في الوقت
الذي تتسارع فيه الخطى
الإسرائيلية ليوم الاقتراع في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر،
فقد صدرت تحذيرات أمريكية لافتة، وغير مسبوقة، تدعو إلى عدم إشراك بعض أعضاء الكنيست
اليمينيين إلى الحكومة الإسرائيلية المقبلة، لاسيما إيتمار بن غفير من حزب "العصبة
اليهودية"، لأن ذلك سيضر بالقيم المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، ومثل
هذا الوضع قد يقرب دولة الاحتلال بسرعة من معسكر الدول المعادية للمنظومة الغربية،
وعلى رأسها الصين وروسيا.
آرييل
كبيري محاضر العلاقات الدولية في الكلية الأكاديمية للجليل الغربي، أشار إلى أن
"التخوف الأمريكي، وربما الغربي عموما، من انضمام وزراء متطرفين إلى الحكومة الإسرائيلية
المقبلة، مردّه إلى أن ذلك قد يسحب إسرائيل إلى مربع الدول المعادية لهذه المنظومة
الغربية، لأن مرحلة ما بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية قد تسفر عن تشكيل تحالف عسكري
محافظ معقد في إسرائيل، ويعتمد على العناصر المتطرفة التي تتعهد علانية بالعمل على
تغيير إجراءات النظام الديمقراطي من خلال المشاركة في جملة إجراءات تتمثل بسنّ مشروع
لقانون الانتخاب السياسي للقضاة، أو تمرير قانون التفافي حول المحكمة العليا".
وأوضح
في مقال نشرته "
القناة 13"، وترجمته "عربي21" أنه "في حال
تم تنفيذ مثل هذه الإجراءات في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، فقد تبتعد إسرائيل عن
هويتها وارتباطها بمجموعة الدول الغربية في العالم، وهذا الابتعاد عن القيم المشتركة
لإسرائيل مع الولايات المتحدة، كما أعلن ذلك مسؤولون أمريكيون كبار، سيجلب إسرائيل
بسرعة مدمرة إلى معسكر الدول المعادية، خاصة روسيا والصين، مما يضع حجر عثرة أمام مصالح
الدول الغربية العظمى في المنطقة، وستظهر إسرائيل كمن تتحدى النظام الدولي الذي أنشأته
الولايات المتحدة، وبفضله اكتسبت إسرائيل التحديث الأمني والاجتماعي والاقتصادي في
العقود الأخيرة".
ليس
معهودا على الولايات المتحدة خصوصا، والمنظومة الغربية عموما، أن تبدي تدخلا علنيا
في الانتخابات الإسرائيلية، لاسيما الإشارة بالأسماء لبعض المرشحين لشغل وزارة ما في
الحكومة المقبلة، لكن ما لاحظته واشنطن وأوروبا من تغيير ملحوظ في السياسة الخارجية
الإسرائيلية تجاه الحرب الأوكرانية، بجانب الرواية الغربية، تخشى أن يحصل فيها انقلاب
إذا جاء اليمين الإسرائيلي المتطرف، بسبب علاقة نتنياهو القوية مع بوتين، وفتوره تجاه
بايدن، وتصالحه مع اليمين الأوروبي.
ويتخوف
الإسرائيليون من أن انضمام شخصيات يمينية متطرفة تتبنى الخطاب الديني اليهودي الفجّ إلى
الحكومة القادمة، قد يجبر الولايات المتحدة، مضطرة، للتخلي تدريجيا عن حفظ الأمن القومي
لإسرائيل، لأنها أصبحت تحت رحمة نظام استبدادي قمعي، بل مستعد للتواطؤ مع قوة عالمية
أخرى لا تخفي عداءها للولايات المتحدة، وتسعى لتغيير النظام الدولي، لتحقيق أهدافها
بالدرجة الأولى، خاصة الصين وروسيا.