كشفت أوساط سياسية إسرائيلية أن مستشار الأمن القومي الأمريكي
جيك سوليفان سيصل بعد أيام إلى
تل أبيب، في زيارة هي الأولى لمسؤول أمريكي بعد تشكيل حكومة اليمين بقيادة بنيامين
نتنياهو.
وسيجري سوليفان محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين كبار آخرين، بخصوص سياسة الحكومة الجديدة.
ومن وجهة نظر نتنياهو، تأتي هذه الزيارة في وقت مثالي لبدء سلسلة من المبادرات السياسية، بما في ذلك القضية
الإيرانية، والوضع في الشرق الأوسط، والحرب في أوكرانيا، كما سيسمح بتنسيق التحركات لتشجيع التطبيع مع مزيد من الدول الأخرى، وصياغة مسارات عمل إضافية لتعميق اتفاقيات التطبيع القائمة، ويمكن الترويج لها في قمة "منتدى النقب" المنعقدة في آذار/ مارس.
مائير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، الذي أدار الاتصالات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وروسيا، وشارك في اتفاقات التطبيع، أكد أنه "على خلفية الاختلافات في المقاربات والمواقف بين واشنطن وتل أبيب التي قد تتحدى علاقاتهما، فستكون هذه الزيارة فرصة للاتفاق على "قواعد اللعبة"، أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فلا بد من افتراض أن البيت الأبيض مع تعديل التوقعات مع الواقع الجديد، وتكوين الحكومة ومواقفها، بحيث سيكون أحد أهداف نتنياهو من الزيارة تقليص آثارها قدر الإمكان على أجندتهما السياسية".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في
مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "الزيارة مناسبة لمعرفة ما الذي يجب أن يتوقعه نتنياهو من خلال زيارة سوليفان، أولها العلاقات الثنائية الخاصة، لاسيما من الحزبين، باعتبارها مصلحة عليا لدولة
الاحتلال التي تعتبر رصيدا للولايات المتحدة من وجهة نظر أمنية وتكنولوجية واقتصادية، ورغم أنها تستخدم قوتها لحماية نفسها، فإن الأمريكيين مطالبون بدعمها".
وأشار إلى أن "القضية الثانية هي الوضع الإسرائيلي الداخلي؛ لأن الزيارة تتم وسط خلافات داخلية شديدة، بعيدا عن أي تدخل ونفوذ أجنبي، حتى لو كان أمريكياً. أما الثالثة، فهي القضية الإيرانية، والانسحاب من الاتفاق النووي السابق، فضلا عن القضية الرابعة المتمثلة باستعادة إسرائيل لمكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط عقب إضعافها، بجانب قضية خامسة تتعلق بتوطيد العلاقة الإسرائيلية مع روسيا والصين، والتقارب من السعودية للمساعدة بحلّ مشاكل الطاقة".
وأكد أن "المطلب الإسرائيلي خلال زيارة سوليفان يتمثل بإحداث تغيير جوهري في الموقف من إيران، عقب تورطها في حرب العراق، ووصول علاقاتها بموسكو لآفاق جديدة في 2022، ما سيؤدي لتفاقم تحديات الولايات المتحدة والغرب، في ضوء أن سياسة إدارة بايدن لم تقيد إيران فحسب، بل سمحت لها بتقدم جهودها في المجال النووي العسكري لمواصلة أعمالها في المنطقة".
وأوضح أن "إسرائيل ستوضح للضيف الأمريكي أن البيت الأبيض وضع شؤون الشرق الأوسط في مرتبة غير عالية في ترتيب أولوياته، ما تسبب بضعف لافت لنفوذ الولايات المتحدة، وفي هذه الحالة على واشنطن حذف العودة للاتفاقية النووية السابقة عن جدول الأعمال، والسعي جاهدة لتفعيل خيار "العودة المفاجئة"، وتشكيل تهديد عسكري ذي مصداقية، كما أن تورط إيران في حرب أوكرانيا يوفر فرصة لتغيير السياسة الأمريكية تجاهها".
وتزعم المحافل الإسرائيلية أن زيارة سوليفان، وما قد تتمخض عنه من نتائج، سيكون لها دور حقيقي في إعادة الولايات المتحدة لمكانتها في الشرق الأوسط، وتمهد الطريق لاستعادة علاقاتها بالسعودية ودول الخليج، وتوقف تقاربها مع روسيا والصين، وتسخرها للمساعدة في حلّ أزمة الطاقة العالمية، وتقديم الدعم للاحتجاجات الداخلية ضد النظام الإيراني، وتجديد الزخم الذي أوجدته اتفاقيات التطبيع، والحفاظ على حرية الاحتلال بعدوانه في الساحة الشمالية.
في الوقت ذاته، يبدو الاحتلال مطالبا بالتوضيح للضيف الأمريكي بأنه لن يسمح بترسيخ وجود إيران في هذا المجال، وستعمل بحزم للحفاظ على حرية عملياتها الجوية، وتطوير العلاقات مع السعودية، بزعم أن تنظيم العلاقات بين الرياض وواشنطن سيحسن من شروط دفع العلاقات الإسرائيلية السعودية إلى الأمام، لكنها لا تضمن ذلك، وقد يعرض نتنياهو على سوليفان إجراء وساطة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن حرب أوكرانيا، بسبب علاقاته مع بوتين وبايدن وزيلينسكي.