هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لقي متظاهر سوداني مصرعه الأحد، خلال احتجاجات في العاصمة السودانية، برصاص الشرطة، في الوقت الذي تجمع فيه الآلاف من السودانيين في النيل الأزرق جنوبي البلاد؛ احتجاجا على تصاعد العنف القبلي في الولاية.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل مقتل المتظاهر في العاصمة الخرطوم، مشيرين إلى أن الشرطة هي من أطلقت عليه الرصاص.
— داليا الطاهر- Dalia Eltahir (@dalia_eltahir) October 23, 2022
وتأتي هذه الاحتجاجات قبل يومين من حلول الذكرى الأولى للانقلاب العسكري، الذي أطاح خلاله قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بشركائه المدنيين من الحكم الانتقالي المتفق عليه، عقب سقوط الرئيس السابق عمر البشير في 2019.
وفي الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق (جنوبا)، تجمع آلاف المحتجين أمام مقر الحكومة الإقليمية، وأضرموا فيه النيران؛ اعتراضا على تصاعد العنف القبلي مؤخرا، الذي أوقع قرابة 200 قتيل، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وقال عبد القادر إبراهيم، أحد سكان مدينة الدمازين، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: "بعد أن حاول المحتجون الدخول إلى مقر قيادة الجيش، تحولوا إلى مبنى الحكومة، وأشعلوا فيه النيران".
كما أكد مواطنون الأحد سماع أصوات إطلاق نار من وسط وشرق الدمازين.
وقال جمال ناصر، وزير الصحة في الولاية، لوكالة الأنباء الفرنسية: "تواجه المستشفيات نقصا كبيرا في الأدوية في ظل ازدياد أعداد المصابين".
ونهاية الأسبوع الماضي، سقط "حوالي 200 قتيل" في ثلاث قرى، خلال اشتباكات وقعت بين قبائل الهوسا والفونج في الولاية التي تقع جنوب البلاد، على ما أعلن مسؤول محلي السبت.
وقال المدير التنفيذي للمجلس المحلي في منطقة ود، الماحي عبد العزيز الأمين، إن "بعض الجثث لم يتم دفنها حتى الآن"، داعيا المنظمات الإنسانية إلى مساعدة السلطات المحلية في ذلك.
والجمعة، فرض حاكم ولاية النيل الأزرق، أحمد العمدة بادي، والذي يطالب المحتجون بإقالته، حالة الطوارئ في الولاية، ومنح قوات الأمن صلاحيات كاملة "لوقف" القتال القبلي.
وقالت حرم عثمان من سكان المدينة: "المحتجون هتفوا "العمدة يطلع بره" (يترك منصبه)"، كما هتفوا "لا لاتفاق جوبا"، في إشارة إلى اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة مع بعض حركات التمرد المسلحة في جوبا عام 2020، وبموجبه تولى احمد العمدة منصبه كحاكم لولاية النيل الأزرق.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 149 شخصا ونزح 65 ألفا في النيل الأزرق، بين تموز/يوليو ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر.
في بداية أعمال العنف، احتج أفراد من قبيلة الهوسا في جميع أنحاء السودان على خلفية ما اعتبروه تمييزا ضدهم بسبب العرف القبلي، الذي يحظر عليهم امتلاك الأرض في النيل الأزرق؛ لأنهم آخر القبائل التي استقرت في الولاية.
اقرأ أيضا: مقتل 200 شخص باقتتال عرقي في ولاية النيل الأزرق بالسودان
والأسبوع الماضي، قتل 19 شخصا وجرح 34 آخرون في نزاع قبلي بولاية غرب كردفان (جنوبا)، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
ويقول الخبراء إن النزاعات القبلية تتصاعد في السودان بسبب الفراغ الأمني، خصوصا بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم، إثر توقيع اتفاق السلام عام 2020، وزاد الانقلاب العسكري من تدهور الأمور.