هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاتلين قبليين ومسلحي جماعة الحوثي في محافظة الجوف الحدودية مع السعودية شمالي اليمن، مساء الأربعاء.
وأفاد مصدران يمنيان مطلعان بأن اشتباكات عنيفة تجددت بين مقاتلين من قبيلة همدان ومسلحي جماعة الحوثي شرق مدينة الحزم، المركز الإداري للجوف، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المقاتلين القبليين.
وقال أحد المصدرين لـ"عربي21"، طلب عدم كشف هويته، إن الاشتباكات اندلعت في أعقاب محاولة عبدالكريم الحوثي، الذي يشغل منصب وزير الداخلية في حكومة الإنقاذ التابعة للجماعة في صنعاء غير المعترف بها، السيطرة على أرض تابعة للقبيلة، في منطقة اينباء، شرق مدينة الحزم.
وأضاف المصدر أن القيادي الحوثي قدم إلى المنطقة تلك بعدد من المركبات العسكرية، وشرع بعد ذلك باستحداثات والبناء فيها، إضافة إلى نشر عدد من المسلحين لحراستها وتأمين العمال الذين استقدمهم للبناء.
اقرأ أيضا: وساطة قبلية تحتوي تصعيد قبائل الجوف ضد السعودية
وأشار إلى أنه فور وصول الخبر إلى أبناء قبيلة همدان بما قام به المسؤول الحوثي، تدافعوا إلى حيث الاستحداثات الجارية في مجالهم القبلي، وطردوا العمال والعناصر المسلحة المنتشرة حولها، كما قاموا بإزالة كافة الاستحداثات من بناء في تلك الأرض.
وإثر ذلك، وفقا للمصدر، تفجر الموقف بين المقاتلين من قبيلة همدان والمسلحين التابعين للحوثيين، بعد الدفع بتعزيزات من قبل المسؤول الحوثي إلى المنطقة الواقعة فيها "الأرض" محل النزاع.
وأكد المصدر اليمني أن وساطة محلية تدخلت وأوقفت الاشتباكات بين الطرفين، قبل أن تتجدد بعد ساعات من التوقف، لافتا إلى أن الوضع مرشح حاليا للانفجار في مختلف مناطق الجوف، وستدخل قبائل أخرى لدعم مقاتلي قبيلة همدان في حال استمرت الاشتباكات مع الحوثيين.
وأسفرت الاشتباكات في الساعات الماضية عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المقاتلين القبليين، دون أن ترد تفاصيل عن الضحايا في صفوف الحوثيين.
ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من الحوثيين حول ما ذكره المصدر.
وبين الفينة والأخرى، تندلع اشتباكات بين قبائل الجوف ومسلحي الحوثي في المحافظة التي سبق أن شهدت توترات في السنوات الماضية، بسبب ممارسات الجماعة واعتداءات مسلحيها فيها.
وفي نيسان/ أبريل من العام الحالي، قتل اثنان من أنباء قبيلة بني نوف برصاص الحوثيين في منطقة اللبنات، شرق مدينة الحزم، ما أشعل فتيل التوتر بينهما.
وفي عام 2021، شهدت مديرية المصلوب، جنوب غرب الجوف، توترا بين مقاتلي بني نوف أيضا والحوثيين، بعد قيام الطرف الأول باختطاف ثلاثة من قيادات الجماعة الحوثية، ردا على اختطاف أحد أبناء القبيلة، وللإفراج عن أسير آخر لدى الحوثيين.
وفي تموز/ يوليو 2021، اندلعت اشتباكات بين مقاتلين قبليين ومسلحي جماعة الحوثي، في مديرية الزاهر، غربي الجوف، رفضا لحكم إعدام أصدرته الجماعة بحق أحد مشائخها.
وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، بعد إصدار الجماعة الحوثية حكما بإعدام الشيخ خالد شاجع، المحتجز لديها، وهو أحد قيادات قبيلة "ذو حسين"، إحدى أكبر القبائل في المحافظة الحدودية مع السعودية، شمالي البلاد.
ويسيطر الحوثيون على معظم مديريات محافظة الجوف، بينها مدينة الحزم، عاصمتها، فيما تنتشر قوات من الجيش اليمني في مناطق صحراوية شمال وشرق المحافظة.