قالت
صحيفة "
وول ستريت جورنال" في تقرير أعده تشاو دينغ وأميرة الفكي إن
المصريين بدأوا يقتصدون في استهلاك المواد الأساسية بسبب زيادة
التضخم.
وأضافت أن الحرب في أوكرانيا أثرت على البلد نتيجة لارتفاع
أسعار البضائع عالميا.
وفي
الوقت الذي ارتفعت فيه معدلات التضخم في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي إلى 30%
قامت الحكومة باقتراح طريقة جديدة لتخفيض النفقات: "كلوا أٌرجل الدجاج"، كما جاء
على صفحة المعهد الوطني للتغذية في "فيسبوك" الذي أشار إلى أن الأقدام أو الكوارع "مفيدة
للجسم والميزانية".
ويأتي
التحرك وسط زيادة في ارتفاع أسعار اللحوم والملابس والأدوية وأجور السفر وتراجع في
قيمة الجنيه المصري الذي فقد نسبة 36.5% من قيمته العام الماضي، بشكل جعله أسوأ ثالث
عملة أداء في العالم بعد الروبية السريلانكية والبيزو الأرجنتيني.
وارتفع
التضخم في تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 19% ويتوقع المحللون ارتفاع معدلاته في آذار/ مارس
إلى 25%.
ومع
تزايد الأسعار بات من الصعب على الحكومة استيراد المواد الغذائية من الخارج، مما أدى
إلى عملية تخزين المواد.
وتقول
الحكومة إن الخبز والأرز وزيت الطعام اختفت من رفوف المتاجر. وقال راغب شحاتة، مسؤول
قسم الأرز في غرفة تجارة القاهرة إن نقصا مؤقتا في الحبوب لوحظ في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ويقول
المصريون الذين يتلقى الكثير منهم معونات غذائية من الحكومة إنه تم تخفيض خدمات وبضائع
وسط الأزمة الاقتصادية.
وقال
محمد وهبة، مدير قسم الجزارين في غرفة تجارة القاهرة إن حجم مبيعات اللحوم العام في
البلاد انخفض بنسبة 25% في الشهر الماضي، وقال إن بعض الجزارين شاهد انخفاضا على الطلب
بنسبة النصف. وفي وسط القاهرة قال محمد القطب، 53 عاما إنه يفكر في إغلاق محل الدجاج
نتيجة لخسارته ماليا، وقال "الدجاج الآن هو للأغنياء"، مضيفا أن الكثير من
الناس يشترون اليوم أجزاء رخيصة من الدجاجة.
وتعلق
الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية على روسيا أدت لرفع أسعار الطعام والبضائع
حول العالم، إلا أن مصر تضررت كثيرا نظرا لاعتمادها على استيراد المواد الغذائية من
الخارج، بما في ذلك الحبوب من روسيا وأوكرانيا.
ورغم
انخفاض أسعار المواد الاستهلاكية في عدد من دول العالم إلا أن مصر لا تزال شاذة.
ويقول
الاقتصاديون إن البلد يتكيف مع أسعار مرتفعة للبضائع وبتأثير متأخر لأن السلطات حاولت
استخدام الاحتياطيات لمنع انخفاض قيمة الجنيه المصري بشكل سريع في العام الماضي.
وخففت
الحكومة من الجهود هذه مع توقيع اتفاقية مع صندوق النقد الدولي لاقتراض 3 مليارات دولار
من أجل مساعدة مصر على تسديد 112 مليار دولار عن ديونها المحلية والخارجية والمستحقة
في الأعوام المقبلة.
ويعتقد
الكثير من الاقتصاديين أن مصر تعيش في حالة ركود في وقت يعاني فيه القطاع الخاص. وأدت
المشاريع العملاقة لإنشاء الطرق والجسور وبناء مدن جديدة إلى زيادة الدين وأجبرها على
بيع أصول لجمع المال وبخاصة من المستثمرين في الخليج.
وفي
يوم الأربعاء فقدت العملة المحلية 7% من قيمتها، وهذه هي المرة الثالثة منذ آذار/ مارس
الماضي والتي سمح فيها المصرف المركزي بانخفاض قيمتها.
وتصل
قيمة الدولار الواحد إلى 27 جنيها مصريا، مقارنة مع 16 جنيها في العام الماضي.
وفي
جلسة عقدها البرلمان هذا الأسبوع حمل مشروع وزارة التموين والتجارة الداخلية مسؤولية
ارتفاع أسعار المواد الغذائية المدعمة ودعوا لاستقالة الوزير. وقال النائب كريم سادات
إن الطلب من الناس أكل أرجل الدجاج هو "انفصام عن الواقع". ورد وزير التموين
علي مصيلحي بأن السلطات قامت بملاحقة التجار الذين يخزنون الأرز لبيعه في السوق السوداء
واستبعد قيام الحكومة بالتدخل في تسعير المواد الأساسية "لن نعود إلى السياسات
الاشتراكية في الستينات من القرن الماضي".
وحمل
أستاذ الرياضة محمود إبراهيم، 55 عاما الحكومة زيادة معدلات التضخم. وقال: "حقيقة
مطالبة الحكومة الناس بأكل أقدام الدجاج يظهر فشلها في إدارة الأزمة" و"ربنا
يساعدنا، ولم تعد هناك كرامة للعيش في هذا البلد".
ويستخدم
إبراهيم المواصلات العامة بدلا من سيارته، وقال إن الحكومة كانت تقدم بطاقة تموين بقيمة
200 جنيه مصري في الشهر، لكنها لم تعد كافية. وفي يوم اشترى 10 بيضات ولوحا من الجبنة
وكيلو دجاج على أمل أن تعيل عائلته المكونة من أربعة أشخاص مدة أسبوع.
ويقول
طالب الثانوية البالغ من العمر 19 عاما إنه توقف عن أكل الدجاج، ومع بداية الشهر يشعر
بالقلق على دفع إيجار الشقة مع رفاقه الأربعة "بعد خمسة أيام يبدأ صاحب البيت
بالدق على الباب".
وتعتبر
هاجر خالد، 30 عاما نفسها محظوظة حيث حصلت على وظيفة في شركة ناشئة براتب جيد، لكنها خففت من شراء مواد التجميل.
وتقول
هاجر إن الكثير من صديقاتها يرغبن بمغادرة مصر، بشكل جعلها تفكر بالانتقال إلى الإمارات
حيث يعمل شقيقها. وقالت هانم محمد، 62 عاما إن الناس لا يشترون البطاطس أو الجزر والبصل
والبرتقال التي عرضتها مع حفيدها للبيع على عربة في وسط القاهرة. وأصيب الاثنان بالبرد
لكن الدواء مكلف كما لا يستطيعان شراء ملابس شتوية ولم يعودا ينتاولان اللحم. ويحصلان
في اليوم على 100 جنيه مصري بحيث يستطيعان شراء الدجاج الذي تضاعف سعره. "هذه
هي أسوأ الأيام" و"حتى الأطفال يفهمون أنه لا يوجد لدينا دخل ويأكلون ما
هو متوفر".