آراء ثقافية

بين كسرة البدو وضمّة الفلّاحين

حركات التشكيل
حركات التشكيل

يفرّق روكس بن زائد العزيزي في موسوعته "معلمة للتراث الأردني" بين لهجتي البدو والفلّاحين في الأردن عبر تمييز سمة صوتية فاصلة بينهما، وهي الميل إلى تغليب كسر حركة أوائل الكلمات أو ضمها. فالبدو يميلون إلى كسر أوائل الكلمات وينفرون من الضم، وفي حال صعب عليهم التحوّل من الضم إلى الكسر مالوا إلى الفتح. بينما نجد الفلّاحين يفعلون العكس، فهم يميلون إلى الضم وينفرون من الكسر؛ فالبدوي يقول (قِمْ) بدلاً من (قُمْ) و(كِلْ) بدلاً (كُلْ)، أمّا الفلّاح فيقول (قُوم) و(أُكِل)(1).

وإن كان البدو والفلّاحون ينفرون من الرفع "فلا تسمعهم يرفعون اسمًا أو فعلاً مضارعًا على أية حال"(2)، فإن البدو ينفرون أيضًا من ضم ياء المضارعة(3) في الوقت الذي لا يجد فيه الفلّاحون صعوبة في ضمها في مواضع تتطلّب الفتح مثل (يُكتبْ) بدلاً من (يَكتب) و(يُعبدْ) بدلاً من (يَعبد)، فيما يلفظها البدو (يِكتبْ) و(يِعبدْ). أمّا فيما يخص الكلمات التي تُميّز في العربية الفصيحة بالضم، فإنّ أهل شمالي الأردن (الفلّاحين) "يستخدمون الضّم كما تستعمله الفصحى: فيقولون (فُجل)(4)، كما أنهم "قد يرتجلون ضمّة لأسماء ليس فيها ضم كقولهم: (بَغُل)"(5).

وإن كانت اللّهجة مثل الكائن الحي قابلة للتطوّر والتغيّر، وهي لا تتوقّف عن استيعاب كلمات جديدة والتخلّص من أخرى قديمة(6)، إلّا أنّ السمات المفصلية للّهجات تأخذ وقتًا طويلاً في التشكّل وهي غير قابلة للتغيّر في وقت قصير. ونستطيع أن نقول، بناءً على ملاحظات العزيزي، إنّ الميل إلى الكسر من السمات المميزة والمفصلية للّهجة البدوية عن لهجة الفلّاحين التي لا تتغيّر في وقت قصير. فإذا كان لدينا جملة مثل "قُمْ قُدْ الفرس" وأردنا تمييز أصول مجموعة من الأشخاص من خلال لهجتهم، فإن البدو منهم سيلفظونها "قِم قِد الفرس"(7)، بينما الفلّاحون سيلفظونها "قُوم قُود الفرس".

وهناك مثال شائع بين العامة يوضّح أهميّة هذه السِّمة في تمييز البدو عن غيرهم من الفلّاحين والحضر بواسطة اللّهجة؛ إذ يُشاع في أوساط الأردنيين أن جيش البادية يختار منتسبيه بناءً على امتحان لهجي يسمّى امتحان البَصلة. إذ يقوم الممتحن بعرض البصلة أمام المتقدِّم ويسأله: ما هذه؟ فإذا قال: (بَصلة) أو (بَصل) بالفتح فهو حضري أو فلّاح، أمّا إذا قال: (إِبْصله) أو (بِصل) أي بدأ بالكسر فهو بدوي، وبالتالي يتم قبوله لاجتياز الاختبارات البدنية والطبيّة اللاحقة.

ويرى العزيزي أنّ سبب ميل البدو إلى الكسر يعود إلى عامل نفسي، فقد أورد ابن منظور في "لسان العرب" معلومةً تفيد بأن العرب مالت إلى الكسر تفاؤلاً، وبناءً على ذلك يعتقد العزيزي أن البدو هربوا من الضم لأنهم "توهموا أن الضّم دليل على قبض اليد الذي هو من علامات الشُح والجبن إذ هم يقولون: (فلان الله يسهِّل عليه إيده امقربطة ...) أي يده شديدة الانقباض. ولا عجب، فقد مال أجدادنا قديمًا عن الضم إلى الكسر للتفاؤل"(8). ويصل إلى الحكم بأنّ "الضم عند البدو علامة شح وجبن، والفتح علامة كرم، والكسر دليل الشجاعة، إذ يقولون: (لا افلان سبع كسّار اعظام)"(9).

وهذا الرأي يحيلنا إلى ما سكت عنه العزيزي في فرضيته، وهو أنّ الفلاحين يفضّلون الضم على الكسر انطلاقًا من ميلهم إلى الشّح والاقتصاد، من وجهة نظر بدوية على الأقل. وإذا ربطنا بين الضم والقيد، فإننا سنقول بأنّ البدوي يلجأ إلى الكسر لأنه يُحب كسر القيود والانطلاق حُرًا في الصحراء، وفي المقابل فقد نلجأ إلى القول بأنّ الفلّاح مقيّد/ مرتبط بأرضه ووطنه، وبالتالي فهو يفضّل الضم.

إنّ هذا الرأي، وما يتفرع عنه من آراء، يتفق مع التصوّرات الواعية ووجهات النظر المتبادلة بين البدو والفلّاحين على المستوى الاجتماعي(10)، ولكن متى كانت اللهجة قرارًا لغويًا واعيًا يمكن أن يُتَّخذ بناءً على موقف سابق وتتقبله الجماعة؟ كما أنّ الحديث عن ميل إلى تفضيل واعٍ للكسرة أو الضّمة يَفترض بمجتمع الدراسة أن يكون متعلّما، وهذا ما لم يكن متوفرًا في المجتمع البدوي، خاصة في الفترة التي يمكن أن تكون لهجته نضجت وتطوّرت، وهي فترة العهدين العثماني والمملوكي، وهذا الأمر ينطبق على كثير من الفلاحين في تلك الفترة رغم أنهم كانوا أكثر حظًا من البدو في هذا المجال بسبب توفر بعض الكتاتيب.

وهذا يحيلنا إلى أنّ البدو في تفضيلهم للكسر في نطق أوائل الكلمات لا يصدرون عن قرار واعٍ ناتج عن تمييزهم للكسر بوصفه حركة صوتية ولعلاقته بالشجاعة وكسر الخصوم ضمن دائرة المشترك اللفظي، وذلك لأنّ البدو الذين اكتسبوا هذه الميزة الصوتية كانوا أميين لا يجيدون القراءة والكتابة، وبالتالي فإنهم يستخدمون الحركات دون تمييز مسمياتها. أي أن البدوي يستخدم الكسرة دون أن يعرف أنها تسمّى كسرة وكذلك الحال مع الفتحة والضمّة والسكون.

وإن كان العامل النفسي أحد عوامل التطوّر اللّغوي، فإنه يؤثّر في التحوّلات الدلاليّة أكثر من تأثيره في التحوّلات الصوتيّة؛ لأنّ من أبرز خصائص التطوّر الصوتي أنه تطوّر "غير شعوري، بمعنى أنه تلقائي غير متعمّد، ولا دخل فيه للإرادة الإنسانية"(11). أمّا التحوّلات الدلالية فيدخل فيها العامل النفسي؛ فالعرب على سبيل المثال تتحرّج من ذكر مكان قضاء الحاجة صراحةً وتلجأ للتعبير عنه إلى الكناية مثل (الكنيف) و(بيت الراحة) أو إلى استعارة كلمة أجنبية تعبر عنها مثل (تواليت)، وحينما تصبح هذه الكناية هي الكلمة الدّالة بشكل راسخ على المكان يلجأون إلى استبدالها والتعبير عنها بكلمات أو كنايات أخرى(12).

ونحتاج، قبل أن نبحث سببَ ميل البدو إلى الكسر، أن نستعرض ونناقش الخصائص الأخرى للتطوّر الصوتي وعوامله. ومن أبرز هذه الخصائص(13) أنه تطوّر جمعي وليس فرديًا، كما أنه متدرّج وبطيء يحتاج عدة أجيال كي يظهر أثره، لكنه مطّرد "فالتطور الذي يصيب صوتًا من الأصوات يسري على هذا الصوت في جميع أحواله، ويظهر أثره في جميع الكلمات المشتملة على هذا الصوت، وعند جميع الأفراد الذين يوجدون في هذه البيئة"(14). وهو تطوّر محدود بالزمان والمكان؛ أي أن أثره قد ينتهي مع الزمن وقد يحل تطوّر صوتي جديد محله، مثلما أنه مرتبط ببيئة جغرافية محددة، فإذا خرج البدوي من هذه البيئة وتحوّل تحوّلاً طبيعيًا إلى العيش في بيئة أخرى، فإنه سيفقد السمات الصوتية التي تميّز لهجته وسيكتسب السمات الصوتية الخاصة بالبيئة الجديدة.

وهناك أمثلة عديدة على ذلك؛ فالعائلات التي جاءت إلى الأردن إبّان الهجرات المتعاقبة تحوّلت لهجتها -مع الزمن- وفقًا للبيئة التي نزلتْ بها؛ فالعائلات التي نزلت في البيئة الزراعية اكتسبت لهجة الفلّاحين، بينما اكتسبت العائلات التي نزلت في البيئات التي تقوم حياتها على الترحال والغزو لهجةَ البدو. وذلك بصرف النظر عن أصول هذه العائلات؛ فيروى في تاريخ العشائر الأردنية قصةَ أخوين من قبيلة الخزعلي (قبيلة عراقية بدوية) جاءا إلى الأردن، فاستقر الأول حول سيل الزرقاء قريبًا من مضارب قبيلة بني حسن وتحالف مع أبنائها واكتسب أبناؤه لهجتها البدوية. بينما استقر الآخر في قرية أم قيس (إحدى قرى محافظة إربد) بين الفلّاحين واكتسب أبناؤه لهجتهم(15).

وإن كان هذا المثال التاريخي حدث في الماضي البعيد، فإنّ لدينا مثالاً حديثًا مفصّلاً: ففي عام 1890م تقريبا هاجر فرع من عائلة الربيع (من عرب المشالخة) من مناطقهم في "دير عَلّا" ونزل في قرية "سحم" في ناحية الكفارات (في محافظة إربد) واستقر فيها. وإذا كان الجد الأول (واسمه علي الربيع) حافظ على لهجته البدوية، فإنّ الأبناء اكتسبوا لهجة مخلّطة بين البدوية والفلّاحية، بينما تخلّص الأحفاد من الرواسب البدوية في لهجتهم لصالح اللهجة الفلّاحية الخالصة، وأخذوا يميلون إلى ضم أوائل الكلمات التي يميل البدو إلى كسرها(16).

وتفسير ميول البدو اللهجية عند العزيزي هو تفسير مبني على سياق الفهم لدى المفسِّر؛ أي على تصوّراته الواعية عن البدو، فسواء مال البدو إلى الكسر أم الضم فإنه سيعزو ذلك إلى الشجاعة والخشونة. في حين نحتاج إلى فهم السياق الذي تعمل داخله اللهجة كي نستطيع تفسير ميلها إلى تفضيل حركة على أخرى كسمة مميزة لها، وهذا يتطلّب منّا توضيح عدّة نقاط:

إنّ الضمّة والكسرة متشابهتان من الناحية الصوتية، فهما من أصوات اللين الضيقة وكثيرًا ما تحل إحداهما محل الأخرى في الظواهر اللّغوية (17)، غير أنّ النطق بالضمّة يحتاج إلى جهد عضلي أكبر من الجهد الذي يحتاجه النّطق بالكسرة؛ "لأنها تتكون بتحرّك أقصى اللسان، في حين أن الكسرة تتكون بتحرّك أدنى اللسان، وتحرّك أدنى اللسان أيسر من تحرّك أقصاه"(18).

وإذا عدنا إلى نظرية اليسر والسهولة، وهي من أبرز نظريات التطوّر الصوتي، وقابلناها بأثر البيئة الجغرافية في الحفاظ على اللّهجة، كما أوضحنا قبل قليل، فقد نستطيع تفسير هذه الظاهرة اللهجية. فهذه النظرية تفترض أنّ اللغة تميل "في تطورها، نحو السهولة والتيسير، فتحاول التخلّص من الأصوات العسيرة، وتستبدل بها أصواتًا أخرى، لا تتطلّب مجهودًا عضليًا كبيرًا، كما أنها تحاول أن تتفادى تلك التفريعات المعقدة، والأنظمة المختلفة للظاهرة الواحدة"(19). ورغم أنّ النظرية لا تنطبق على كل الحالات فإنّ كثيرًا من التطوّرات الصوتية في اللّغة تسير وفقًا لها(20)، فالإنسان في أثناء ممارسته للّغة يميل إلى تحقيق الهدف (إيصال المعنى) في أقل مجهود عضلي وبأسهل السبل، الأمر الذي يدفعه إلى استبدال الصوت السهل بالصوت الصعب الشاق(21).

ويؤكد أنصار هذه النظرية على الخاصية التي تطرقنا إليها قبل قليل، وهي أنّ التطوّر الصوتي غير إرادي "فهو يحدث دون أن يشعر به المتكلم، ودون أن يعمد إليه قصدًا. فالمرء في الحقيقة حين ينطق بالصوت السهل بدل الصعب يخيل إليه دائمًا أنه ينطق بالصوت الأصلي دون تغيير فيه، فالعملية إذن لا شعورية، وهي لهذا بعد تكررها تترك أثرًا في تطوّر كثير من أصوات اللغات"(22).

وكي نحاول تفسير ميل البدو إلى الكسر، في مقابل ميل الفلّاحين إلى الضم، يجب أن نوضّح الفرق بين بيئة كل منهما. فالبدو يعيشون في بيئة صحراوية -أو شبه صحراوية - قاسية وحياتهم قائمة على الترحال بحثًا عن الماء والكلأ وعلى رعي الماشية من ناحية، بينما من ناحية أخرى يمارس البدو الغزو دفاعا أو اعتداءً في سبيل السيطرة على منابع الماء والمراعي والماشية. فالبدوي يعيش في البادية وسط صراع دائم وقد يتعرّض للاعتداء في أي لحظة، الأمر الذي يفرض عليه أن يبقى متيقظًا وسريع البديهة، ولا وقت لديه للتريّث وتنميق الألفاظ، بل يقول ما لديه دون مجاملة وبسرعة وبأقل عدد كلمات ممكن. لذلك "مالت القبائل البدوية إلى الأصوات الشديدة في نطقها، وهو أمر طبيعي يلتئم مع ما عرف عن البدو من غلظة وجفاء في الطبع. لأن هذه الأصوات سريعة النطق بها، حاسمة، ثم إن ما فيها من عنصر انفجاري ينسجم وسرعة الأداء عند الأعراب"(23).

والكسرة ينطق بها بتحريك أدنى اللسان، في مقابل الضّمة التي تتكوّن بتحريك أقصى اللسان، ولأن حركة أدنى اللسان أيسر من حركة أقصاه فقد مال البدو في لفظهم لكثير من الكلمات إلى الكسرة واستبدلوها بالضمّة في المواضع التي تسمح بذلك. وذلك على الرغم من أنّ الضمّة غالبًا هي الأصل في العربية الفصيحة وقد سبق لنا أن ضربنا عدة أمثلة على ذلك.

أمّا بيئة الفلّاحين، فعلى الرغم من كونها بيئة شاقة وقاسية وقائمة على النشاط فإنها بيئة أساسها الانتظار؛ فالفلّاح يزرع أرضه وينتظر المطر، ثم ينتظر نمو الزرع ونضج الثمار، وينتظر موسم القطف. لذلك فهو غير مضطر إلى السرعة في الأداء، بل لديه الوقت الكافي ليلفظ الحروف بوضوح وللإبقاء على أوائل الكلمات مضمومة كما هي في العربية الفصيحة. ومالوا إلى المبالغة في تغليب الضم على الحركات الأخرى مثل ياء المضارعة في (يُكتبْ) و(يُعبد).

الهوامش:


1-العزيزي، روكس بن زائد (2012)، معلمة للتراث الأردني، (ط2)، ج5، عمان: وزارة الثقافة الأردنية -سلسلة كتاب الشهر، العدد 158، ص10-13.
2- المرجع نفسه، ص15.
3- المرجع نفسه، ص15.
4- انظر الهامش: المرجع نفسه، ص13.
5- انظر الهامش: المرجع نفسه، ص13.
6- عبد التوّاب، رمضان (1997م)، التطوّر اللغوي: مظاهره وعلله وقوانينه، ص9.
7- العزيزي، روكس بن زائد (2012)، معلمة للتراث الأردني، ج5، ص15.
8- المرجع نفسه، ص13.
9- المرجع نفسه، ص13.
10- انظر حول نظرة البدوي للآخر في: ربيع، ربيع محمود (2019)، القبيلة والنّص: تحوّلات البداوة في الرواية العربية، ص34-37.
11- عبد التوّاب، رمضان (1997م)، التطوّر اللغوي: مظاهره وعلله وقوانينه، ص20.
12- المرجع نفسه، ص201-202.
13- انظر: عبد التوّاب، رمضان (1997م)، التطوّر اللغوي: مظاهره وعلله وقوانينه، ص20-23.
14- المرجع نفسه، ص22.
15- الروابدة، عبد الرؤوف (2008)، معجم العشائر الأردنية، عمّان: مطابع الرأي، ص255.
16- مقابلة مع الشّاعر أمين الربيع من قرية "سحم الكفارات" بتاريخ 25/12/2019م.
17- أنيس، إبراهيم (2010)، في اللهجات العربية، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، ص81.
18- المرجع نفسه، ص85.
19- عبد التوّاب، رمضان (1997م)، التطوّر اللغوي: مظاهره وعلله وقوانينه، ص 75.
20- أنيس، إبراهيم (1992)، الأصوات اللغوية، القاهرة: المكتبة الأنجلو المصرية، ص235.
21- أنيس، إبراهيم (1992)، الأصوات اللغوية، ص234.
22- المرجع نفسه، ص235.
23- أنيس، إبراهيم (2010)، في اللهجات العربية، ص88.

 
التعليقات (2)
نسيت إسمي
الخميس، 13-10-2022 06:03 م
1 ـ (قصيدة " إلى أين ؟ " ) و مع التحديات هذه تتزاحم كذلك أصداء القلق و الحيرة ترجِّعها أسئلة خرساء تائهة: إلى أين ... ؟ ويحك ... لا تسألي .. فرجلاي مثلك تستفهمان .. أغيب مع الليل في مأملي .. و أصحو و لا شيء غير الزمان .. يلف الليالي على مغزلي .. خيوطاً رقاقاً بلون الدخان . 2 ـ (أهمية اللغة العربية) اللّغة العربيّة تعتبر اللّغة العربيّة إحدى أكثر اللّغات انتشاراً في العالم، وهي لغة القرآن وسنّة النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم، بالإضافة على أنّها لغةٍ مقدّسةٍ يتحدثّها يوميّاً ما يقارب خمسمئة مليون شخص، وتسمّى بلغة الضّاد، وذلك لعدم وجود حرف الضّاد في لغة أخرى، وتتّسم اللّغة العربيّة بالروعة والجمال وقوتها التي لم تستطع لغات العالم مجاراتها بسبب ترنيمتها الدقيقة، وتتوزع فيها مخارج الحروف من الشفتين إلى أعلى الحلق لتشكل ترنيمة صوتيّة قوية وواسعة، ويبلغ عدد حروف اللّغة العربيّة ثمانية وعشرون حرفاً لتكون من أقلّ لغات العالم حروفاً، وتُقام الاحتفالات للّغة العربيّة في كلّ سنة وذلك في اليوم الثامن عشر من كانون الثاني في يوم يسمّى باليوم العالميّ للغة العربيّة، فقد تمّ اعتمادها من قبل منظّمة الأمم المتّحدة لتكون واحدة من اللّغات الستّ الرسميّة في العالم، وأهمّ ما يميّز اللّغة الّعربية والفارسيّة بأنّها تكتب من اليمين إلى اليسار على عكس كلّ لغات العالم. أهميّة اللّغة العربيّة تحفظ كيان الأمة العربيّة وتبرزز هويّتها، وتحميها من الضياع بين سائر الأمم والحضارات الأخرى. تجمع العديد من الشرائح في العالم، فهي تعدّ ملتقىً معرفيّاً وتبادلياً بين الأشخاص على مختلف مستوياتهم المعرفيّة. تستخدم كلغة دراسيّة في مختلف التخصّصات والعلوم والمعرفة، للعديد من التخصّصات الأدبيّة، فهي تدرس في البلاد الإسلاميّة، وعدداً من البلاد الإفريقيّة. التحدث باللّغة العربيّة الفصحى يؤثر على العقل، والخلق، والدين، فهو ينمي العقل وتؤدي إلى استيعاب الأمور، وبالتالي فهو يعمل على رفعة الخلق، والتمسك بالدين بسبب فهم الشريعة عن طريق اللّغة العربيّة. تمتاز اللّغة العربيّة بخاصيّة الإيجاز في الحديث، أي تستطيع من خلال اللّغة العربيّة إيصال المعلومة التي تريد، أو المعرفة، بشكل بسيط، دون الحاجة إلى الغوص في أمور معقدة. تعتبر اللّغة العربيّة مرجعاً مهمّاً لعديد من لغات العالم، فبعض اللغات استمدت الكلمات والأحرف والأرقام، فوجدت العديد من الكلمات العربيّة في اللغات التركية، والفارسية، والكردية، والأمازيغيّة، والماليزيّة، والإندونيسيّة، والألبانية، والأورديّة، والمالطيّة، والإسبانيّة، والصقليّة. اللّغة العربيّة مهمة في معرفة العلوم الأخرى كالترجمة كترجمة المؤلّفات التي يحتاجه الإنسان في في أمورٍ حياتيّة فترجمت الكتب من العربيّة إلى لغات أخرى وبالعكس، والتي تؤدّي إلى تبادل الثقافات المختلفة بين بعضهم البعض. وقد بلغ اعتزاز العلماء العرب بلغتهم أنهم فضّلوا أن يشتموا باللّغة العربيّة على أن يمدحوا باللّغة فارسية، وهذا يعرفنا بمدى حبّ العلماء العرب للّغة العربيّة، لأنّها أكثر اللغات فصاحة. 3 ـ (أهازيج فلكلورية و الكوميديا) آها .. ها .. ينصب المتنى بالي .. آها .. ها .. ينصب و يجرو بالياء .. تحفة فنية في خدمة لغة الضّاد .. إلى الكوميديا من أكثر الشعوب التي تحب الكوميديا وتعشق الفكاهة هو الشعب المغربي الجميل: واحد الأستاد سأل واحد التلميذ: كتعرف حروف الهجاء قاليه: اه هو يقوليه الأستاذ شنو مورا حرف الألف قاليه: جميع الحروف هههه مرة واحد بدوي راح يتمشى جابوه من على الحدود هههه مرة واحد لبان اشترى عمارة ملك راحت مراته تلم القشطة من على السطح هههه بخيل اشترى نصف كيلو تفاح عض التفاحة الأولى لقاها مسوسة والثانية كذلك طفا الكهرباء وأكل التالتة هههه مرة واحد قال لسواق: تاكسي نادي الشمس، راح قال له ما تناديها إنت؟ هههه هذا مغربي وأمريكي وفرنسي ركبو في الطائرة فقال لهم السائق من عرف بلاده يقفز من الطائرة رأى الامريكي تمتال الحرية قفز وعندما رأى الفرنسي برج إيفل قفز أخد المغربي ساعة الذهب وأخرجها من باب الطائرة في الهواء وعندما أرجعها لم يجد شيئا فقال هذه بلادي وقفز هههه . 4 ـ (كلاب الصيد لها شهرة واسعة ويعد كلب الصيد السلوقى من أهمها) كلاب الصيد السلوقي أهم مايميزها هى قوامها الرشيق الممشوق ومرونة جسدها ، وهو الذى يجعلها تتشابه كثيرا مع حيوان الفهد .. الكلب السلوقي العربي الأصيل : هو واحد من أنواع الكلب السلوقى وهو ينقسم إلى نوعان وهما : الحث ذو الشعر الخفيف على كافة أنحاء بدنه ، والنوع الثانى هو الكلب السلوقي الريشي والذى يميزه شعره الناعم على أذنيه وذيله يتشابه مع الريش لدرجة كبيرة . الكلب السلوغي : هو واحد من أنواع الكلب السلوقي ويستوطن هذا النوع كلا من المغرب وليبيا والجزائر وغيرهم من الدول الأخرى . الكلب التازي : هذا النوع من الكلب السلوقى يتشابه في شكله مع النوع الأول وهو الكلب السلوقى العربى الأصيل ولكن الصنف الريشي فقط ، إذ يمتلك وبر كثيف جدا على ذيله وأذنيه وأطرافه بل ومقدمة رأسه ، وغزارة وبره هذه ترجع لطبيعة البيئات التي يعيش فيها ، فهى باردة جدا ويسكن كلا من تركيا وإيران وروسيا وأفغانستان. الأزاواخ : واحد من أنواع كلب الصيد السلوقى يستوطن هذا النوع من الكلب الصيد السلوقى في كلا من مالي وجورما ويتميز بخفة وبره . 5 ـ (سينما شعب) "فيلم البدوي" وهو الفيلم المأخوذ عن كتاب بنفس الإسم للصحفية جيسيكا برودر تم نشره عام 2017 تكشف فيه عن حياة عدد من الأمريكيين كبار السن الذين إضطروا لترك حياتهم المستقرة وقرروا العيش كرحّالة للبحث عن فرص عمل خاصة عقب أزمة الركود الإقتصادي عام 2008. وتدور أحداث الفيلم في إطار أقرب منه لنوعية الأفلام الوثائقية، حيث تقوم الممثلة القديرة الحائزة على جائزتي أوسكار فرانسيس ماكدورماند بدور أرملة تدعى فيرن تقرر بيع ممتلكاتها وشراء شاحنة صغيرة بعد أن تم إغلاق المصنع الذي كانت تعمل فيه في بلدة إمباير بنيفادا، حيث تقوم بالسفر في أماكن عديدة للقيام بأعمال مؤقتة، بينما تنضم لمجموعة من الرحّالة الذين يعانوا مثلها من ظروف إقتصادية صعبة جعلتهم يلجئوا للعيش مثل حياة البدو بحثًا عن مصدر للعيش. قامت الصينية الموهوبة كلوي تشاو "والتي تولت مهمة إخراج فيلم مارفل القادم الأبديون" كتابة السيناريو وإخراج الفيلم، وقد تفوقت في عمل فيلم شديد المصداقية والـتأثير، حيث إستعانت بأشخاص حقيقيون وممثلين هواة "وهو نفس الأسلوب الذي إتبعته في فيلميها السابقين الفارس ، الأغاني التي علمني إياها إخوتي" لسرد تجاربهم الشخصية المؤلمة، إلى جانب المخضرمة فرانسيس مكدورماند التي قامت بتأدية شخصية فيرن بكل جوارحها، حيث أنها عاشت بالفعل مع مجتمع الرحّالة أثناء تحضيرها للشخصية على مدى خمسة شهور، قامت فيها بالترحال في سبع ولايات مختلفة. وقد نال الفيلم إستحسان النقاد وفاز بجائزة الأسد الذهبي بمهرجان البندقية السينمائي، وأيضًا جائزة إختيار الجمهور بمهرجان تورونتو السينمائي الدولي، مما يجعله من الأفلام المرشحة بقوة لدخول سباق الأوسكار القادم. الفيلم الثاني: "فيلم 1900" فيلم إيطالي يروي حياة رجلين أثناء الاضطرابات السياسية التي حدثت في إيطاليا في النصف الأول من القرن العشرين، ويأتي الرجلان من طرفيّ نقيض من الطيف الاجتماعي، حيث أن أحدهما من ملاك الأراضي بينما يقبع الثاني في طبقة الفلاحين الدنيا.. ويلقي الفيلم الضوء على أحداث الاحتقان الشعبي ضد الطبقة الحاكمة والمالكة التي تحدث بعد الحرب العالمية الثانية من قبل الفلاحين، تم عرض هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي .
محمد سالم عبادة
الخميس، 13-10-2022 06:13 ص
مقال بديع ومُفيد أيَّما إفادة.
الأكثر قراءة اليوم

خبر عاجل