قالت صحيفة "
الغارديان" إن الحكومة البريطانية ستقوم بتصنيف
الحرس الثوري الإيراني "منظمة
إرهابية"، وتتوقع أن تنسق الرد على إعدام الإيراني الذي يحمل الجنسية البريطانية، علي رضا أكبري، مع الاتحاد الأوروبي.
وقال باتريك وينتور، المحرر الدبلوماسي، إن أكبري خدعته الاستخبارات الإيرانية قبل ثلاثة أعوام من أجل العودة إلى إيران.
وكان أكبري مسؤولا في حكومة "المعتدلين" قبل عقد من الزمان، وأعدم شنقا بتهمة التجسس لصالح المخابرات البريطانية، وهي تهمة تنفيها عائلته.
اظهار أخبار متعلقة
وخلف أكبري وراءه ابنتين وزوجة في
بريطانيا، وعلمت زوجته بنبأ إعدامه قبل فجر السبت من وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وفي خطوات أولية، قررت الحكومة البريطانية حظر سفر وتجميد أموال المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، الذي وصفته وزارة الخارجية بأنه "واحد من أٌقوى الشخصيات في النظام القضائي الإيراني".
واستدعت الحكومة البريطانية القائم بالأعمال الإيراني، وبدورها استدعت الخارجية الإيرانية السفير البريطاني في طهران ستيفن شيركليف، حيث عنفته على ما وصفته بالتدخل في شؤون الأمن القومي للبلاد، وزعمت أن أكبري جنده السفير البريطاني السابق في طهران.
وتقوم الحسابات البريطانية الآن على اتخاذ خطوات أخرى حاسمة قد تغلق الباب أمام محادثات أخرى بشأن الملف النووي الإيراني.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات النووية متوقفة منذ وقت، ومنع المفتشون التابعون للأمم المتحدة من دخول المنشآت النووية.
ودون تحقيق أي تقدم في المحادثات، تقول القوى الغربية إنه طالما استمر القمع ضد المتظاهرين في الشوارع، فلم يعد الملف النووي مركز اهتمامهم.
اظهار أخبار متعلقة
ويعتقد أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصناعة القنبلة النووية، لكنها لا تستطيع تحويل المواد إلى قوة عسكرية.
ولو قررت بريطانيا ومعها الاتحاد الأوروبي تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إيرانية، فسيكون ردا انتقاميا من إيران.
وقال وزير الأمن البريطاني توم توغينغات إن الخطوة مبررة، "يظهر إعدام الدولة مواطنا وحشية النظام الإيراني الذي يهدد المواطنين البريطانيين حتى في بريطانيا، كما حذر مدير المخابرات الداخلية قبل فترة، وسندافع عن أمننا"، بحسب تعبيره.
وفي الأسبوع الماضي قال المراجع المستقل لقانون الإرهاب، جوناثان هول، في مذكرة محذرا: "تصنيف كيان دولة بناء على قانون الإرهاب عام 2000 سينحرف عن السياسة البريطانية المتماسكة منذ عقود، ويثير التساؤلات حول تعريف الإرهاب، والذي أثبت أنه عملي وفعال حتى الآن".
وأضاف أن هذا يبدو كأنه موقف سياسي أكثر من كونه رأيا قانونيا يتعلق بتفسير القانون، ما يمنح وزراء الحكومة مرونة في تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية لو أرادوا ذلك.
اظهار أخبار متعلقة
وكان مدير المخابرات الداخلية، كين ماكولام، قد وصف العام الماضي الجمهورية الإيرانية بأنها "مصدر قلق كبير، ومن خلال عملياتها الاستخباراتية تهدد إيران بريطانيا مباشرة، وفي حالات أخرى، يشمل هذا التهديد اختطاف أو قتل البريطانيين، ومن يتخذون بريطانيا مركزا لهم، وممن تنظر إيران إليهم على أنهم تهديد للنظام".
ويقول أصدقاء أكبري إنه كان ضحية نزاع على السلطة داخل النظام وجهود البعض فيه لتقويض سلطات الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، الذي كان أكبري مقربا وحليفا له حتى عام 2005 عندما غادر الحكومة.
ومن المتوقع أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على حوالي 20 إيرانيا، بمن فيهم وزير الرياضة، بحسب الصحيفة.