هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصلت الاحتجاجات في إيران، إلى العاصمة طهران، التي شهدت مواجهات حامية بين المتظاهرين وقوات الأمن، في حين عبر المحتجون عن غضبهم من قوات "الباسيج" التي تقمع فعالياتهم وقاموا بإحراق مركز لها.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية، الجمعة، أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات المنددة بمقتل الشابة مهسا أميني ارتفعت إلى 35 قتيلا، بينما قالت منظمة حقوقية أوروبية غير ربحية إن العدد الحقيقي بلغ نحو 50.
وأطلق الجيش الإيراني والحرس الثوري تهديدات للمتظاهرين ووصفوهم بأنهم "مخربون"، في حين خرجت مظاهرات مؤيدة للنظام وداعية إلى إنهاء الاحتجاجات و"إعدام" المحتجين.
الاحتجاجات تصل إلى طهران
وأظهرت مقاطع فيديو حشودا من المحتجين في ثلاثة من كبريات أحياء غرب طهران، وهي ستارخان واكتابان وصادقية.
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) September 23, 2022
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) September 24, 2022
وشهدت شوارعها مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن التي أطلق النار بشكل كثيف، واستخدمت الغاز المسيل للدموع، بحسب وكالات أنباء محلية ودولية.
وهتف محتجون في طهران هتافات منددة بالمرشد الإيراني علي خامنئي وقوات الباسيج والنظام.
وتجددت الاحتجاجات وسط حضور نسائي بارز في مناطق عدة من العاصمة طهران ومدن إيرانية منذ مساء أمس الجمعة.
تضارب بأرقام الضحايا
وذكر موقع "إيران
إنترناشونال" على "تويتر"، أن 35 شخصا بينهم قوات أمن ومتظاهرون "قتلوا
في احتجاجات إيران" حتى الجمعة.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يكون
الرقم الفعلي لعدد القتلى أعلى من ذلك بكثير.
— د ـ أحمد موفق زيدان (@Ahmadmuaffaq) September 23, 2022
وفي السياق، نقلت وسائل إعلام أمريكية
وأوروبية عن منظمة حقوقية غير حكومية مقرها النرويج، مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا في
احتجاجات إيران، وفقا لقناة "الحرة" الأمريكية.
وكانت آخر حصيلة رسمية لعدد القتلى هي
26 شخصا.
اقرأ أيضا: تظاهرات إيران تمتد إلى طهران.. وحرق مركز للباسيج (فيديو)
من جانب آخر، قالت وكالة "بورنا" للأنباء المرتبطة بوزارة الرياضة في وقت متأخر الجمعة نقلا عن التلفزيون الرسمي إن "عدد الأشخاص الذين قتلوا في أعمال الشغب الأخيرة في البلاد ارتفع إلى 35".
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) September 23, 2022
تهديد المحتجين
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الرئيس إبراهيم رئيسي قال السبت إن على إيران "التعامل بحزم مع أولئك الذين يعتدون على أمن البلاد وسلامها".
جاءت تصريحات رئيسي في مكالمة هاتفية قدم خلالها التعازي لأسرة أحد أفراد الأمن قُتل طعنا الأسبوع الماضي، مع توجيه أصابع الاتهام لمتظاهرين غاضبين من وفاة شابة خلال احتجاز الشرطة لها.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس "شدد على ضرورة التمييز بين الاحتجاج والإخلال بالنظام العام والأمن"، ووصف الأحداث بأنها "أعمال شغب".
وحمل الحرس الثوري الإيراني بدوره على المتظاهرين وندّد بـ"عملية نفسية وحرب إعلامية مفرطة" بدأت "بذريعة وفاة مواطنة". وأشاد الحرس الثوري بـ"جهود وتضحيات الشرطة"، واصفا ما يحصل بأنه "مؤامرة جديدة سيكون مصيرها الفشل".
في حين قال الجيش الإيراني في بيان، إنه "سيتصدى للأعداء" لضمان الأمن والسلام في البلاد، مع تصاعد الاحتجاجات في البلاد على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني.
وقال في البيان إن "هذه الأعمال اليائسة (الاحتجاجات) جزء من استراتيجية خبيثة للعدو هدفها إضعاف النظام الإسلامي"، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
وكانت احتجاجات اندلعت في أنحاء إيران
في 16 أيلول/ سبتمبر الجاري، إثر وفاة أميني بعد ثلاثة أيام على توقيفها لدى
"شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
— sara ⚘ 🜲 🫧 👑👑 ᴹ 🇺🇸 (@Revolution_R_) September 24, 2022
وأثارت الحادثة غضبا شعبيا واسعا في
الأوساط السياسية والإعلامية بإيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.
فيما أكد الرئيس الإيراني إبراهيم
رئيسي، الخميس، أن تحقيقا سيفتح بخصوص وفاة الشابة أميني.
حرق مركز للباسيج
وقام متظاهرون في إيران بحرق مقر لقوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني، في مدينة قم، في إطار الاحتجاجات الواسعة.
— عصام (@Q1Ud8iCqzNOuDkr) September 24, 2022
وقام كذلك متظاهرون بحرق مركز الشرطة الإيرانية في مدينة أشنويه الحدودية مع العراق.
وكانت مصادر رسمية تحدثت عن تعرض أفراد من قوات التعبئة "الباسيج" والشرطة لهجمات بالأسلحة النارية والبيضاء، كما أفادت تقارير بحرق مراكز وعربات للشرطة.
اقرأ أيضا: من هي قوات الباسيج المسؤولة عن قمع الاحتجاجات في إيران؟
والباسيج قوات تشكلت في عام 1979 على يد قائد الثورة الإيرانية روح الله الخميني، كقوة شبه عسكرية من المتطوعين، والاسم الرسمي للقوات هو "منظمة تعبئة المستضعفين".
مظاهرات مؤيدة
في المقابل، خرجت في إيران مظاهرات مؤيدة للنظام الحاكم ردا على الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع عقب وفاة فتاة تعرضت للاحتجاز في مركز أمني بطهران.
وشارك الآلاف في مظاهرات خرجت في طهران ومحافظات أخرى تندد بما وصفتها بأعمال شغب شهدتها الاحتجاجات الأخيرة، وتطالب بإعدام مرتكبيها.
وردد المتظاهرون شعارات داعمة للنظام ومنددة بمن يقف وراء هذه الأعمال، ودعوا لعدم المشاركة في تلك الاحتجاجات.
— على العهد (@lb_ahed) September 23, 2022
واشنطن تفرض قيودا جديدة
من جانب آخر، أعلنت واشنطن أنها خففت
قيود تصدير التكنولوجيا المفروضة على إيران لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت التي
قيدتها الحكومة بشدة وسط حملة لقمع التظاهرات مستمرة منذ أسبوع احتجاجا على وفاة
شابة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
واعتبرت وزارة الخزانة الأمريكية أن
قطع طهران الإنترنت محاولة "لمنع العالم من مشاهدة حملتها العنيفة ضد
المتظاهرين السلميين". وقال نائب وزير الخزانة والي أدييمو في بيان إن
الإجراء الجديد سيسمح لشركات التكنولوجيا "بتوسيع نطاق خدمات الإنترنت
المتاحة للإيرانيين".
وأضاف أنه "مع خروج الإيرانيين
الشجعان إلى الشارع للاحتجاج على وفاة مهسا أميني فإن الولايات المتحدة تضاعف دعمها
لتدفق المعلومات بحرية إلى الشعب الإيراني".
— Iran News Wire (@IranNW) September 24, 2022
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها
تتخذ إجراءات للسماح بالوصول إلى البرامج بما في ذلك أدوات مكافحة الفيروسات
والبرامج الضارة بالإضافة إلى خدمة مؤتمرات عبر الفيديو لدعم "وصول الشعب الإيراني
إلى معلومات تستند إلى حقائق".
وتابعت: "بهذه التغييرات نساعد
الشعب الإيراني في أن يكون أفضل استعدادا لمواجهة جهود الحكومة في مراقبته
والتضييق عليه".
وقال نائب وزير الخزانة والي أدييمو في
بيان إن الاجراءات "ستوسع نطاق خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين"
لمساعدة "الشعب الإيراني على أن يكون أفضل تجهيزًا لمواجهة جهود الحكومة
لمراقبته وفرض الرقابة عليه".
وقد لا يكون تأثير هذه الخطوة فوريا
كما أقر مسؤولو الإدارة الأمريكية في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين لكن
"بمرور الوقت، سيمنح ذلك للشعب الإيراني مزيدا من الأدوات للتعامل مع هذه
الجهود القمعية من جانب الحكومة الإيرانية".
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني
بلينكن في بيان منفصل: "قطعت الحكومة الإيرانية الوصول إلى الإنترنت عن معظم
مواطنيها البالغ عددهم 80 مليونًا لمنعهم - والعالم - من مشاهدة حملتها العنيفة ضد
المتظاهرين السلميين".
وأضاف أن واشنطن "ستساعد في ضمان
عدم بقاء الشعب الإيراني في عزلة وجهل".
وبعث أعضاء في الكونغرس، ديمقراطيون
وجمهوريون، هذا الأسبوع رسالة إلى وزيرة الخزانة جانيت يلين يحضونها فيها على
تخفيف القيود المفروضة على خدمات الإنترنت لإيران "وتوضيح القواعد الخاصة
بتوفير الخدمة للشعب الإيراني" و"تسريع جميع التراخيص ذات الصلة
بالشركات (...) بما في ذلك خدمة ستارلينك".
إيلون ماسك والإنترنت بإيران
ولا تزال خدمات الإنترنت والاتصالات شبه مقطوعة بالكامل منذ يومين، وعزت وكالة "فارس" للأنباء هذا الإجراء لما قالت إنها "أعمال نفذها مناهضو الثورة ضد الأمن القومي عبر شبكات التواصل".
من جهته، قال إيلون ماسك الرئيس
التنفيذي لشركة "سبيس إكس" إنه سيفعل خدمة ستارلينك للإنترنت عبر
الأقمار الصناعية في استجابة لتغريدة بلينكن عن أن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات
"لتعزيز حرية الإنترنت والتدفق الحر للمعلومات" للإيرانيين.
وكان ماسك قد قال الاثنين الماضي، إن
الشركة تريد إعفاء من العقوبات المفروضة على إيران لتوفير خدمة ستارلينك للنطاق
العريض عبر الأقمار الصناعية في البلاد. وأتاحت الشركة نفس الخدمة بالفعل
للأوكرانيين في حربهم ضد الغزو الروسي.
وناشدت الأمم المتحدة، الجمعة،
الإيرانيين ممارسة "ضبط النفس" لتجنب مزيد من التصعيد، داعية قوات الأمن
إلى الامتناع عن استخدام "القوة غير الضرورية وغير المتناسبة" بحق
المتظاهرين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ستيفان
دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في المقر الدائم للمنظمة
الدولية في نيويورك.
وأعرب دوجاريك عن "قلق الأمم
المتحدة بشأن التقارير التي تفيد بأن الاحتجاجات السلمية في إيران قوبلت
بالاستخدام المفرط للقوة، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتلى وجرحى".
وأضاف: "ندعو قوات الأمن إلى
الامتناع عن استخدام القوة غير الضرورية وغير المتناسبة، ونناشد الجميع ممارسة ضبط
النفس لتجنب المزيد من التصعيد".
واندلعت الاحتجاجات في شمال غرب إيران قبل أسبوع خلال جنازة مهسا أميني، وهي شابة كردية تبلغ من العمر 22 عاما توفيت بعد أن دخلت في غيبوبة، إثر احتجازها من شرطة الأخلاق.