بصورة
لافتة، زادت موجة التحريض الإسرائيلية ضد فلسطينيي48، سواء المواطنين العاديين أم أعضاء
الكنيست العرب، بزعم تمسكهم بأشقائهم
الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، لا سيما عقب
استشهاد قادة عرين الأسود في مدينة نابلس، وخطابات النعي التي أطلقها عدد من قادة فلسطينيي48،
خاصة عضوة الكنيست عايدة توما سليمان، بل إن مستوى الغضب الإسرائيلي منها وصل إلى ذروته
لأنها أطلقت عليهم وصف "شهداء"، وتأكيدها أنه كلما تعمق
الاحتلال، زادت المقاومة.
ليست
المرة الأولى التي يتم فيها اتهام فلسطينيي48، وقادتهم من الزعامات السياسية وأعضاء
الكنيست، بدعمهم للمقاومة الفلسطينية، وعدم الاعتراف بدولة الاحتلال ذاتها، واعتبارهم
عملهم السياسي فيها حلقة عابرة في مسيرة النضال من أجل فلسطين.. لكن هذه المرة أرهق
الإسرائيليون أنفسهم في تعقب منشورات ومقاطع الفيديو والصور التي ينشرها هؤلاء على
شبكات التواصل الاجتماعي، بما يعطي انطباعا عن صورتهم وآرائهم وعملهم ضد دولة الاحتلال.
الجنرال
تال بار أون، زعم أن "هناك العديد من الأمثلة والشكوك التي تكشف عن توجهات فلسطينيي48
وقادتهم، لعل أمثلها مجزرة كفر قاسم التي شكلت، بنظرهم، نموذجا لمحاولة تهجير وقتل
شعبهم الفلسطيني، وكونها نتيجة خطة مخطط لها، وليس تنفيذا خاطئا، ومواصلة إحياء ذكرى
شهدائها، ومطالبتهم الاحتلال بالاعتراف بالمجزرة، فضلا عن مشاركتهم بمسيرات لإحياء ذكراها،
وصولا إلى ما أعلنوه عقب اغتيال قادة عرين الأسود، ووداعهم لشهدائهم، وتهديدهم بتصعيد
المقاومة".
وأضاف
في مقال نشره موقع "
القناة 14" ترجمته "
عربي21" أن "قادة
الاحتلال زاد غضبهم لأن فلسطينيي48 وقادتهم السياسيين استخدموا كلمة "شهداء"،
ورفضوا فرض حصار على غزة، ورفضهم توقع أن يحني الشعب الفلسطيني رأسه، ويقبل بحكم المحتل،
بل إنهم يعتبرون جنود الجيش الإسرائيلي عصابة مسلحة، وأن كل المحاولات اللاحقة من قبل
الحكومات الإسرائيلية لكسر عزيمة شعبنا ستفشل عاجلاً أم آجلاً".
وزعم
أن "هذا الخطاب السياسي الصادر عن فلسطينيي48 وزعمائهم السياسيين، إنما يشكل دعما
للمقاومة المسلحة، حتى إنهم بعد عملية حاجز شعفاط نشروا منشورًا جاء فيه أن "أكثر
من 150 ألف فلسطيني محاصرون في مخيم شعفاط، وتم منعهم من مغادرته ضمن حملة عقاب جماعي
قاسية من قبل جيش الاحتلال، وهي جريمة إنسانية تضاف إلى جرائم أخرى تنتهك أبسط حقوق الإنسان،
مثل حرية التنقل وممارسة الحياة الطبيعية".
ينطلق
التحريض الإسرائيلي على فلسطينيي48 من أن جرعات الوعي الوطني قد ازدادت لديهم، وكذلك الانتماء
تجاه الهوية الفلسطينية، وتسلحهم بما يعتبرونه "الذاكرة الجماعية" للدفاع
عن وجودهم في وطنهم، ردا على أي محاولة إسرائيلية لخنق شعبهم، من خلال استكمال مخططات
الحركة الصهيونية منذ نشأتها، والهادفة إلى اقتلاع أبناء الوطن من أرضهم، لكنهم أكدوا
في غير مرة أنهم جزء حي وفاعل من الشعب العربي الفلسطيني الذي يملك هذه الأرض.