صحافة إسرائيلية

7 تحديات أمنية ملحة أمام رئيس وزراء الاحتلال المقبل

 رئيس الوزراء المنتخب سيواجه مستقبلا قاسيا- جيتي
رئيس الوزراء المنتخب سيواجه مستقبلا قاسيا- جيتي

مع نهاية المعركة السياسية والحملة الانتخابية، من الواضح أن دولة الاحتلال ستضطر للعودة للتعامل مع القضايا المشتعلة التي ستحدد استراتيجيتها الأمنية والسياسية لسنوات قادمة، ما سيجعل رئيس الوزراء القادم، بغض النظر عن هويته، يواجه واقعا معقدا وصعبا بسبب التحديات الأمنية المحيطة بتل أبيب، أبرزها سوريا وإيران، والتحالفات والأزمات مع دول العالم.

 

كل ذلك يعني أن رئيس الوزراء المنتخب سيواجه مستقبلا قاسيا، وقرارات سياسية صعبة ومعقدة: سواء في الداخل، حيث الانقسامات المتزايدة، ومحاربة الجريمة، وتعزيز سيادة القانون والحكم، وتكاليف المعيشة والإسكان، وفجوات التعليم.. وفي الخارج تظهر القضايا الأمنية في الشرق الأوسط والساحة العالمية، التي ستشكل في مجملها تحديات ملحة وثقيلة لرئيس الوزراء المقبل.


في الوقت ذاته، فإن هذه التحديات الداخلية والخارجية ستستدعي من رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبلة وضع أهداف محددة، واستراتيجية محدثة لتحقيقها، وقرارات قوية لمواجهة تطور الأحداث، والتعامل مع المعضلات الاستراتيجية والتغيرات في الساحتين الإقليمية والدولية.


الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، رصد ما قال إنها "تحديات رئيسية سبعة في مجال الأمن القومي سيواجهها رئيس الوزراء المقبل في الساحة الخارجية، ستتطلب منه اتخاذ قرارات، أولها إيران نحو حيازة القنبلة النووية، ومنع القوى العظمى من العودة لاتفاقية النووي 2015، ما سيعدّ إنجازا لإسرائيل، خاصة مع خيارها الاستراتيجي بالوقوف بجانب روسيا، ومساعدتها، ولعل التغيرات العميقة في ساحتها الداخلية، تخلق إمكانات لتغييرات إيجابية لتعزيز التحالفات الإقليمية ضدها، رغم أن إيران قد تسعى للتصعيد الخارجي لتصدير مشاكلها الداخلية".

 

اقرأ أيضا: نتنياهو يستعد للعودة بأصوات اليمين وأنصاره يحتفلون بالنصر

وأضاف في مقال نشره موقع "القناة 12"، ترجمته "عربي21" أن "التحدي الثاني هو العلاقة مع الولايات المتحدة، بين تقوية التحالف معها، والاختلاف في النظرة العالمية والمصالح في القضايا الرئيسية، رغم أنها أكبر حليف لإسرائيل، وأحياناً الوحيد، والهدف الأسمى هو تعزيز العلاقات الاستراتيجية معها، والحفاظ على دعمها كإجماع من الحزبين، وهي مهمة أكثر صعوبة وتعقيدًا من ذي قبل في ظل الانقسامات الداخلية في واشنطن وتل أبيب، بالنظر للأضرار التي لحقت بالعلاقات في الماضي".


وأشار إلى أن "التحدي الثالث يوجد في الساحة الفلسطينية، بين مواجهة المقاومة المتصاعدة، وتحركات الانفصال وتسوية الصراع، لأن القضية الأكثر إلحاحًا هي استعادة الأمن الشخصي للإسرائيليين، والحفاظ على السلطة الفلسطينية كنظام حكومي فاعل، وتقويته، وتجنب الإدارة المباشرة لحياة الفلسطينيين، وفي نفس الوقت إدارة العلاقات مع حماس، ومنع ربط الساحات، والتعامل مع البؤر الاستيطانية غير الشرعية، ودمج الشركاء الإقليميين في استقرار الساحة، ومحاربة نزع الشرعية عن إسرائيل".


وأوضح أن "التحدي الرابع يتعلق باتفاقات التطبيع، وكيفية توسيعها وتعميقها، باعتبارها أهم إنجاز للدبلوماسية الإسرائيلية في العقد الماضي، والتحدي يكمن فيها بضم دول أخرى، خاصة السعودية، وزيادة دفئها مع الإمارات والبحرين والمغرب، وتسخين السلام البارد مع مصر والأردن".


وأكد أن "التحدي الخامس هو حزب الله، عبر تعزيز الردع والسيطرة على التصعيد، لأنه اليوم هو التهديد العسكري الأكبر، والردع الإسرائيلي قوي، لكنه يواجه تحديات، حيث قد يتحدى الحزب إسرائيل عقب الاتفاق البحري في مزارع شبعا والحدود البرية والمجال الجوي وخسائره في سوريا، وهو يمتلك قدرات عسكرية متطورة تهدد إسرائيل، كصواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار ودفاع جوي وقوات برية ستحاول غزو الجليل، ما سيجعل منع التصعيد بردعه، والاستعداد لحربه، يشكلان تحديًا كبيرًا".


وأضاف أن "التحدي السادس يتعلق باستراتيجية "المعركة بين الحروب" لمنع التمركز الإيراني في سوريا، والتعامل مع مخاطر الدفاع الجوي كفقدان الطائرات، والخوف من إلحاق الضرر بالروس، وتنامي العلاقات بين الساحة السورية وحزب الله، وإمكانية أن تؤدي حرب أوكرانيا، وتوثيق التعاون بين روسيا وإيران إلى تغييرات في علاقات القوة بينهما في سوريا، وتؤثر على حرية إسرائيل في العمل هناك، ما سيتطلب استمرار تلك الاستراتيجية، والحفاظ على إنجازاتها، واتخاذ قرارات حاسمة ومسؤولة".


وأشار إلى أن "التحدي السابع يتمثل بحرب أوكرانيا، رغم أن إسرائيل حتى الآن تتشارك مع الغرب ومصالحه تجاه روسيا، ولكن في ضوء الأزمة العالمية المتصاعدة حول الحرب، وتورط إيران فيها، تزداد حدة التوترات في سياسة إسرائيل التي قد تتطلب تعديلات فيها، بإعطاء وزن أكبر للاعتبارات طويلة المدى، والحفاظ على الشراكة الاستراتيجية المهمة للغاية مع الغرب، وتعزيزها، ما سيتعين على رئيس الوزراء تحديد التهديدات الكامنة على إسرائيل من هذه الحرب، وتعزيز الرد المناسب عليها".

التعليقات (0)