شركة إسرائيلية تبيع أنظمة مضادة للمسيرات الروسية لأوكرانيا

في الوقت الذي تبدي فيه دولة الاحتلال حذرا من التورط العسكري في الحرب الأوكرانية-الروسية خشية غضب الأخيرة، واقتصار موقفها على إدانة الغزو الروسي، وتأييد أوكرانيا سياسياً، فإن محافل عسكرية إسرائيلية كشفت للمرة الأولى أن شركة صناعة دفاعية إسرائيلية تبيع أنظمة لاعتراض وتعطيل الطائرات بدون طيار للجيش الأوكراني، الذي يستخدمها لاعتراض الطائرات بدون طيار التابعة للجيش الروسي، وقد تم البيع عبر بولندا من أجل التحايل على الحظر المفروض على بيع الأسلحة لأوكرانيا، فيما أكدت ذات الأوساط المنخرطة في الصناعات العسكرية أن حكومة الاحتلال تغض الطرف عن هذه الصفقة.

تاني غولدشتاين الكاتب في موقع "زمن إسرائيل" أكد أن "شركة صناعة دفاعية إسرائيلية باعت أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار للجيش الأوكراني عبر بولندا، حيث تستخدم أوكرانيا هذه الأنظمة الإسرائيلية في الحرب ضد الغزو الروسي في شرق البلاد، مع العلم أن روسيا وأوكرانيا استخدمتا في حربهما آلاف الطائرات بدون طيار والطائرات القتالية بدون طيار، التي يطلق عليها كلا الجانبين اسم "كاميكاز".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أوكرانيا وروسيا تستخدمان الطائرات بدون طيار لتصويب القنابل ونيران المدفعية وحمل الأسلحة الخفيفة، ونقلها إلى ساحة المعركة، والتجسس وجمع المعلومات، وتم إنتاج بعضها لأغراض عسكرية، والبعض الآخر مدنية تم تحويلها إلى طائرات عسكرية للجيش الروسي روسية الصنع، فيما يستخدم الجيش الأوكراني هذه الطائرات من صناعة بريطانية وتركية، فيما يستخدم الجيش الإسرائيلي أنظمة مضادة للطائرات المسيرة لاعتراض عمليات التسلل مثل الطائرات بدون طيار والطائرات المسيرة من غزة ولبنان وسوريا".

تجدر الإشارة إلى أن دولة الاحتلال تحوز واحدة من الشركات الرائدة في العالم في تطوير وإنتاج أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار، ولديها ما لا يقل عن ست شركات تشارك في إنتاجها، حيث يتم استخدامها من قبل الجيش الأذربيجاني في الحرب التي يخوضها ضد أرمينيا، فيما تشتريها الولايات المتحدة ودول مختلفة في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وكذلك بولندا وجمهورية التشيك ودول أخرى في أوروبا الشرقية.

في الوقت ذاته، توضح الصناعات العسكرية الإسرائيلية أن الأنظمة المضادة للطائرات بدون طيار تُعرف على أنها تقنية دفاعية متقدمة، ويبدو أن حكومة الاحتلال ليست معنية بـ"نسف" الصفقة مع أوكرانيا، بل تفضل غضّ الطرف عن تزويد الشركات الإسرائيلية لأوكرانيا بالعديد من الأسلحة، رغم استمرار إعلان وزارة الحرب "الرسمي" بأنها ما زالت تعارض بشدة بيع الأسلحة الهجومية لأوكرانيا، وبيع ما يعرف بـالتكنولوجيا الدفاعية المتقدمة، خشية أن يضر ذلك "بالعلاقات الحساسة" مع روسيا.

يذكر أن دولة الاحتلال ألغت صفقة مع الولايات المتحدة لبيعها أنظمة القبة الحديدية بغرض إرسالها إلى أوكرانيا، التي تعد تطويرًا مشتركًا للصناعات الدفاعية للولايات المتحدة وإسرائيل التي يتم بيعها للكثير من البلدان الأخرى، وتكتفي دولة الاحتلال حتى الآن بتزويد أوكرانيا بمعدات الدفاع الأساسية، بما فيها الخوذات والسترات الواقية، وبعضها مجاني، إضافة للأدوية والبطانيات وغيرها من المعدات الإنسانية التي يتم تسليمها للسلطات الأوكرانية والمنظمات الإنسانية العاملة هناك، ومشفى ميداني، كما أنها ستبيع أسلحة دفاعية غير مميتة لأوكرانيا، دون التوضيح ما إذا كان القرار تم اتخاذه في النهاية، وما هي الأسلحة المقصودة.