هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
افتتح رئيس سلطة الانقلاب العسكري في مصر، عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بمدينة البرلس في محافظة كفر الشيخ شمال الدلتا، وذلك بهدف استخلاص المعادن الاقتصادية من هذه الرمال المنتشرة على السواحل الشمالية لمصر.
وكانت السلطات المصرية في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، قد شرعت في تنفيذ هذا المشروع (قبل أن ينقلب عليه الجيش في 3 تموز/يوليو 2013 ويستحوذ عليه) عقب إعلان محافظ كفر الشيخ، وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، سعد الحسيني، المعتقل حاليا، عن طرح مزايدة عالمية لاستغلال الرمال السوداء بمنطقة ساحل البرلس، وذلك باستثمارات قدرها 125 مليار جنيه (كانت تقدر حينها بنحو 21 مليار دولار).
والرمال السوداء عبارة عن رواسب شاطئية تكونت عند مصبات الأنهار بفعل ظاهرة المد والجزر على مر العصور، وهي تحتوي على نسب عالية من التيتانيوم الذي يستخرج منه الألمانيت عالي الجودة ويتم استخدامها في صناعات الأصباغ، وتغليف أنابيب البترول تحت سطح الأرض وتبطين الأفران، والصلب المقاوم للحرارة، بالإضافة للصناعات التقليدية مثل البلاستيك والمطاط والسيراميك وأدوات التجميل.
وقال السيسي خلال كلمته بحفل الافتتاح، إن مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء هو أحد المشروعات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والذي سيكون قيمة مضافة في مجال الصناعات التعدينية ما يسهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية "أ ش أ".
وأوضح السيسي، أن مصر تمتلك أحد أكبر الاحتياطيات من الرمال السوداء على مستوى العالم، ويتركز وجودها في محافظات: البحيرة، كفر الشيخ، دمياط، بورسعيد، شمال سيناء، البحر الأحمر وأسوان.
وأضاف: "من المخطط أن يستخرج ما يقرب من 76 مليون طن معادن اقتصادية، وذلك وفقا لدراسات الجدوى التي أجرتها هيئة المواد النووية، وأكدتها شركات ومكاتب استشارية عالمية تكفي للتشغيل ما يزيد على 200 عام".
— ON (@ONTVEgy) October 19, 2022
وفي 2017، أعلنت هيئة المواد النووية المصرية نتائج مسح كشف عن امتلاك مصر لما يقرب من 11 موقعا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة. فيما قدرت شركة (روش) الأسترالية حجم العائد الاقتصادي لمصر من موقع واحد فقط بأكثر من 46.5 مليون دولار سنويا.
يشار إلى أن شركة الرمال السوداء المصرية كانت تقوم باستغلال الرمال السوداء منذ الأربعينيات، لكن بعد تأميم الشركة عام 1961 تحت اسم الشركة المصرية لمنتجات الرمال السوداء، أخذت في التعثر وتوقف الإنتاج وتمت تصفيتها بعد 8 سنوات من التأميم تحت اسم مشروع تنمية واستغلال الرمال السوداء.
وفي أواخر عام 2011، قال رئيس هيئة التنمية الصناعية، عمرو عسل، إن عدد الشركات التي تقدمت لمناقصة مشروع استغلال الرمال السوداء بلغ 4 شركات وإنه سيتم الإعلان عن الشركة الفائزة بالمشروع فور الانتهاء من دراسة العروض. إلا أن الدفعة الكبرى للمشروع كانت في عهد أول رئيس مدني منتخب لمصر، محمد مرسي.