هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حملت نتائج الانتخابات البرلمانية الكويتية التي جرت الخميس، وأعلنت نتائجها الجمعة، العديد من المفاجآت والأرقام والمقارنات اللافتة.
ويمكن وصف الصورة العامة للمجلس الجديد بعد بروز
النتائج، بأنه مجلس بصيغة "معارضة"، شكل فيه الإسلاميون "سنة
وشيعة" والقبليون مجمل السمة العامة، إلى جانب عودة لافتة للمرأة.
ومن العلامات اللافتة بالانتخابات الـ18 في تاريخ البلاد، مشاركة جميع أطياف المعارضة التي قاطعت الدورات السابقة
التي تلت العام 2012 بسبب إقرار الصوت الواحد (كان لكل
ناخب 4 أصوات)، وتسبب القرار حينها بمقاطعة أطياف عريضة من النواب المعارضين، بل وهجرة بعضهم
للخارج "تركيا تحديدا"، بعد ملاحقات قضائية، ومن ثم عودتهم بتسويات
سياسية.
ومما يسجل أيضا في هذه الانتخابات، الغياب البارز
لرئيس مجلس الأمة لدورات عدة مرزوق الغانم، الذي ابتعد مؤقتا عن المشاركة، وكان الغانم عضوا في مجلس الأمة
منذ عام 2006، وأصبح رئيسا للمجلس في 2013، وأعيد انتخابه في دورته الجديدة عام
2016 حتى كانون الأول/ ديسمبر 2020، ثم انتخب للمرة الثالثة على التوالي حتى حل المجلس في 2 آب/
أغسطس 2022.
اقرأ أيضا: مفاجآت بنتائج انتخابات الكويت.. وفوز مؤثر للإسلاميين والشيعة
كما فشل النواب الذين تقلدوا حقائب
وزارية في الحكومة المقالة الأخيرة في الحفاظ على مقاعدهم؛ وهم وزير الإعلام
والثقافة السابق حمد روح الدين الكندري في الدائرة الأولى، ووزير الشؤون
الاجتماعية والتنمية المجتمعية مبارك العرو في الدائرة الثالثة، ووزير الدولة
لشؤون مجلس الأمة السابق محمد عبيد الراجحي في الدائرة الرابعة.
كما كان لافتا العودة القوية للنائب المخضرم أحمد السعدون (87 عاما)، بعد مقاطعة منذ العام
2012، وهو الأعلى أصواتا في الانتخابات الحالية (12239 صوتا عن الدائرة الثالثة)،
والمرشح الأقوى لرئاسة المجلس الجديد، والسعدون عراب مجلس الأمة الكويتي، ورئيسه لدورات
عديدة (رئيس مجلس لأعوام 1985، 1992، 1996، 2012).
أرقام
لافتة:
أسفرت النتائج المعلنة عن نسبة تغيير في البرلمان
الكويتي "مجلس الأمة"، بلغت 54%، حيث احتفظ 24 نائبا في المجلس السابق
بمقاعدهم، في حين فاز 26 نائبا لم يكونوا أعضاء به، بينهم 15 نائبا لأول مرة.
كما تقلَّصت مقاعد نواب القبائل من 29 نائبا في
المجلس المنحل 2020، إلى 22 نائبا في الدورة الجديدة 2022.
كما أظهرت النتائج فوز من يمكن اعتبارهم نوابا
معارضين بنحو 60 بالمئة من إجمالي عدد المقاعد (فاز 30 مرشحا محسوبا على المعارضة
من أصل 50 نائبا هم أعضاء البرلمان)، بينهم رئيس مجلس الأمة الأسبق بدورات عدة، أحمد
السعدون، إلى جانب فوز المرأة بمقعدين.
اقرأ أيضا : تواصل الجدل بالكويت بشأن "وثيقة القيم" مع اقتراب الانتخابات
كما كان لافتا وفي سابقة بتاريخ انتخابات الكويت، يتمكن
مرشحان بالفوز بعضوية المجلس وهما داخل أسوار السجن، مرزوق الخليفة (الدائرة
الرابعة) وحامد البذالي (الدائرة الثانية).
وأسفرت نتائج الانتخابات عن سقوط مدو لمن كانوا
يعرفون بالنواب الحكوميين في البرلمان السابق، حيث خسر 20 نائبا سابقا مقاعدهم، بينهم ثلاثة من الوزراء السابقين.
الحضور النسوي في البرلمان
بعد السماح للمرأة الكويتية بالانتخاب والترشح لمجلس الأمة
(البرلمان)، في العام 2009، حضرت وغابت المرأة الكويتية عن العديد من دورات المجلس
.
ففي العام 2009 تمكّنت 4 نساء من اعتلاء سدة البرلمان والفوز
بجدارة، لكن في العام 2012 تقلّص عدد النواب النساء إلى 3 ثم إلى 2 سنة 2013
وبعدها إلى مقعد نسائي وحيد في العام 2016، ليعود البرلمان الكويتي دون حضور نسوي
في العام 2020، ولتعود المرأة الكويتية للحضور مرة أخرى في الانتخابات الأخيرة 2022، حيث تمكنت كل من عالية الخالد في الدائرة الثانية، ووزيرة الأشغال والإسكان السابقة
جنان بوشهري في الدائرة الثالثة من الفوز.
الكتل
السياسية والتجمعات الحركية
حفلت الانتخابات بمشاركة واسعة من العديد من الكتل
والتجمعات ذات الأفكار الحزبية والتوجهات السياسية والدينية، حيث ما تزال الدولة
تمنع تشكيل الأحزاب والنزول تحت لافتاتها، ومن أبرز الكتل الفاعلة:
أولا: الحركة الدستورية الإسلامية (الإخوان المسلمون): شارك 5 نواب على قوائمها الرسمية، واثنان كمستقلين، فاز عن قائمتها ثلاثة مرشحين (ذات العدد في برلمان 2020 المنحل)، وهم أسامة الشاهين في الدائرة الأولى (عدد
المرشحين في الدائرة 48 بينهم 3 نساء)، وحمود المطر في الدائرة الثانية (48
مرشحا في الدائرة بينهم 4 نساء)، وعبد العزيز الصقعبي في الدائرة الثالثة (47
مرشحا في الدائرة بينهم 8 نساء)، كما فاز لها اثنان خاضوا الانتخابات كمستقلين، هما: فلاح ضاحي الهاجري (الدائرة الثانية) وعبد الله فهّاد العنزي في الدائرة الرابعة
(80 مرشحا في الدائرة بينهم 5 نساء).
ثانيا: كتل النواب الشيعة: حصل النواب الشيعة على 9 مقاعد مقارنة مع 6 في
البرلمان السابق 2020، وكان نزولهم في أكثر من قائمة تحمل توجهات مختلفة بعضها عن بعض،
وضمن منافسة شرسة في ذات الدائرة الواحدة أيضا، مثل "التآلف الإسلامي
الوطني"، الذي خاض الانتخابات بأربعة مرشحين فاز منهم ثلاثة هم: أحمد لاري في
الدائرة الأولى، وخليل أبل في الدائرة الثالثة، وهاني حسين شمس في الدائرة الخامسة.
كما حصل "تجمع
العدالة والسلام" على مقعدين فاز بهما صالح عاشور في الدائرة الأولى، وخليل الصالح في الدائرة الثانية.
فيما فاز 4 آخرون خاضوا الانتخابات
كمستقلين بعيدا عن القوائم، هم: حسن جوهر وأسامة الزيد (الدائرة الأولى)، وشعيب
علي شعبان (الدائرة الثانية)، وجنان بوشهري (وزيرة سابقة/ الدائرة الثالثة).
ثالثا: الكتل السلفية: خاضت العديد من الكتل
السلفية الانتخابات ضمن قوائم متفرقة متنافسة، وتمكن
المرشحون المحسوبون على "التجمع الإسلامي السلفي/ مقعد واحد في انتخابات 2020"
وهو المظلة الرئيسية للسلفية الكويتية، من الفوز بمقعدين، حمد العبيد (الدائرة
الثانية) ومبارك الطشة (الدائرة الرابعة).
كما نجح "تجمع ثوابت
الأمة" أيضا بالمحافظة على وجوده في المجلس للدورة الثالثة تواليا، بفوز
مرشحه الوحيد محمد هايف المطيري (الدائرة الرابعة).
كما تمكن مرشحون سلفيون مستقلون من الفوز مثل عادل
الدمخي (الدائرة الأولى)، وعمار العجمي (الثالثة)، بعد خسارتهما في الانتخابات
الماضية.
رابعا: حركة العمل
الشعبي" (حشد): وهو تكتل كانت له سابقا حظوة
وقوة قبل أن ينفك عقده، ومن أبرز نوابه النائب السابق المخضرم مسلم البراك وأحمد
السعدون (صاحب أعلى الأصوات في الانتخابات الأخيرة/ لم يعد عضوا في الحركة).
وفقدت الحركة بريقها بعد حبس
ومقاطعة زعيمها النائب مسلم البراك للانتخابات، حيث فشلت في إيصال أي من ممثليها
إلى البرلمان في الانتخابات الأخيرة، وهم متعب
عايد الرثعان في الدائرة الرابعة، ومحمد مساعد الدوسري في الدائرة الخامسة، وباسل
البحراني في الدائرة الأولى، والحركة قاطعت الانتخابات منذ إقرار الصوت الواحد عام 2012.
خامسا: تجمع "المنبر
الديمقراطي الكويتي": وهو تجمع ضعيف الحضور في
الحياة السياسية والمجتمعية، يتكون من مجموعة سياسية من يسار الوسط تأسست عام
1991. وأمينه العام عبدالهادي السنافي، خاض الانتخابات بمرشح وحيد هو عزام بدر
العميم في الدائرة الثالثة، ولم يحالفه الفوز، وقاطع الانتخابات منذ العام 2012
بسبب إقرر الصوت الواحد.
أسباب حل المجلس السابق 2020
وكان أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح أصدر مرسوما أميريا حمل رقم 136 لسنة 2022، أمر فيه بحل مجلس الأمة وجاء نصه:
"بعد الاطلاع على المادة 107 من الدستور وعلى الأمر الأميري بتاريخ 10 ربيع الآخر 1443 الموافق 15 نوفمبر 2021 بالاستعانة بسمو ولي العهد لممارسة بعض اختصاصات الأمير الدستورية.
تصحيحا للمشهد السياسي وما فيه من عدم توافق وعدم تعاون واختلافات وصراعات وتغليب المصالح الشخصية، وعدم قبول البعض للبعض الآخر وممارسات وتصرفات تهدد الوحدة الوطنية، وجب اللجوء إلى الشعب باعتباره المصير والامتداد والبقاء والوجود ليقوم بإعادة تصحيح المسار بالشكل الذي يحقق مصالحه العليا، وبناء على عرض رئيس مجلس الوزراء وبعد موافقة المجلس رسميا، تقرر حل مجلس الأمة".
وتنقسم الكويت إلى خمس دوائر انتخابية، وبلغ عدد
الناخبين 796 ألف ناخب وناخبة، وبلغ عدد اللجان 759 لجنة انتخابية، موزعة على 123 مدرسة،
وتمت الانتخابات وفقا لنظام الصوت الواحد لكل ناخب،
وتنافس على مقاعد البرلمان 305 مرشحين بينهم 22
امرأة. ولم يتم إعلان نسبة المشاركة بشكل رسمي حتى الآن.
ويحق للمواطن البالغ من العمر 21 عاما أن ينتخب مرشحه في المجلس، ولا يحق للعسكريين أن ينتخبوا باستثناء أفراد الحرس الوطني، ويبلغ عدد من يمكنهم الانتخاب في الكويت نحو 800 ألف ناخب وناخبة، وفق آخر إحصائية رسمية، ويعتبر الوزراء أعضاء فعليين في المجلس حكما يحق لهم التصويت كما النواب المنتخبين بحكم وظائفهم، على ألا يزيد عددهم جميعا على ثلث عدد أعضاء المجلس المنتخبين.