تحدث وزير إسرائيلي سابق، عن المساهمة غير المباشرة التي يقوم بها أحزاب "الصهيونية الدينية" التي تسيطر على الحكومة الإسرائيلية المقبلة، في تعزيز حركة
المقاطعة الدولية لـ"إسرائيل"؛ المعروفة اختصارا بـ"BDS".
وقال وزير القضاء ونائب وزير الخارجية الأسبق يوسي بيلين في مقال نشرته صحيفة "
إسرائيل اليوم" العبرية: "على مدى سنوات طويلة، سعت الحكومات تلك - من اليمين ومن الوسط واليسار - لإقناع العالم بأن الوضع القائم في المناطق التي احتلت عام 1967 هو وقت مؤقت، حتى تحقيق اتفاق سلام مع الفلسطينيين".
وأضاف: "في هذه الأثناء، هكذا اعتقدت حكومات الماضي، لا مانع من إقامة مستوطنات في الضفة الغربية (وسابقا في قطاع غزة)؛ لأن ميثاق "جنيف" الرابع الذي يعنى بالمناطق المحتلة، والذي يمنع نقل السكان للمناطق المحتلة، لا يتعلق، ظاهرا، بحالتنا؛ لأن العالم لا يعترف بالسيادة الأردنية على هذه الأرض. محكمة العدل العليا، هي الأخرى، في واحد من قراراتها الأكثر إشكالية، قضت بالنسبة لقانونية إقامة المستوطنات في هذه المناطق؛ لأن هذه قضية الاتفاق الدائم، وفي هذه الأثناء لم تمنع ذلك".
وتابع الوزير: "الفلسطينيون، من جهتهم يوضحون أن هذه ليست خطوة مؤقتة يفترض أن تستبدل بتسوية دائمة، بل وضع احتلال إسرائيلي متواصل، ومؤخرا فقط توجهت السلطة الفلسطينية لمحكمة العدل الدولية في "لاهي"، بطلب الإعلان عن إسرائيل كذات مكانة احتلال في الضفة الغربية، بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى"، منوها إلى أن "إسرائيل، كالمعتاد، لا تعتزم التعاون مع هذا الفحص القانوني".
ورأى أن "المساعدة الأهم تأتي لمنظمة التحرير الفلسطينية بالذات من المفاوضات، بين "الليكود" ورؤساء أحزاب الصهيونية الدينية، وهذه الأخيرة تطالب بنزع الأقنعة التي تعود إلى 55 سنة، والتعامل مع الضفة الغربية على أنها أرض محتلة مُلحقة بها، وأن تدار هذه الأرض بشكل مباشر، من خلال الحكومة الإسرائيلية، وليس من خلال الجهاز العسكري الذي يُفترض أن يدير الأراضي المحتلة وفقا لميثاق "جنيف"، وعلى مثل هذه المساعدة لم تحلم السلطة الفلسطينية.
حصاد الريح
وتساءل: "ماذا ستدعي إسرائيل الآن؛ بأن كل شيء لا يزال مؤقتا؟ وبعد قليل سيتفق مع الفلسطينيين على تسوية دائمة فينتهي الاحتلال؟"، مضيفا: "يحتمل هذا أن تكون استراتيجية الصهيونية الدينية؛ وهي رفع الأمور إلى حرب "يأجوج ومأجوج"، وتتمكن فيها إسرائيل ظاهرا من القيام بالأفعال التي ما كان يمكن القيام بها إلا تحت غطاء لهيب المعارك، مثل استكمال طرد العرب من الأرض التي غربي النهر، كما تخشى الأردن".
وأكد بيلين، أن "الصهيونية الدينية تقوم بعمل الـ "BDS" بإخلاص، وتؤكد الادعاء الأساس لهذه المنظمة بأن إسرائيل ضمت المناطق بخلاف القانون الدولي"، منوها إلى أن "الحكومة الوافدة أقيمت عمليا بشكل مسبق، لم يضطر بنيامين
نتنياهو (المكلف بتشكيلها) حتى لمحادثات احتفالية مع كل أحزاب المجلس".
ولفت إلى أنه "كان بالإمكان توفير الكثير من الوقت وإقامة حكومة يمين متشددة - متشددة، ودينية – دينية، لكن الأمور لا تسير هكذا، ففي نهاية هذا الأسبوع، بعد شهر ونصف من الانتخابات لا توجد حكومة جديدة حتى الآن".
وأشار إلى أن "الحكومة تشكلت مسبقا بقدر كبير؛ لأنه ليس لرئيس الوزراء المرشح (نتنياهو) أي بدائل، يتبين أن شركاءه المخلصين في "كتلة بيبي" لا يحمونه من مطالب مختلفة ومتنوعة، ومن جهة أخرى يريدون أن يحصلوا على كل شيء نقدا، وقبل قيام الحكومة".
ونبه الوزير السابق إلى أن "خطة التشريع بشأن القضايا الجوهرية، لا تتطابق مع الجدول الزمني لتشكيل الحكومة، على الرغم من أنه من المرجح أن يمنح الرئيس هرتسوغ نتنياهو مزيدا من الوقت، ويقدر أعضاء مجموعته قدراته، لكنهم يشاركون في النقد على لسانه، هم ليسوا مستعدين للاكتفاء بوعود الترتيبات الشخصية والدستورية، لدرجة أنهم يهددون بعدم الانضمام إلى حكومته، في حال لم تلب مطالبهم قبل أن تقوم الحكومة".
ومضى بقوله: "من يزرع الريح يحصد العاصفة، حتى لو لم تمنعه هذه العاصفة، في نهاية الأمر، من تشكيل حكومته".