" اليد الملكية.
وهكذا ستصبح وزيرة الخارجية البريطانية الحالية رئيسة وزراء بلادها القادمة.
ومع تعيين تراس، ستكون الملكة قد ترأست هذه الطقوس التقليدية 15 مرة خلال عقودها العديدة، بصفتها صاحبة السيادة. ومن الممكن، بغض النظر عن التقارير التي تشير إلى اعتلال صحتها، أنها قد تفعل ذلك مرة أخرى قريبا.
ولم تصل تراس إلى السلطة عن طريق الانتخابات العامة، ولكن بعد فوزها بأغلبية الأصوات في انتخابات قيادة حزب المحافظين التي قررها أقل من 200,000 من نشطاء حزب المحافظين، الذين يدفعون رسوم العضوية.
وكان منافسها الرئيسي، وزير المالية السابق ريشي سوناك، أكثر شعبية بين المشرعين المحافظين في البرلمان.
وتظهر استطلاعات الرأي العام، الأوسع نطاقا، أن حزب العمال المعارض يتقدم بأقوى تقدم له منذ عقد.
وفي غضون ذلك، يعتقد غالبية البريطانيين، أن تراس ستكون رئيسة وزراء "فظيعة"، وربعهم فقط يعتبرونها تحسنا عن سلفها المثير للجدل بوريس جونسون.
اقرأ أيضا: من هي ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة؟ (إنفوغراف)
وبالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سترث رئيسة الوزراء الجديدة مجموعة واسعة من المشاكل الاقتصادية والسياسية.
ويتوقع بنك إنجلترا أن تعاني بريطانيا من الركود الممتد، بدءا من تشرين الأول/ أكتوبر. وبلغ معدل التضخم بالفعل 10%، مع تحذير الاقتصاديين من احتمال وصوله إلى 15%".
وهناك سلسلة وشيكة من المشاكل، إذ تؤدي أزمة تكلفة المعيشة الهائلة إلى انخفاض تاريخي في مستويات المعيشة. ووفقا لبعض التقديرات، فقد يواجه ثلثا الأسر البريطانية "فقر الوقود" بحلول نهاية العام، بحيث يكافحون لدفع تكاليف تدفئة منازلهم التي ترتفع بشكل سريع.
وفي مختلف قطاعات الاقتصاد، تشهد الصناعات حركة إضرابات، حيث أغلقت الإضرابات خدمات القطارات وجمع القمامة وتشغيل الموانئ.
والدولة التي ستقودها تراس الآن، تضاءلت بلا شك. ووجدت معظم التحليلات لتأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن "بريكست" قد أثر على اقتصادها، وزاد من مشكلات سلسلة التوريد، وأضر بآفاقها التجارية.
وحذر تحليل نشره بنك "ساكسو" الشهر الماضي، المستثمرين، من أن بريطانيا "تبدو أكثر فأكثر كدولة سوق ناشئة"، ولن يكون لديها القدرة على إدارة "هروب سهل" من ركود عميق.
وقامت تراس بحملة لقيادة حزبها على منصة تجذب النواة الصلبة لحزب المحافظين. وترى مخرجا من مشاكل بريطانيا من خلال خفض الضرائب وتعزيز عمليات تكسير الصخور الزيتية لاستخراج الغاز والطاقة النووية.
اقرأ أيضا: تراس تتولى رئاسة وزراء بريطانيا.. هذا أبرز ما ينتظرها
وكتبت لصحيفة التليغراف: "سنتخلى عن نفس النهج القديم القائم على فرض الضرائب والإنفاق من خلال التركيز على النمو والاستثمار".
وفي حين أنه من المرجح أن يرحب بها العديد من المحافظين الذين انتخبوها داخليا، فإن هذا الخطاب أقل إقناعا لعامة الناس الذين شهدوا المحافظين في السلطة لمدة 12 عاما.
ويبدو أن السمة المحددة لتراس قد تكون نوعا معينا من الانتهازية السياسية.
والمخاوف الآن من مواقفها الأيديولوجية المتشددة، ما يؤجج توترات جديدة. بالإضافة إلى عدائها ضد جهود استقلال أسكتلندا -وخططها المطروحة لدفع تشريع جديد من شأنه أن يحبط احتمالية إجراء استفتاء ناجح مؤيد لاستقلال أسكتلندا- قد يمهد الطريق لصدام مع إدنبرة.
والاثنين الماضي، حذر وزير الخارجية الإيرلندي سيمون كوفيني، تراس، من إثارة حرب تجارية جديدة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، إذا استمرت في الخطط المقترحة لتجاوز اتفاقية ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المعروفة باسم "بروتوكول" إيرلندا الشمالية.
واسترشادا بالرغبة في الحفاظ على التدفق الحر للسلع والأشخاص بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية، فقد فوض "البروتوكول" عمليات فحص البضائع القادمة من البر الرئيسي البريطاني إلى إيرلندا الشمالية، الأمر الذي أثار استياء المحافظين الذين يشعرون بأنه يقوض وحدة أراضي بريطانيا الإقليمية والسياسية.
وهذا الأسبوع، على الأقل، يبدو أن المنطق الذي يحكم الموقف هو أن تراس ستتبنى نهجا أكثر براغماتية بمجرد أن تقيم في "10 داونينغ ستريت". لكن لديها تلة شديدة الانحدار لتتسلقها.