حضرت حادثة منع السفير
الأردني لدى دولة الاحتلال غسان المجالي من دخول المسجد
الأقصى في القمة الثلاثية التي
شهدتها القاهرة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد
الله ورئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس، وقد بدت القمة كأنها قمة أخرى بين
العديد من القمم، لكن الهدف من هذه القمة التحضير لشهر رمضان والأعياد اليهودية، مما
سيشكلان أحداثا ساخنة في القدس المحتلة، ولن تكونان مناسبة للاحتفال، بل أزمة وتوتر.
بنحاس عنباري، المستشرق
الإسرائيلي، زعم أنه "استعدادًا للقمة قال الفلسطينيون للأردنيين والمصريين إن
الهدف الإسرائيلي بعيد المدى هو الانتقال الكامل في الوضع الفلسطيني، لكن الأردن
ومصر لم يتفقا على الذهاب لهذا الحد، وقد اتفقوا من الآن فصاعدًا على الدفاع عن
القدس معًا، وليس كل على حدة، ورغم ذلك فإن الأردن ومصر أبلغا الفلسطينيين أنهما
لا تندفعان إلى أزمة، ومن الأفضل الذهاب بإسرائيل لأروقة الأمم المتحدة في حال اندلاع
أزمة محتملة".
وأضاف في مقال نشره
موقع "
زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن "التقدير الإسرائيلي السائد أن مصر والأردن ستتدخلان من أجل الفلسطينيين،
وسيثير الملك عبد الله خلال زيارته المرتقبة للبيت الأبيض إجراءات الحكومة
الإسرائيلية الجديدة، وحماية المسجد الأقصى، مع أن الاقتراب من عيد الفصح قد يكون
نقطة تحول تخوفا من استمرار تآكل السيطرة الإسلامية لصالح اليهود، وفي هذه الحالة
سينضم الأردن للدعوة لتوفير الحماية الدولية للأقصى، لأنه يخشى أن يؤدي الموقف
السائد فيه لتآكل مكانته، باعتباره الوصي الوحيد على الأماكن المقدسة".
وزعم أن "اتفاق
الجميع على أن الأردن هو الوصي على الأماكن المقدسة يقابله تشكيك سعودي بذلك،
رغبة منها باستبدال وصاية الأردن الحصرية بمجلس إسلامي كله، صحيح أن السعودية
تعترف بالأولوية الأردنية، لكنها خلافا لمثلث السلطة الفلسطينية والأردن ومصر، لا
تعلن ذلك رسميا، رغم ما تقوم به حكومة الاحتلال من مضاعفة إجراءاتها أحادية
الجانب في المسجد الأقصى في محاولة للسيطرة عليه على حساب الوضع الراهن منذ عام
1967".
وأوضح أنه "في
هذه المرحلة يراقب العرب أعياد الفصح القادمة، وجلب الأبقار الحمراء لإسرائيل، ما
يعني السماح لليهود بدخول ساحة قبة الصخرة، مع أن واجب الحفاظ على النظام في المسجد
الأقصى يقع على عاتق دولة الاحتلال، والقانون الدولي يلزمها بالحفاظ على الوضع
القائم، وعدم تغييره، وفقا لقرارات الأمم المتحدة، وكذلك اتفاق السلام الأردني الإسرائيلي،
في ضوء تهديدات الاحتلال بإمكانية إنشاء إدارة أوقاف يهودية لتنظيم اقتحامات
المستوطنين".
من الواضح أن هناك شقوقا وخلافات بين الأردن وإسرائيل فيما يتعلق بتعريف منطقة الوضع الراهن، وقد حاولت المملكة
كسب التأييد العربي لموقفها، ولذلك تتهم الأوساط الإسرائيلية السفير الأردني بعدم الرغبة
بتنسيق دخول الأقصى مع سلطات الاحتلال، لأنه يعتبر أن الأقصى أرضاً تابعة لبلاده، وفي
السابق لم يكن هذا التنسيق مطلوباً.