نشرت صحيفة
"الغارديان" مقالا للكاتبة وأستاذة الأدب الأمريكية فرانسين بروز، قالت فيه إن أكثر من شهرين مرا منذ أن ماتت مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، والتي اعتقلت من قبل ما يسمى دورية شرطة الآداب
الإيرانية؛ لارتدائها الحجاب بشكل غير صحيح، في حجز الشرطة.
وألقى التقرير الرسمي باللوم في وفاتها على قصور في القلب، لكن شهود العيان وعائلتها أصروا على أنها تعرضت للضرب المبرح، لدرجة أنها عانت من إصابة دماغية قاتلة.
منذ ذلك الحين، اندلعت
الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران، على الرغم من وحشية رد فعل الحكومة. أكثر من 400 شخص قتلوا. سُجن أو اختفى عدد غير معروف من الصحفيين والمتظاهرين. وتسبب الرصاص المطاطي والكريات المعدنية التي تطلق على حشود المتظاهرين بالعمى للعديد من المصابين. تم اعتقال رياضيين مشهورين -مثل نجم كرة القدم فوريا غفوري وبطلة التسلق إلنز ركابي- لانتقادهم الحكومة أو ما بدا أنه انتقاد لها.
بدأ الحرس الثوري الإيراني في استهداف الأطفال. قُتل ما لا يقل عن 58 شابا إيرانيا، خمسة منهم خلال أسبوع واحد فقط. يبدو أن الحكومة تعتقد أن إرهاب الأطفال هو الطريقة الأكثر فعالية لإبقاء المعارضين في المنزل وبعيدا عن الشوارع.
ومع ذلك، قد يكون الكثير من هذا بمثابة مفاجأة للمواطن الأمريكي العادي، الذي ليس لديه اهتمام أو فضول خاص بإيران. كانت تغطية الانتفاضة متقطعة بشكل ملحوظ. نحن نبحث في شاشاتنا وصفحاتنا الأولى، في الغالب دون جدوى. عند مشاهدة الأخبار المسائية، ننتظر المقطع القصير من طهران الذي يتبع ثرثرة المشاهير أو العاصفة الثلجية التي حطمت الرقم القياسي. يتطلب الأمر مثابرة للبحث عن آخر التحديثات على مواقع الويب مثل هيومن رايتس ووتش.
اظهار أخبار متعلقة
أوضح مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز، في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعنوان "الولايات المتحدة، تدخل حقبة جديدة من المواجهة المباشرة مع إيران"، أن هذه المواجهات سيكون لها علاقة بالبرنامج النووي الإيراني أكثر من حركة الاحتجاج الحالية. نظم فنانون ونشطاء إيرانيون في المنفى مظاهرات التعاطف هنا، بينما التزم السياسيون الأمريكيون الصمت إلى حد كبير.
في خطابه الذي ألقاه في 21 أيلول/ سبتمبر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعرب جو
بايدن عن تضامن الولايات المتحدة مع "المواطنين الشجعان والنساء الشجاعات اللواتي يتظاهرن الآن لتأمين حقوقهن الأساسية"، في اقتباس مقتضب جدا لخطاب طويل جدا حول أوكرانيا، بوتين والجوع في العالم و"أجندتنا الجريئة للمناخ".
في الواقع، تم تخصيص قدر كبير من الخطاب لأوكرانيا، لدرجة أنه جعل المرء يتكهن حول مدى اختلاف الأمور إذا قمنا بتحويل جزء صغير من الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي الذي نرسله إلى أوكرانيا؛ لمساعدة أولئك الذين يقاتلون من أجل "حقوقهم الأساسية" في إيران.
في الغالب، لا يسعني إلا أن أظن أن ردنا الفاتر على نضال الإيرانيين ضد الحكم الديني القمعي يرجع جزئيا إلى أن الاضطرابات الحالية تقودها النساء. وأظهرت مقاطع فيديو مبكرة نساء يحرقن حجابهن ويقصصن شعرهن؛ احتجاجا على فرض الحجاب عليهن ومعاقبتهن على مخالفات بسيطة.
شعار المحتجين - "المرأة، الحياة، الحرية"، المستعارة من حركة الاستقلال الكردية، وهو شعار ملهم، ولكن ربما فشل مرددوه في تخيل عدد الأشخاص الذين توقفوا عن سماع أكثر من الكلمة الأولى، المرأة. هناك العديد (بما في ذلك، على ما يبدو، العديد من قضاة المحكمة العليا في الولايات المتحدة) الذين يعتقدون سرا أو علنا أن حقوق المرأة هي مجموعة فرعية لا تذكر من حقوق الإنسان.