هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت صحيفة عبرية، من إمكانية وقوع صدام "غير مرغوب" فيه مع روسيا، نتيجة الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في سوريا، حيث تعتزم تل أبيب مواصلة العمل لمنع الأعمال الإيرانية هناك.
ويوم الأربعاء الماضي، قتل 15 مسلحا على الأقل جراء غارة جوية استهدفت قافلة لمقاتلين موالين لإيران قرب دير الزور على الحدود السورية العراقية.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، في خبرها الرئيس الذي أعده الخبير العسكري يوآف ليمور: "ظاهرا لا جديد في الهجوم الذي نفذ أمس على الحدود السورية العراقية والمنسوب لإسرائيل؛ مرة أخرى قافلة، هجوم من الجو، تدمير ناجح للهدف".
وأضافت: "مع ذلك، يمكن أن نتعلم غير قليل من هذا الحدث عن المعركة التي تدور الآن في إطار "المعركة ما بين الحروب" ضد إيران؛ أولا، يبدو أن هذه لم تكن قافلة من ناقلات الوقود هي التي تعرضت للهجوم، بل قافلة مدنية استغلت كغطاء لتهريب وسائل قتالية، وهذا نمط عمل إيراني معروف يحاول التغطية على أعمال التهريب"، وفق زعمها.
والأمر الثاني، أن "إيران عادت لنقل رسائل قتالية لسوريا عبر البر، وفي الأسابيع الأخيرة، كانت هناك عدة هجمات صاخبة على نحو خاص في دمشق، وحصل هذا بعد فترة هدوء سبقتها سلسلة أخرى من الهجمات، بما في ذلك تلك التي ألحقت ضررا كبيرا ومقصودا في البنية التحتية في عدة مطارات في سوريا، وعلى رأسها في دمشق".
اقرأ أيضا: قتلى في "غارة مجهولة" على قافلة أسلحة ونفط شرق سوريا
وقدرت أن "الأسد طلب من الإيرانيين الهدوء مؤقتا، وفي طهران قرروا إرسال شاحنات بدلا من الطائرات، يمكن أن تنجح في التملص من تحت الرادار الاستخباري – العملياتي لإسرائيل"، موضحة أن "تغييرات تكتيكية كهذه في شكل التهريب كانت من قبل، ومعقول أنه في حال ما كان المحور البري عرضة للتهديد، ستعود إيران للعمل من الجو".
وثالثا بحسب الصحيفة، "تجد إيران صعوبة في إنتاج القطع الثقيلة من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية في سوريا ولبنان، حيث ألحق سلاح الجو (الإسرائيلي) أضرارا بالصناعة العسكرية السورية، والتي في إطارها ينفذ النشاط الإيراني، ويبدو أن طهران اضطرت للعودة إلى الاعتماد على الإنتاج الإيراني وخاصة لمحركات الصواريخ، ويضاف لما سبق، أجهزة الدقة التي تنتج في إيران، والتي ربما كانت هذه المرة هي الهدف المركزي".
رابعا؛ "إسرائيل مستعدة لأن تأخذ مخاطر لا بأس بها في أعمال "المعركة ما بين الحروب"؛ فهجوم في لواء دير الزور، شرق سوريا، لا يشبه هجوما في غرب الدولة، ويبدو أن الهجوم في هذه المرة نفذ بشكل مختلف؛ بواسطة مسيرات مسلحة، وهذا لا يزال يعد عملا معقدا يتطلب غير قليل من القدرات الاستخبارية والعملياتية التي تصل إلى حدودها القصوى".
ونبهت "إسرائيل اليوم"، بأن "كل هذه الأمور تدل على أن إسرائيل مصممة على مواصلة مساعيها لمنع الأعمال الإيرانية في سوريا"، زاعمة أنه "في السنوات الأخيرة حققت هذه الجهود نجاحات عديدة، وتسببت في أن تبقى إيران بعيدة عن الهدف الذي حددته لنفسها وهو؛ تموضع عسكري واسع في سوريا، وتوريد جارٍ لسلاح دقيق لحزب الله في لبنان".
ورأت أنه "من السابق لأوانه التهنئة بالإنجاز؛ فالتقارب بين إيران وروسيا؛ نتيجة للمساعدة التي تقدمها لموسكو في حربها في أوكرانيا، من شأنه أن يؤدي آجلا أم عاجلا إلى مقابل من روسيا، بل وربما عن طريق محاولة تقييد الأعمال الإسرائيلية في سوريا".
ولفتت الصحيفة، إلى أن "هذا تهديد ذو إمكانية كامنة ذات مغزى، تشغل مؤخرا بال المنظومة الأمنية، منذ علم بإطلاق المُسيرات الإيرانية بطواقمها إلى روسيا، وهو يستوجب من إسرائيل أن تستعد دبلوماسيا وعسكريا لإمكانية أن يحصل هذا، بما في ذلك تغييرات في نمط العمل في إطار "المعركة ما بين الحروب"، بل ولإمكانية غير مرغوب فيها تتمثل بصدام مع روسيا في سوريا".
وأكدت أن "التهديد الإيراني لن يختفي في المستقبل المنظور، وبالتالي، على إسرائيل أن تفترض بأن ما كان حتى الآن لن يكون في المستقبل، وأن تستبق العلاج (والحل) للضربة التي قد تأتي".