نددت دول عربية وخليجية والولايات المتحدة، بشدة، باقتحام وزير "الأمن القومي" المتطرف إيتمار بن غفير صباح الثلاثاء،
المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة أمنية مشددة.
ومارس بن غفير عملية خداع بشأن خططه اقتحام المسجد الأقصى، حيث إنه جند فيها وسائل الإعلام العبرية، التي روجت رواية كاذبة عن تأجيل الوزير المذكور نيته اقتحام الأقصى، لكنه اتضح أنه مدروس ومنسق جيدا مع مختلف أجهزة أمن الاحتلال، وقد قام باقتحام الأقصى وتجول في ساحاته.
البيت الأبيض: غير مقبول
واعتبر البيت الأبيض أن أي خطوة تغيّر الوضع
القائم في "المواقع المقدّسة في القدس ستكون غير مقبولة"، بعد زيارة المتطرف
بن غفير.
وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأمريكية كارين
جان بيار إن "الولايات المتحدة تؤيد بحزم.. الحفاظ على الوضع القائم مع
احترام المواقع المقدّسة في القدس"، مضيفة أن "أي خطوة أحادية الجانب
تعرّض للخطر الوضع القائم هي غير مقبولة".
وقال سفير واشنطن لدى إسرائيل توم نيدس، إن "إدارة بايدن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة".
الأردن يستدعي سفير الاحتلال
استدعت وزارة
الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي لديها، احتجاجا على اقتحام بن غفير للأقصى.
وذكر الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي بأنه "جرى تسليم السفير الإسرائيلي رسالة احتجاجٍ لنقلها على الفور لحكومته، أكدت جوب امتثال دولة اسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي ولا سيما القانون الدولي الإنساني بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها وخاصة المسجد الأقصى المبارك".
وأدان الأردن الثلاثاء، "بأشد العبارات" اقتحام إيتمار بن غفير المسجد الأقصى، معتبرًا ذلك "خطوة استفزازية".
جاء ذلك في بيان لمتحدث وزارة الخارجية الأردنية سنان المجالي، طالب فيه بـ"الكف الفوري" عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى.
وقال المجالي إن الخارجية "أدانت بأشد العبارات إقدام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته خطوة استفزازية مُدانة، وتمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".
وتابع بأن "الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات بالتزامن مع الاقتحامات الاسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، تنذر بالمزيد من التصعيد وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً".
وشدد على أن "إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يقوض كل الجهود المبذولة للحؤول دون تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم".
وطالب المجالي، "إسرائيل" بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف "الفوري" عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى واحترام حرمته.
ودعا إلى "ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم وفرض التقسيم الزماني والمكاني، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك".
مصر تحذر
وأعربت مصر في بيان للخارجية عن "أسفها لهذه الخطوة، وأكدت رفضها التام لأي إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس".
وحذرت من "التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة، وعلى مستقبل عملية السلام"، داعية إلى "ضبط النفس والامتناع عن أي إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع".
دول الخليج تدين وتحذر
وأعربت الكويت، في بيان للخارجية، عن إدانة واستنكار بلادها لهذا الاقتحام، مؤكدة أنه "يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية".
ودعت "المجتمع الدولي إلى التحرك السريع والفاعل لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية"، محملة تل أبيب مسؤولية أي تصعيد سيحدث جراء تلك الانتهاكات.
في السياق، أدانت قطر وفق بيان لوزارة خارجيتها، بشدة اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى.
واعتبرت الخارجية القطرية الاقتحام "انتهاكا سافرا للقانون الدولي".
وحذرت من "السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
واعتبرت قطر، أن "محاولات المساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على
الفلسطينيين فحسب بل على ملايين المسلمين حول العالم".
كما أدانت الإمارات في بيان للخارجية بشدة اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، ودعت الاحتلال إلى "خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر".
وقال دبلوماسيون اليوم الثلاثاء إن الإمارات والصين طلبتا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاجتماع علنا، يوم الخميس على الأرجح، لمناقشة التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى.
الخارجية السعودية اعتبرت اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى بـ"ممارسات استفزازية"، مؤكدة إلى وقوف الرياض إلى جانب فلسطين.
المقاومة تدرس الرد
حركة "حماس" على لسان المتحدث باسمها، حازم قاسم، أكدت أن "جريمة اقتحام الوزير الصهيوني الفاشي بن غفير للمسجد الأقصى، هي استمرار لعدوان الاحتلال على مقدساتنا وحربه على هويتها العربية".
وأضاف في تصريح صحفي له وصل "عربي21" نسخة عنه: "المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطينيا وعربيا إسلاميا، ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشي أن يغير هذه الحقيقة".
وأكد قاسم، أن "الشعب الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من دنس الاحتلال، ولن تتوقف هذه المعركة إلا بانتصار شعبنا النهائي وطرد المحتل من كامل أرضنا".
من جانبه، أكد القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، الشيخ خضر حبيب، أن "اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى بعد الإعلان عن تراجعه، يدلل على الطبيعة العدوانية المخادعة لهذه الحكومة الفاشية الإسرائيلية".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "هذا عمل عدواني ضد شعبنا الفلسطيني وحقوقه الواضحة والثابتة في المسجد الأقصى، كمسجد خالص للمسلمين".
ونبه حبيب، إلى أن "اقتحام بن غفير، هو سلوك خطير يهدد باشتعال وتصعيد الأمور في المنطقة"، محملا "العدو الصهيوني المسؤولية كاملة عن هذا التصعيد".
وأكد القيادي البارز لـ"عربي21"، أن "الشعب الفلسطيني وفصائله ومقاومته يدرسون طريقة الرد القوي على هذه الجريمة التي ارتكبها بن غفير وحكومته الفاشية المتطرفة لدى الكيان الصهيوني".
وأكدت لجان المقاومة في فلسطين في بيان لها وصل "عربي21"، أن "جريمة اقتحام الإرهابي الفاشي الوزير الصهيوني المتطرف بن غفير للمسجد الأقصى، هي عدوان سافر لا بد أن يواجه من كل مكونات الأمة"، داعية إلى "النفير العام وتصعيد المقاومة، وإشعال ثورة غضب في وجه الصهاينة المجرمين على كافة محاور الاشتباك مع هذا العدو المجرم، ردا على جريمة اقتحام الأقصى وتدنيسه من قبل المجرم بن غفير".
مفتي القدس
وفي تعليقه على اقتحام بن غفير، أوضح الشيخ محمد حسين أن "استهداف مدينة القدس والمسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال مستمر ومتواصل، وهناك تطورات واضحة وملموسة تجاه المزيد من العنف الإسرائيلي ومزيد من محاولات فرض الواقع الجديد أو أخذ زمام المبادرة، بأن يصل الأمر إلى طرد دائرة الأوقاف الإسلامية أو نزع السيطرة على الأقصى من يدها".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هناك اتجاها إسرائيليا عدوانيا يستهدف المسجد الأقصى المبارك، وبالتالي، فإنه ليس غريبا أن يجري الحديث عن اقتحام جديد للأقصى من قبل الوزير المتطرف بن غفير".
اظهار أخبار متعلقة
واعتبر مفتي القدس، أن ما قام به بن غفير صباح اليوم باقتحام المسجد الأقصى هو "عدوان متطور بحق الأقصى، وهو أيضا تطور بمجرى الأحداث باتجاه تفجر الأوضاع وخلق وقائع جديدة".
وأوضح أن "ما يجري في المسجد الأقصى، هو إخلال وعدوان حقيقي على الوضع القائم في المسجد الأقصى، ولكن مثل هذه الحكومة وهؤلاء الأشخاص لا يستبعد عنهم القيام بمثل هذه الاعتداءات، لأن طبيعة حياتهم مجبولة على مثل هذه التصرفات العدوانية التي تستهدف أماكن عبادة الآخرين، مثل ما يجري بحق المسجد الأقصى".
وشدد خطيب الأقصى، على أن "المسجد الأقصى المبارك، هو مسجد خالص للمسلمين وحدهم ولا يشاركهم فيه أحد"، منوها إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي تغول على كل ما هو فلسطيني، لا بل أبعد من ذلك، أنه تغول على كل ما هو عربي وإسلامي".
ولفت إلى أن "اقتحام المتطرف بن غفير للمسجد الأقصى، يأتي أيضا في سياق دفع الأمور إلى حافة الخطر والانفجار"، محذرا من خطورة "العبث بالعقائد".
وأكد الشيخ حسين، أن "اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، هو تصعيد مباشر للعدوان الإسرائيلي المتواصل الذي يتقصد الإنسان والمكان والزمان ويصل الأمر إلى المقدسات وفي مقدمتها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك".
الخارجية الفلسطينية
بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بشدة اقتحام الوزير المتطرف بن غفير المسجد الأقصى المبارك، محملة رئس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو "المسؤولية عن اقتحام بن غفير للأقصى ونتائجه على ساحة الصراع والمنطقة".
واعتبرت الخارجية في بيان لها اطلعت عليه "عربي21"، أن "اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، هو استفزاز غير مسبوق وتهديد خطير لساحة الصراع، واستخفاف بالمطالبات بوقفها، كما أنها شرعنة لمزيد من الاقتحامات واستباحة الأقصى من قبل غلاة المستوطنين، بل وتشجيع لهم وحماية لارتكاب أبشع الجرائم والاعتداءات بحق الأقصى".
وأكدت أن ما حدث هو "اعتداء صارخ على الأقصى"، منوهة إلى أنها ستتابع هذه القضية على المستويات كافة بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة الاردنية الهاشمية.
اظهار أخبار متعلقة
علماء المسلمين
أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بشدة، اقتحام بن غفير للأقصى، وقال على لسان رئيسه علي قرة داغي، إنه يناشد الفلسطينيين وبخاصة المقدسيين للرباط، والدفاع عن المسجد.
وأضاف في بيان " يدعو الاتحاد أمته إلى الدفاع عن حقهم الشرعي والقانوني والدولي، ويتساءل إلى متى تبقى هذه الأمة ساكنة؟".
وأردف "يؤكد الاتحاد بأن المسجد الأقصى والقدس، وأرض فلسطين المحتلة كلها أمانة في أعناق المسلمين، ويسألون عنها أمام الله تعالى ثم أمام الأجيال اللاحقة".