هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا زالت الأوساط الأمنية الإسرائيلية تعيش ما
أسمتها "صدمة" تسريب ثلاثة من فلسطينيي48 لمعلومات حساسة عن شركة
سيلكوم للاتصالات لصالح حركة حماس، عقب إجرائهم تجربة فعلية أثناء إحدى جولات
الحرب لاختبار ما إذا كان بإمكانهم تعطيل البنى التحتية لشركة الاتصالات الخلوية
أم لا.
ودفعت الحادثة مصدرا أمنياً إسرائيليا مطلعا
للادعاء أننا "كنا قاب قوسين أو أدنى من كارثة"، واتخاذ قرار بإخضاع
موظفين كبار في شركات الاتصالات لفحص أمني في أعقاب قضية التجسس هذه.
وهذه القضية باتت تصنفها المحافل الاستخبارية
الإسرائيلية بأنها "هجوم استراتيجي ضخم" ستكون له عواقب وخيمة، مما
سيدفع مديري شؤون الموظفين في شركات البنى التحتية الإسرائيلية ليكونوا أكثر انتقائية في
تعيين كوادرهم، لا سيما بين فلسطينيي48، رغم أن طبقة الخبراء منهم في مجال
الاتصالات سيواجهون الحرمان بسهولة من الالتحاق بأي شركة إسرائيلية بدعوى التخوف
الأمني.
الجنرال موشيه إلعاد المحاضر بالكلية
الأكاديمية للجليل الغربي، وشغل مناصب عليا في جيش الاحتلال، زعم أن "أول ما
خطر بباله عندما علم بتسريب ثلاثة من فلسطينيي48 في قضية سيلكوم معلومات
إستراتيجية لحماس، هو حالة الصدمة، لأننا بالفعل أمام هجوم استراتيجي، صحيح أنه لا
يشمل إصابات بشرية، لكنه قد يتسبب بسقوط العديد من الخسائر منها في المستقبل".
وأضاف: "لكنهم قاموا بذلك التزاما منهم بقوميتهم العربية والفلسطينية والإسلامية، مما
يعيدنا إلى جهود العديد من قادة فلسطينيي48 في سنوات وعقود سابقة لمنع تجنيد
الفلسطينيين في الجيش الإسرائيلي، انطلاقا من سؤال: كيف يمكن لفلسطيني أن
يقتل فلسطينياً؟".
وأضاف في مقال نشرته القناة 13، وترجمته
"عربي21" أنه "لولا اعتقال مهندس الاتصالات الذي كان لمدة عقدين من
ركائز شركة "سيلكوم"، لكان بإمكانه الاستمرار في التقدم، بل وأصبح
شريكًا في صنع قرارات على مستوى دولة الاحتلال، مما سيسهل عليه القيام بعمليات
تخريب موجهة بشدة، مما سيسفر عنه تنفيذ هجوم ضخم، رغم عدم وقوع قتلى أو جرحى، لكنه
بالضرورة كان سيؤدي إلى نتائج مميتة، خاصة بسبب المعلومات التي كانوا سيسرّبونها
لحماس، وتنفيذ التعليمات التي سيتلقونها منها".
وتكشف قضية شركة سيلكوم عن المخاوف الإسرائيلية
من توجهات المقاومة الفلسطينية في استعادة الرابط التاريخي والقومي والديني بين
الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وأشقائهم من فلسطينيي48، ولا تخفي أوساط الاحتلال
أنها أصيبت بانتكاسة من أحداث هبة مايو رمضان 2021 حين نجحت المقاومة في تحقيق ما
اعتبرتها إنجازات استراتيجية تاريخية بإشراك فلسطينيي48 في أحداث الأقصى وغزة، من
خلال الاشتباك مع قوات الاحتلال والمستوطنين في مدن الرملة واللد ويافا.
وقد كشفت أجهزة أمن الاحتلال في حوادث سابقة عن
انخراط المزيد من فلسطينيي48 في أعمال المقاومة، سواء بتنفيذ عمليات مسلحة، أو
إيصال معلومات للتنظيمات الفلسطينية، أو تزويدها بالأسلحة والوسائل القتالية، مما
يعني فشل جهود الاحتلال في أسرلتهم وصهينتهم التي استمرت ما يزيد عن سبعة عقود.