هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تفاجأت الأوساط الإسرائيلية والأمريكية مجتمعة بمشاركة رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو في مؤتمر عقده "التحالف اليهودي الجمهوري" بولاية لاس فيغاس، بحضور الرئيس السابق دونالد ترامب ومنافسون آخرون على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، وفقا لإعلام عبري.
ومع التحذيرات الأمريكية "الديمقراطية" الأخيرة الصادرة الموجهة للحكومة الإسرائيلية المنتخبة، فهذه الخطوة تعني حسم نتنياهو لخياراته السياسية على الخارطة الحزبية الأمريكية من جهة، ورسالة تحد للرئيس جو بايدن وإدارته من جهة أخرى.
وكشف باراك رافيد المراسل السياسي لموقع ويللا أن "نتنياهو شارك عبر البث الفضائي بمؤتمر "الائتلاف اليهودي الجمهوري"، رغم حديثه عن صداقته مع بايدن، وتقديره للرئيس السابق باراك أوباما، خاصة بالنسبة لتوقيع اتفاقية المساعدة الأمنية".
وأضاف رافيد أن نتنياهو "اعترف بوجود خلافات مع رؤساء جمهوريين وديمقراطيين، ومع ذلك فإن دعمهم لإسرائيل واسع ومتزايد"، مؤكدا أنه "ستكون هناك خلافات، وهي طبيعية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مشاركة نتنياهو في الحدث السياسي الأمريكي الداخلي للحزب الجمهوري تبدو لافتة، لأنها قد ترسل رسالة انحياز منه مع جانب واحد من الخريطة السياسية في الولايات المتحدة، حيث ينظر في البيت الأبيض لمشاركة نتنياهو على أنها رسالة تحدّ، وتدخّل في السياسة الأمريكية".
وأكد أن "ما يزيد مشاركة نتنياهو حدّة هو ظهور العديد من السياسيين الجمهوريين الذين قد يخوضون الانتخابات التمهيدية للترشيح الرئاسي، ومنهم نائب الرئيس السابق مايك بينس، وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، وسفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيللي، وجميعهم ألمحوا إلى أن بايدن سيوقع اتفاقًا نوويًا جديدًا مع إيران، رغم أن المفاوضات معها وصلت لطريق مسدود، وأعلن بينس أنه "إذا عاد الحزب الجمهوري للسلطة، فسنمزق هذه الاتفاقية إرباً"".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: نعيش شرخا اجتماعيا وأكثر عقد ظلامية بتاريخنا
وفي السياق، نقل أفيرام بن مردخاي مراسل القناة 14 اليمينية عن حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس، الذي يُعتبر مرشحًا بارزًا لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، أن "الضفة الغربية التي أسماها "يهودا والسامرة" ليستا منطقة محتلة، ودعا لإقامة فعاليات عامة فيها، لأنه يرفض تعريفها بأنها أراض محتلة".
وأضاف نقلا عن ديسانتيس: إنها "منطقة متنازع عليها"، متفاخرا بأنه حصل على أكبر عدد من الأصوات من اليهود مقارنة بأي مرشح جمهوري آخر في تاريخ فلوريدا، لأنه قام بسلسلة إجراءات لتحسين الأمن في المدارس اليهودية، وتعزيز التعليم إحياء لذكرى محرقة اليهود.
ونقل في تقرير ترجمته "عربي21" عن نيكي هيللي سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، التي تم تصنيفها كمرشحة محتملة للرئاسة عن الجمهوريين، أنه "على إسرائيل ألا تتساءل عما إذا كانت أمريكا ستقف بجانبها بعد كل انتخابات".
ولا شك أن الانخراط المبكر من نتنياهو في شأن داخلي حساس للولايات المتحدة سيزيد من إرسال رسائلها التحذيرية له، مما سيترك تبعاته السلبية على العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، وربما يصل الأمر للمساعدات الأمنية والعسكرية.
ومن المتوقع أن يعبر كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية عن غضبهم من حضور نتنياهو لمثل هذا الاحتفال الخاص بالحزب الجمهوري، باعتباره تدخلا إسرائيليا فظّا في الشؤون الداخلية، في استعادة مريرة لسلوكه زمن إدارة أوباما.