هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد أن هوى برميل النفط دون المائة دولار خلال تموز (يوليو) وآب (أغسطس) الماضي؛ عاد ليهوي مجددا دون الـ 90 دولار يوم أمس الأربعاء ليبلغ خام برنت 88 دولارا ونصف للبرميل.
انخفاض أسعار النفط جاء مدعوما بمؤشرات قوية لتباطؤ النمو في الصين بعد تراجع واردتها من النفط بمقدار 9.4% وتراجع حجم صادراتها بمقدار 20 مليار دولار في (آب/ أغسطس) الماضي.
تباطؤ دعمته التوقعات بمزيد من الإغلاقات بفعل تفشي وباء كورونا في عدد من المقاطعات الصينية وتطبيق بكين لسياسية صفر كورونا؛ ما دفع السعودية إلى خفض سعر الخام العربي المتجه إلى آسيا خلافا للمتوقع بعد خفض الإنتاج بالتضامن مع دول تحالف (أوبك +) الاثنين الموافق 5 أيلول (سبتمبر) الحالي إلى 100 ألف برميل؛ فالرياض تبحث عن وسيلة للحفاظ على زبائنها وأسواقها في القارة الآسيوية من المنافسين في طهران وموسكو.
انخفاض سعر برميل النفط عالميا وفي آسيا خصوصا؛ لم ينعكس شيئا على واقع الغلاء والتضخم في القارة الأوروبية التي تعاني غليان أسعار الطاقة والكهرباء والسلع بكافة أشكالها؛ ليغلي معها الشارع الأوروبي في احتجاجات عارمة شملت جمهورية التشيك وألمانيا وفرنسا وإيطاليا التي أحرق المتظاهرون فيها فواتير الكهرباء معلنين رفضهم للتسعيرة الجديدة علما أن الشتاء لم يلقي بظلاله بعد على القارة العجوز .
الغلاء والتضخم والركود والانكماش والاحتجاجات في الشارع الأوروبي مثلت (أفق الحدث) للأزمة الأوكرانية حيث يتلاشى اليقين وتضطرب المؤشرات وتفقد المعادلات الرياضية والاقتصادية منطقها بعد أن يبتلعها ثقب الأزمة الأوكرانية.
شح إمدادات الطاقة خصوصا الغاز وارتفاع أسعاره بعد تمديد موسكو إغلاقها لأنبوب (نورد ستريم 1) بحجة الصيانة؛ فاقم أزمة القارة الأوروبية التي تعاني من تضخم وتباطؤ كبير في معدلات النمو.
الغلاء والتضخم والركود والانكماش والاحتجاجات في الشارع الأوروبي مثلت (أفق الحدث) للأزمة الأوكرانية حيث يتلاشى اليقين وتضطرب المؤشرات وتفقد المعادلات الرياضية والاقتصادية منطقها بعد أن يبتلعها ثقب الأزمة الأوكرانية.
الأزمة الأوكرانية فاقمت التباينات بين دول الاتحاد الأوروبي الفقيرة والغنية؛ شديدة الاعتماد على النفط والغاز الروسي؛ وتلك الأقل اعتمادا؛ فاتحة بذلك الباب لمزيد من التباينات بن دول القارة العجوز بمقدار بعدها وقربها من الأزمة وثقبها الأسود في أوكرانيا.
الأزمة الأوكرانية تحولت إلى ثقب أسود تنهار في أفقها حالة اليقين لتسحق في جوفها قيم ومعتقدات القارة إلى جانب رفاهها ونموها؛ فالصراع بين المكونات السياسية اليسار واليمن تدفع بقوة نحو إعادة صياغة وإنتاج للقيم والمعتقدات الأوروبية تجاه الصراع الناشب في أوكرانيا ومع روسيا؛ فالشارع الأوروبي يطالب حكوماته بالحياد في ألمانيا وإيطاليا والتشيك.
ختاما..
الشتاء المقبل في أوروبا سيفجر مزيدا من التناقضات في القارة ويفتح الباب لمزيد من الإضرابات والاحتجاجات في الشارع الأوروبي الذي سيشتعل بدوره باقترابه أكثر من أفق الحدث للأزمة الأوكرانية الشتاء المقبل بمزيد من الغلاء والمعاناة الاقتصادية بل والبطالة أيضا.
hazem ayyad
@hma36