هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا قالت فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح يشرف على التخطيط الاستراتيجي للحرب على أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة عقب الهزائم التي تعرضت لها قوات الكرملين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن بوتين يلعب وراء الكواليس دورا أعمق في الحرب، بما في ذلك إبلاغ القادة بأن القرارات الاستراتيجية الميدانية جاءت منه، في أعقاب الهزائم شرقي أوكرانيا.
وأفاد المسؤولون الأمريكيون، قالت الصحيفة إنهم اطلعوا على معلومات استخباراتية شديدة الحساسية، بأن ذلك يشمل رفض بوتين لطلبات القادة العسكريين على الأرض بالسماح لهم بالانسحاب من مدينة خيرسون الجنوبية الحيوية.
وأثبتت موسكو أن لديها عددًا قليلاً جدًا من القوات لمواصلة هجومها، حيث تعاني من نقص في الأسلحة الدقيقة عالية التقنية، ولم تتمكن من السيطرة على أجواء أوكرانيا.
على الرغم من قبول بوتين لبعض التوصيات من القادة العسكريين، بما في ذلك قرار "التعبئة الجزئية"، إلا أن انخراطه في قرارات الحرب الاستراتيجية أدى إلى توترات على حد قول المسؤولين الأمريكيين.
وقال المسؤولون إن رفض بوتين الانسحاب العسكري من خيرسون أدى أيضا إلى انخفاض الروح المعنوية بين القوات الروسية التي انقطعت في الغالب عن خطوط إمدادها، وأصبحت تعتقد أنه يمكن تركها عالقة في مواجهة القوات الأوكرانية.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، في مقابلة، الجمعة، "من الواضح أن الوضع في أوكرانيا ديناميكي".
وأضاف: "من السابق لأوانه إجراء تقييم كامل، لكن من الواضح لي أن المبادرة الاستراتيجية قد تحولت إلى الأوكرانيين"، محذر من أنه لا يزال هناك "طريق طويل أمامنا".
وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن خلافات بوتين حول المعركة في خيرسون توضح مدى أهمية الحرب في جنوب أوكرانيا بالنسبة لكلا الجانبين.
وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته أوكرانيا مؤخرا في الشمال الشرقي، فإن المنطقة المحيطة بخيرسون هي مسرح حاسم في الحرب مع تداعيات استراتيجية عميقة على كييف وموسكو معا. ويرى بعض المسؤولين الأمريكيين أن الجيش الروسي يواجه مشاكل في المسرح الجنوبي للمعركة.
وقال مسؤول أمريكي كبير هذا الأسبوع إن أوكرانيا في طريقها إلى مكاسب جديدة في الجنوب على غرار تلك التي حققتها خلال هجوم خاطف في الشمال الشرقي خلال وقت سابق من هذا الشهر.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه إذا دفعت أوكرانيا القوات الروسية إلى الوراء، فإن الجسر البري الذي أقامه بوتين بشق الأنفس إلى شبه جزيرة القرم، وهي المنطقة التي احتلتها من أوكرانيا وضمتها عام 2014، قد يتعرض للتهديد في نهاية المطاف.
مع تزايد المعارضة في روسيا ومحاولة الرجال في سن التجنيد الفرار من البلاد لتجنب الاستدعاء، يقول المسؤولون الأمريكيون إن بوتين يعتقد أن انتصارا أوكرانيا آخر سيؤدي إلى تآكل شعبية الحرب وهو أمر لا يمكنه المجازفة به.
مع استمرار الحرب، قال المسؤولون الأمريكيون إن بوتين لم يحصل على معلومات دقيقة من كبار مستشاريه العسكريين، سيرغي شويغو، وزير الدفاع، وفاليري غيراسيموف، رئيس الأركان العامة للجيش الروسي.
وبالإضافة إلى منع الانسحاب من خيرسون، أثار بوتين شكوكا بشأن الجهود الروسية لتعزيز موقفها في الشمال الشرقي بالقرب من نهر أوسكيل، وهو ما وصل إليه الهجوم الأوكراني المضاد هذا الشهر.
اقرأ أيضا: "CNN": بوتين في أزمة.. والتعبئة لن تحل مشاكل جيشه
قال مسؤول أمريكي إن بوتين عارض الانسحاب إلى هناك أيضا؛ لأنه متردد في تسليم أي شيء يمكن أن يقدمه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي وكأنه انتصار.
وحتى في الوقت الذي يطالب فيه بوتين بإستراتيجية عدم الانسحاب، قال المسؤولون الأمريكيون إن الضباط الروس أنفسهم منقسمون حول كيفية الرد على الهجمات المضادة الأوكرانية.
وبينما يعتقد بعض الضباط أنه ينبغي عليهم التراجع بشدة عن توجيهات بوتين قبل أن يخترق الأوكرانيون خطوطهم الحالية، يرى آخرون أن بإمكانهم الالتزام بتوجيهات بوتين.