شهد المغرب هجرة أسراب النحل وتراجع أعداد.. هجرة النحل أثارت قلقا ليس لتراجع انتاج العسل بل لخطورة اختفاء النحل الذي يعد من أهم الملقحات الطبيعية للثمار والمزروعات في العالم.. فماذا تعرفون عن دور النحل في التوازن البيئي
يعد تلقيح النباتات واحدا من أكثر الخدمات التي
تقدم للنظام البيئي، فهو الذي يجعل
إنتاج الغذاء ممكنا، ويقدم النحل
إسهامات قيّمة في هذا المجال، ويلعب دوراً رئيساً في صحة البيئة لينشر التنوع
البيولوجي، بهذه العبارات لخص مدير عام منظمة (فاو) دور النحل الكبير في تكاثر
النباتات لإنتاج ما يعادل ثلث الغذاء عالميا، فماذا يحدث لو اختفى النحل من
العالم؟
اختفاء النحل من شأنه القضاء على إنتاج البطاطا
والبصل والفراولة والقرنبيط والفلفل والقهوة والقرع والجزر وزهرة الشمس، إضافة إلى
التفاح والطماطم والكاكاو، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة، نحلة العسل وببساطة شديدة تزور في
اليوم الواحد نحو 7000 زهرة.
ولإنتاج كيلو غرام واحد من العسل، تزور كل نحلة قرابة 4 ملايين زهرة، فصحة
النظام الأيكولوجي والتنوع البيئي تعتمد على أكثر من 20,000 نوع من أنواع النحل البري المعرض وبشكل
أكبر لمخاطر التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، والاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية، وانتشار مزارع (الصنف الواحد).
اظهار أخبار متعلقة
ووفقا لمنظمة (فاو) فإن 90% من الزهور البرية تعتمد
على الملقحات الطبيعية، وأهمها النحل، إلى جانب الفراشات والطيور لإنتاج بذورها، كما تقع على عاتق الملقحات مسؤولية
إنتاج 35% من المحاصيل في العالم، وتعد عنصرا
أساسيا للحفاظ على التنوع الحيوي والتنمية
المستدامة، وفقا لنائبة
الأمين العام للأمم المتحدة.
فالمغرب ليس وحيدا، وما حدث في
المملكة المغربية ليس حادثة منفصلة. يحتضن المغرب نحو 910 آلاف
مزرعة لتربية النحل، يعمل فيها نحو 36 ألف مزارع، أعلن قبل مدة عن اختفاء أكبر وأقدم
مزرعة لخلايا النحل في العالم جنوبي المملكة، والتي يعود تاريخها إلى العام 1859 في
ما اعتبر كارثة بيئية.
لكن الكارثة ليست حكرا على المغرب، بل صارت
ظاهرة خطيرة آخذة في الانتشار عالميا، ما أثار العديد من التساؤلات والمخاوف عن
أسباب الكارثة ومدى تأثيرها على النظام الغذائي والبيئي.
فالتراجع العالمي في أعداد النحل يشكل تهديداً
خطيراً لمجموعة واسعة من النباتات الضرورية لرفاه الإنسان وسبل عيشه، ويعتبر النحل
حليفا رئيسيا لمحاربة الجوع
وسوء التغذية، فضلا على أن
المحاصيل الملقحة جيدا لها مذاق أفضل، وذات قيمة غذائية أعلى، وعمر افتراضي أطول، وفقا للأمم المتحدة.