هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شبه الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، رونالد ماركس، في مقال له بصحيفة "ذا هيل" التطورات في حرب أوكرانيا بأنها "ربيع كاذب"، محذرا من أن الرئيس الروسي لن يقبل خسارة هذه الحرب بجميع الأحوال.
ورونالد ماركس هو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية، عمل كمسؤول اتصال في مجلس الشيوخ لخمسة من مديري وكالة المخابرات المركزية، ومستشار استخبارات لاثنين من قادة الأغلبية في مجلس الشيوخ.
و"الربيع الكاذب" هو ظاهرة شتوية طبيعية تشهدها السهول المرتفعة بغرب الولايات المتحدة، عندما ينجرف الطقس الدافئ في الجنوب إلى الشمال لفترة وجيزة، فتزهر الأشجار لتخلف راحة لطيفة للسكان المحليين من برد الشتاء، لكنها ظاهرة مؤقتة يعود بعدها الشتاء لقسوته.
وذكر ماركس الذي يعمل حاليا زميلا أوّلَ غير مقيم في مركز "سكوكروفت" في "ذا أتلانتيك كونسيل" وأستاذا للسياسة والحكومة بجامعة جورج ميسون: "أخشى أن هذا ما نواجهه في أوكرانيا - ربيع أمل زائف".
وأضاف ماركس في مقاله "لقد أمضيت أربعة عقود من حياتي في الأمن القومي والاستخبارات، ودائمًا ما أحذر أصدقائي من التحيز المميت".
واعتبر أن القول بأن "روسيا تنهار، وبوتين يذهب" يعيد للأذهان ملف أسلحة الدمار الشامل المزعومة لصدام حسين، قائلا إنه "وفقا لهذه التحيزات، فقد ذهبنا إلى الحرب. ولم نعثر على أسلحة".
وتابع: "أعقب ذلك أكثر من سبع سنوات من الحرب، ما أدى إلى مقتل 4000 أمريكي ومقتل عشرات الآلاف من العراقيين".
اقرأ أيضا: البيت الأبيض يعلق على تهديد بوتين.. ومسؤول: لا جديد فيه
لغز ملفوف
ولفت إلى أنه "على الرغم من الانتصارات الأوكرانية المشجعة مؤخرًا، فأعتقد أن هذه حرب لن يخسرها بوتين".
وتابع بالقول: "بناءً على عقدين من متابعته له، فإن بوتين لا يحب أن يخسر، هذا رجل يحب أن يروي حكاية طفولته، كما أنه يبحث عن طرق للقفز فوق أعدائه، وفي رأيي فإن بوتين الآن في أخطر حالاته"، مضيفا: "داخليًا، يبدو بوتين محاصرًا".
ويبدو أن ظهوره العلني هو لرجل يعاني من اعتلال صحي محتمل، مع وجود شائعات عن مرض باركنسون يتصدر قائمة الأمراض المفترضة، وفقا لكاتب المقال.
ومضى بالقول إن اللوم بات يلقى على الجنرالات غير الأكفاء ومسؤولي الاستخبارات المتعثرين، علنًا، في المشكلات الحالية، حيث إنه يتم قبول الانتكاسات الكبرى.
وانتشر على الإنترنت تقرير حديث عن محاولة هجوم محتملة على سيارة ليموزين بوتين. لكن هل هو مجرد ربيع كاذب؟
وذكر ضابط الاستخبارات السابق أنه "من واقع خبرتي، فإن الحكم على صحة القائد من مسافات طويلة هو مهمة مستحيلة" مضيفا أن "لدى بوتين الكثير من الأطباء والأدوية لاستمرار بقائه".
أما بالنسبة للعقوبات الاقتصادية، فهي لم تنجح حقًا لأن الصين لا تزال مشتريًا للنفط وبائعًا محتملاً للمواد الحربية إلى روسيا، وفقا لكاتب المقال.
وأشار إلى أنها أفعال سياسية تبعث على الارتياح، فلقد أضر إحياء الناتو ببوتين في أوروبا سياسيًا - لكنه من المرجح أن يستخدم النفط والغاز كسلاح هذا الشتاء عن طريق قطع الإمدادات عن الدول الأوروبية التي تحتاجها.
وبالتالي، فسيشرح قادة الناتو قريبًا لشعوبهم سبب تجمدهم في الشتاء القارس، أما بالنسبة لشعب أوكرانيا فهي تضحية جديرة، لكن يصعب شرحها.
وفي ساحة المعركة، لا يزال بوتين يسيطر على خمس مساحة أوكرانيا، حيث ستكون استعادة أوكرانيا لها عملية مكلفة وطويلة ومليئة بالإصابات.
هل الناتو على استعداد لمساعدة أوكرانيا في العودة إلى الأراضي الروسية؟ حتى الآن، كانت الإجابة لا، بحسب كاتب المقال.
وصعد بوتين من لهجته الوطنية، مستخدمًا الخسائر على الأرض لتحقيق مكاسب سياسية محتملة.
وأما المخاوف التي أعرب عنها النقاد الروس في وسائل الإعلام فليست مجرد انتقادات للجيش؛ كما أنهم يقودون ذريعة الدفاع عن "الوطن الأم" بموارد أكثر، ومحاربة "الفاشيين الأشرار" في أوكرانيا.
أما بالنسبة للمعارضة الجادة لبوتين، فهناك أيضًا الكثير من الانحياز التأكيدي في تلك المنطقة، مع الأمل في ثورة داخلية والإطاحة بها.
ويبدو أن الأعداء المتصورين أو الحقيقيين في الأوليغارشية وعدد قليل من البيروقراطيين يتساقطون من النوافذ هذه الأيام - التقليد الروسي الرائع المتمثل في الرمي من النافذة.
وقال كاتب المقال: "الأمل جيد في الفوز أفضل، فطوال حياتي في العمل في مجال الأمن القومي، رأيت مرة أخرى التمني الذي نشارك فيه حاليًا في أوكرانيا.. نحن في حرب طويلة قبيحة لن تنتهي قريبا".
وتابع: "أريد أن يفوز الأوكرانيون، وأريد أن أرى بوتين خارجًا - لكن أفهم أيضًا أن الديكتاتوريين مثل بوتين ليس لديهم خطة تقاعد، يتركون السلطة إما قتلى أو تحت تهديد السلاح".
وخلص إلى القول إنه لن يتم كسب الحرب في أوكرانيا بالتفاؤل وحده ولا بالرغبة في رؤية الحقائق كما نريدها أن تكون.. "نحن في ربيع كاذب وأخشى أن الشتاء قادم بالتأكيد".