هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع اقتراب الاستحقاق
الانتخابي الإسرائيلي في الأول من تشرين ثاني/ نوفمبر، يزداد الاستقطاب داخل الحلبة
السياسية والحزبية الإسرائيلية بين المعسكرين التقليديين، الأول بزعامة نتنياهو
ويضم اليمين المتطرف بشقيه الديني والقومي، والثاني بقيادة لابيد ويشمل اليمين
والوسط وما تبقى من اليسار.
ووسط تنافسهما الحاد
للاستحواذ على أصوات الفئات السكانية التي توجد على هامش الخارطة الانتخابية،
ومنهم الحريديم، وهم المتدينون الذين ينضمون بالعادة إلى كتلة نتنياهو، ويعتبرون
"صوتا آمنا" بالنسبة له.
وفي الوقت ذاته، فإن
مجموعات معينة من هذا القطاع السكاني لا تذهب عادة إلى صناديق الاقتراع، رغم أن
معدل نموها الطبيعي لا يتناسب مع معدل الزيادة في التفويضات، مما يجعل الحريديم
كتلة سكانية كفيلة بقلب النتائج الانتخابية كلها، ما يستدعي من الأحزاب الكبيرة
المتنافسة التحقق من الطريقة التي يقرر بها هؤلاء الناخبون لمن سيصوتون.
يائير شيركي مراسل
القناة 12، أكد أن الأحزاب الدينية المتطرفة وقفت مع الكتلة اليمينية منذ عام
1990، وحتى ذلك الحين لم يكن لديهم تفضيل واضح، فقد ذهبوا بشكل أساسي إلى اليسار
لأنهم كانوا في السلطة، وبعد أن وصل بنيامين نتنياهو إلى الحكم للمرة الأولى عام
1996، نجح في خطوة أساسية لتأكيد التزام الأحزاب المتشددة بمعسكر اليمين الذي
يقوده، من خلال قدرته على إيجاد وحدة داخلية بين الأرثوذكس المتطرفين بكتلتيهم: يهدوت
هاتوراه وشاس".
اقرأ أيضا: دراسة تكشف مزيدا من تمييز الاحتلال ضد اليهود الإثيوبيين
وأضاف في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "واحدة من القضايا التي تشغل بال اليهود المتشددين في
نظام الانتخابات الحالي هي دمج أصواتهم مع الصهيونية الدينية التي يقودها
المتطرفان إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش، مع العلم أن الجمهور الحريدي
المتشدد يميني أكثر من الصهيونية الدينية، ولعل تصويت بعضهم لهذين المتطرفين يقدم
دليلًا على خوف قادة الحريديم من تصويت عناصرهم لغيرهم، ممن صاحوا مع هذين
المتطرفين بعبارة "الموت للعرب".
وأشار إلى أن
"هناك ظاهرة تتمثل في امتداد أصوات الحريديم إلى بن غفير وسموتريتش، وهو أمر
يحمل دلالة واضحة تكشف عنها الاستطلاعات التي أكدت أن 43 بالمئة منهم سيصوت
لـ"يهودوت هاتوراه"، و27 بالمئة سوف يصوتون لصالح "شاس"، أما
6 بالمئة فسوف يصوتون للصهيونية الدينية، و1 بالمئة فقط سينتخبون حزب الليكود، لكن
الرقم المثير للاهتمام أن 12 بالمئة من الحريديم لا يصوتون إطلاقا، وينتمي هؤلاء
الى تيار يدعو حاخاماته لعدم التصويت في الانتخابات، بزعم أنها ليست مفيدة
لهم".
وهناك قضية مثيرة
للاهتمام في القطاع الحريدي المتطرف، وتتعلق بمعدل النمو السكاني الذي لا يتناسب
مع معدل الزيادة في التصويت، فاليوم نصف الحريديين دون سن الثامنة عشرة، أي كل 16
سنة يضاعف المجتمع الحريدي المتطرف نفسه، لكن هذا لم ينعكس في التصويت الانتخابي،
ورغم أن معدلات التصويت في المجموعات القوية حول العالم تكون منخفضة، إلا أن العكس
هو الصحيح بالنسبة للحريديم المتطرفين، حيث يذهب 80 بالمئة منهم لصناديق الاقتراع
في يوم الانتخابات.
تثير مسألة تصويت
الحريديم في الانتخابات مسألة زيادة نفوذهم في دولة الاحتلال، عبر تنامي المواقع
التي يتصدرونها في المؤسسات الحكومية، حيث يصل عددهم قرابة 1.226 مليون، بنسبة 13
بالمئة من بقية اليهود، رغم أنهم يقاطعون سوق العمل، بزعم انشغالهم في دراسة
التوراة فقط، وتجنب التجنيد في الجيش والخدمة العسكرية، ما يتسبب بغضب الأحزاب
العلمانية واليسارية منهم، لكن الأحزاب اليمينية خاصة الليكود يتغاضى عن هذه
العيوب لديهم رغبة بأن ترجح أصواتهم فوزه في الانتخابات.