التقى نائب رئيس الوزراء؛ وزير الخارجية الأردني
أيمن الصفدي، أمس الأربعاء المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكساندر لافرينتيف في اجتماع ركز على ضرورة تثبيت الأمن والاستقرار في الجانب
السوري ومواجهة تحدي تهريب المخدرات منه إلى المملكة.
وكالة الأنباء الأردنية "بترا" نقلت
عن لافرينتيف استعداد بلاده التعاون مع عمّان لمواجهة التحديات في الجنوب السوري،
خصوصاً في ما يتعلق بتهريب المخدرات وفي العمل على تثبيت الاستقرار.
في
الوقت ذاته كان رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي يترأس وفدا من أعضاء مجلس
النواب الأردني في لقاء جمعه مع نظرائه في مبنى مجلس النواب
العراقي في العاصمة
العراقية بغداد برئاسة محمد الحلبوسي؛ تخللها لقاء مع رئيس تيار الحكمة بزعامة
عمار الحكيم الذي دعا إلى "الوقوف مع الأردن لتخفيف الأعباء المترتبة على
مواقفه من القضية الفلسطينية"؛ في حين أبدى رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد
خلال لقاء الوفد الأردني استعداد العراق لتقديم المساعدة التي يحتاجها الشعب
الأردني؛ كما دعا للتعاون في المجالات الصحية والاقتصادية والتعليمية وغيرها.
الجغرافيا والتاريخ ثابت في توجهات السياسة
الخارجية الأردنية تجاه العراق وسوريا إلا أن المتغيرات هي العامل المؤثر في تثبيت
وجهة البوصلة الأردنية على العراق وسوريا لمدة ليست بالقصيرة بهدف تنويع الخيارات
والتخفيف من الضغوطات السياسية والأمنية والاقتصادية التي فاقمها تشكل الحكومة
الفاشية الجديدة في الكيان الإسرائيلي بزعامة نتنياهو رئيس "حزب
الليكود" وسموتريتش زعيم "حزب الصهيونية اليهودية" وإيتمار بن غفير
زعيم "حزب قوة اليهود".
فالضعوط المتولدة عن الأزمة لاقتصادية
المحلية ازدادت إلحاحا وخطورة على مناعة البلاد السياسية والسيادية بعد أن اتخذت
طابعا دوليا يصعب التحكم في مدخلاته ومخرجاته نتيجة الصراع الدائر في أوكرانيا
ومضيق تايوان ونتيجة التحولات المرتقبة في سياسة حكومة الاحتلال الفاشية.
أزمة تغذيها وتتغذى عليها النشاطات المفرطة
لجماعات التهريب والإجرام العابرة للحدود شمال الأردن مثيرة قلق عمّان كونها تتهدد
من حيث الجوهر بإعاقة مشاريع التكامل والانفتاح على
سوريا ولبنان وتتهدد فرص
استفادة الأردن من الانفراجة المتوقعة في
العلاقات التركية ـ السورية التي يتوقع أن
تفتح الطرق البرية وتنعش تجارة الترانزيت في الإقليم مجددا.
الجغرافيا والتاريخ ثابت في توجهات السياسة الخارجية الأردنية تجاه العراق وسوريا إلا أن المتغيرات هي العامل المؤثر في تثبيت وجهة البوصلة الأردنية على العراق وسوريا لمدة ليست بالقصيرة بهدف تنويع الخيارات والتخفيف من الضغوطات السياسية والأمنية والاقتصادية التي فاقمها تشكل الحكومة الفاشية الجديدة في الكيان الإسرائيلي بزعامة نتنياهو
النشاط الأردني لا يمكن نزعه من سياقه الإقليمي
بعد اللقاء الوزراي الذي ضم وزراء دفاع كل من سوريا وتركيا وروسيا في موسكو الأربعاء
الموافق 28 كانون أول (ديسمبر) 2022؛ ومن ثم اللقاء الذي جمع وزيرالخارجية الإماراتي
عبد الله بن زايد بالرئيس السوري بشار الأسد بعدها بأسبوع يوم الأربعاء 4 كانون الثاني (يناير) من العام
الحالي 2023؛ ولا يمكن فصله عن الجليد الآخذ في الذوبان بين دول الخليج العربي
والعراق بتأثير من بطولة الخليج لكرة القدم وما سبقها من انفرجة سياسية تبعت تشكل
الحكومة العراقية والرسائل الإيجابية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني التي وصلت
الرياض وعواصم الإقليم كافة.
تعليق الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد
برايس على لقاء الاجتماع الثلاثي بين وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا الذي قال فيه
إن الإدارة الأمريكية: لن تعرب عن أي دعم لجهود تطبيع أو إعادة تأهيل بشار الأسد،
واصفا إياه بــ"الدكتاتور الوحشي" لم تمنع عمّان من البحث في سبل إحياء
جهود تطوير العلاقة مع دمشق خصوصا بعد اعتماد مجلس الأمن قرار تسهيل إدخال
المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود الشمالية بتوافق أعضائه الـ 15 ومن
ضمنهم الخمس الدائمين.
العبارات الحادة الصادرة عن الخارجية الأمريكية
لا يتوقع أن توقف جهود الانفتاح الأردني على النظام السوري سواء عبر البوابة
الروسية أو حتى الإيرانية مع اقتراب موعد اجتماع وزراء الخارجية الروسي والسوري
والتركي المرتقب منتصف الشهر الحالي والذي سيمهد لقمة تجمع الرئيس السوري بشار الأسد
بالتركي طيب رجب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق.
الموقف الأمريكي لا يوفر البدائل الكافية للأردن
للتعامل مع أزمة اللجوء والتفاعلات السلبية للاقتصاد الدولي في ظل أزمة اقتصادية
متدحرجة محليا وعالميا؛ وانشغال أمريكي متعاظم بالأزمة الأوكرانية يتوقع أن يتعاظم
الربيع المقبل؛ ليسير بالتوازي مع تصعيد في مضيق تايوان وشبه الجزيرة الكورية
مقرون بعجز اميريكي ملحوظ في ضبط ايقاع عمل حكومة الاحتلال الاسرائيلي الفاشية التي باتت تعمل خارج السياق الأمريكي
العام لخفض التصعيد؛ أو في ضبط علاقات واشنطن بالرياض وعواصم الإقليم بما فيها أنقرة
وطهران.
ختاما..
في ظل الحاجة لتنشيط المعابر مع الجانب
السوري وضبط الأمن بشكل يخفف الأعباء الأمنية والاقتصادية المرافقة لها على الأردن؛
والرغبة في مواكبة مناخ الانفتاح والتهدئة
في سوريا الذي تقوده روسيا وتركيا والانشغال الأمريكي بمعركتها مع الصين وروسيا
والحفاظ على تماسك معسكر حلفائها في أوروبا ومواجهة تململ شركائها في أنقرة
والرياض؛ وفي ظل الغموض الاقتصادي في مصر؛ فإن الانفتاح على العراق وسوريا بات
خيارا أردنيا يكتسب أهمية متزايدة في ظل المتغيرات المتسارعة في الأراضي
الفلسطينية المحتلة والإقليم والنظام الدولي.
hazem ayyad
@hma36