هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، مقالا للصحفي يوجين روبنسون، قال فيه؛ إن الرئيس جو بايدن ذهب إلى جدة في تموز/ يوليو وسلم بقبضته على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فرد الأمير الجميل بلكمات شديدة له على الأحشاء، في إشارة إلى قرار خفض إنتاج النفط.
وقالت الصحيفة في المقال الذي ترجمته "عربي21": "داخل المملكة، يتخذ محمد بن سلمان، رئيس الوزراء المعين حديثا، القرارات. إلى أي مدى يمكنه المضي قدما - متعجرفا ووحشيا واستبداديا ومتهورا، واحتقارا للقيم الديمقراطية وحياة الأبرياء - قبل أن تقول الولايات المتحدة كفى؟".
ويعد القرار الذي تقوده السعودية من قبل تحالف الدول الكبرى المنتجة للنفط بخفض الإنتاج بمقدار 2 مليون برميل يوميا، أخبارا سيئة على كل المستويات بالنسبة للولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: بايدن للأمريكيين: السعودية وروسيا وراء ارتفاع أسعار البنزين
واعتبر كاتب المقال أن هذه الخطوة ستمنح -مع الزيادة المزمعة في أسعار النفط- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المزيد من الإيرادات لتمويل حربه في أوكرانيا، وتخفيف آلام العقوبات الدولية القاسية.
وأضاف بشأن قرار "أوبك+"، أنه "كان أفضل الأخبار التي تلقاها بوتين منذ شهور"، في الوقت الذي تعاني فيه قواته في أوكرانيا.
وتابع: "لا يزال الاقتصاد العالمي يكافح لاستعادة استقراره بعد الاضطرابات والمشاكل الناجمة عن جائحة فيروس كورونا. هذا القرار من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، بما في ذلك روسيا، لن يخلق بالضرورة صدمة نفطية تؤدي إلى ركود عالمي. لكنه يجعل هذا السيناريو القبيح أكثر احتمالا".
وحول أثر القرار في الداخل الأمريكي، قالت الصحيفة: "من المرجح أن يؤدي خفض الإنتاج إلى رفع أسعار البنزين قبل أسابيع فقط من انتخابات التجديد النصفي، مما يتسبب في إحداث فوضى في السياسة الداخلية للولايات المتحدة، بطريقة من المؤكد أن تجعل بايدن والحزب الديمقراطي غاضبين".
وتابع: "إذا كان الأمر محاولة لصالح انتخاب الجمهوريين، فهو أمر قصير النظر وقصير المدى".
واستذكر الكاتب جمال خاشقجي، الصحفي السعودي وكاتب عمود فيها منذ عام 2017، الذي قُتل في إسطنبول في قنصلية السعودية في عام 2018. ووفقا لتقييم المخابرات الأمريكية، وافق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على عملية للقبض عليه أو قتله".
واستعرض كيف تعهد بايدن في حملته الانتخابية بجعل السعودية "منبوذة"، في حين استقبل بايدن بعد وصوله إلى السلطة محمد بن سلمان بقبضة يد، وصفتها كاتبة العمود كارين عطية بـ "خيانة قاسية".
وكانت عطية هي من تقوم بتحرير أعمدة خاشقجي للصحيفة.
اقرأ أيضا: ساندرز: على السعودية جعل بوتين يحمي نظامها بدلا عنا
وبالصدفة غير السعيدة، كان هذا الأسبوع قبل أربع سنوات عندما تم استدراج جمال خاشقجي، إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث تم قتله على يد فريق اغتيال تابع للحكومة السعودية ثم تم تقطيع أوصاله بمنشار عظم.
وخلصت وكالة المخابرات المركزية إلى أن محمد بن سلمان أذن شخصيا بالاغتيال. بينما هو ينفي التورط في القتل، ويثور غضبه عند سؤاله عن ذلك، واستخدم مؤخرا لقبه الجديد رئيسا للحكومة للمطالبة بالحصانة في دعوى قضائية ضده في الولايات المتحدة.
وقال الكاتب ساخرا؛ إن تخفيض إنتاج النفط هو الشكر الذي يحصل عليه بايدن من ابن سلمان.
وأضاف: "على نطاق أوسع، يحتاج بايدن إلى إدراك أن السعودية تحت حكم محمد بن سلمان، هي جزء من المشكلة أكثر من كونها جزءا من الحل، وأن يعدل سياسة الولايات المتحدة وفقا لذلك".
وتابعت: "يمكن أن يلقي بثقل الإدارة وراء مشروع قانون نوبك من الحزبين، لا تحالفات منتجة ومصدرة للنفط، الذي أقرته اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ في أيار/ مايو. وسيلغي مشروع القانون الحصانة السيادية التي تحمي أعضاء أوبك والدول المنتجة للنفط الحليفة من دعاوى مكافحة الاحتكار".
وأوضح أنه "يمكن لبايدن أيضا أن يضع شروطا لتسليم الأسلحة وقطع الغيار للسعوديين في المستقبل. ويجب أن يكون أحد هذه الشروط، المساءلة الكاملة والشفافة عن مقتل خاشقجي. لا تزال عائلته لا تعرف حتى مكان رفاته".
وختم بالقول: "نعم، تتطلب هذه الأوقات المضطربة التعامل مع الشخصيات البغيضة. لكن عندما يخرج أحدهم عن طريقه لإيذاء الولايات المتحدة، فإن السياسة الواقعية تعني رد الجميل".