حذر رئيس البرلمان
الإيراني، الأحد، من رد "سريع وحاسم"
على خطوة البرلمان الأوروبي تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
جاء ذلك خلال جلسة خاصة لرئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ووزير
الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والقائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي.
وقال قاليباف إن إيران سترد على أي خطوة من شأنها معاقبة الحرس
الثوري أو إدراجه على قائمة الإرهاب.
وأضاف أنه كجزء من الرد، سيتم اعتبار الجيوش الأوروبية المنتشرة في
المنطقة "جماعات إرهابية"، فيما حث الدول الغربية على "عدم إغلاق
نافذة الدبلوماسية".
وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان "أن أي إجراء
ضد إيران وإدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية سيخلق أجواء سلبية بين إيران
وأوروبا"، وشدد على أن إيران سترد بالمثل في حال اتخاذ أي خطوة في هذا المجال.
وقال أمير عبداللهيان في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية،
تعليقا على توجه البرلمان الأوروبي لإدراج الحرس الثوري في قائمة الجماعات
الإرهابية: "منذ حوالي شهرين، طرح عدد قليل من المسؤولين السياسيين في الدول
الأوروبية موضوع إدراج اسم الحرس الثوري على قائمة الإرهاب في سياق تدخلاتهم
لتكثيف وإثارة الاضطرابات داخل البلاد".
وأضاف: "منذ ذلك الحين ونحن ننشط في الجهاز الدبلوماسي على
مستويات مختلفة لأن تصورا خاطئا كان يتشكل في جزء من
أوروبا، وفي نفس الوقت فهموا
عواقب هذا العمل جيدًا".
وأكد عبد اللهيان أن نتيجة مناقشاته وزملائه من الدبلوماسيين
الإيرانيين مع عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين، بمن فيهم السيد بوريل، أنهم
توصلوا إلى استنتاج في اجتماعات مجلس الوزراء هو أن أي إجراء ملزم في المجال الأوروبي
يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على أوروبا والقوى التابعة لها في المنطقة والعالم.
وقال: "في الأجواء الانفعالية التي يقف وراءها بعض العناصر من
زمرة المنافقين الإرهابية وبعض الحركات المنحرفة، فإنهم أصدروا قرارًا غير ملزم في
البرلمان الأوروبي قبل يومين، وكان هدفهم هو أن يلاحظوا آثاره السياسية والنفسية".
وأضاف: "بالطبع تحدثت على الفور وحذرت السيد بوريل ووزير
الخارجية السويدي، الرئيس المؤقت لأوروبا، خلال هذه الإجراءات، وأكدوا أن مثل هذا
الأمر لن يحدث في اجتماع مجلس الوزراء، ونعلم أن الحرس الثوري مجموعة سيادية في
جمهورية إيران الإسلامية. لكن بطبيعة الحال، يمكن أن يحدث أي شيء في قراراتهم، ولا
يمكننا أن نثق تمامًا في هذه المحادثات".
وذكر عبد اللهيان أن الجلسة المغلقة للبرلمان الإيراني "طرحت
خطة عاجلة على الطاولة مفادها أنه إذا تعارضت تصريحات السيد بوريل والرئيس المؤقت
للاتحاد الأوروبي، لأي سبب من الأسباب، مع ما يحدث في الاتحاد الأوروبي، فإن
الإجراءات المضادة الفورية ستدخل حيز التنفيذ بشان القوات العسكرية للدول الأوروبية
في المنطقة والعالم".
وأضاف: "بفهمنا للوضع في أوروبا، فإنه اليوم في جزء من أوروبا، تسود
الانفعالات بدلاً من العقلانية، وهم يبحثون عن التأثير النفسي. لأنهم يشعرون بأنهم
فشلوا في إجراءات التدخل السابقة ويحاولون تفعيل مجالات أخرى".
وأعرب وزير الخارجية الايراني عن أمله في أن تسود العقلانية في مجلس
وزراء الاتحاد الأوروبي وأن تبقى القوى التي تتفاعل انفعاليا بعيدة عن هذا الجو.
وقال: "أخبرني السيد بوريل بوضوح بأن هؤلاء الأشخاص تصرفوا
انفعاليا في البرلمان الأوروبي وأرادوا التعبير عن مخاوفهم بهذا الشكل، لكن من
المثير للاهتمام معرفة أن أحد المخاوف الجادة التي أعربوا عنها في هذا القرار هو
قلقهم بشأن الأماكن والأفراد الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وبعض المسؤولين
الأوروبيين الذين فرضنا عليهم بالفعل عقوبات في إجراء مضاد".
وتابع: "طلبوا منا رفعهم من العقوبات وهو إجراء مضاد، ولكن متى
ما ألغوا العقوبات ضدنا فسنتخذ إجراءات مماثلة".
وكشف عبد اللهيان النقاب، عن أن مفاوضات رفع الحظر مع البرلمان
الأوروبي قائمة، وأن تبادل الرسائل مازال مستمرا، وقال: "كان هناك بند في
قرار البرلمان الأوروبي يقضي بضرورة العبور من خطة العمل الشاملة المشتركة
(الاتفاق النووي) وأن هذه الخطة لم تعد من أولوياتنا، إلا أن الشيء الذي كان يشير
إليه الغربيون في شعاراتهم لإحداث توتر في إيران أثناء أعمال الشغب، لم يتم
التصويت عليه في البرلمان الأوروبي لأنه مازال هناك تبادل للرسائل".
وأضاف: "لقد حددنا خطوات في مسار الاتفاق، وأعتقد أن إحدى هذه
الخطوات سيتم تنفيذها في المستقبل القريب، وفي نفس الوقت، وردا على الرسالة التي
يعلنها الأمريكيون باستمرار فإننا حددنا إطارا ونمضي على أساسه".
وتابع: "بغض النظر عن مدى تأثير الاتفاق النووي، فإنه إذا كان
لدى الطرف الآخر الإرادة والنية الجادة كما يخبروننا في الرسائل عبر القنوات
الرسمية والاتفاقيات التي نتبعها معًا، ويلبوا مصالحنا فإنه لا يوجد خيار آخر لدى
الأطراف المتقابلة. لهذا السبب، تحذف هذه الفقرة من القرار البرلماني الأوروبي،
ولهذا السبب، أرسل الأمريكيون، الذين فهموا قبل الدول الأوروبية الثلاث بكثير، أنه
لا جدوى من الاضطرابات في إيران وأنها لن تفلح، رسالة لنا بشكل أسرع.. وأكدوا وأصروا
على العودة إلى الاتفاق النووي".
وأضاف: "على الرغم من استمرار الأمريكيين في نفاقهم، ولكن
بالنسبة لنا في الجهاز الدبلوماسي، فإن الرسالة الدبلوماسية وما يحدث على الأرض
مهم، وحيثما نشعر أن مصالح الشعب في نقطة معينة يتم تلبيتها، فإننا نتخذ القرارات
ونتصرف في هذا الإطار"، وفق تعبيره.
والأربعاء، صوت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة لصالح توصية الدول
الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بوضع الحرس الثوري الإيراني على "قائمة
الإرهاب" التابعة للاتحاد، ردا على ما سماه "القمع الوحشي"
للاحتجاجات.
وفي 16 سبتمبر/ أيلول 2022، اندلعت احتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة
الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام على توقيفها لدى "شرطة
الأخلاق" الإيرانية المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
وأثارت الحادثة غضبا شعبيا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية
بإيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.
إقرأ أيضا: الحرس الثوري الإيراني يحذر الأوروبيين من عواقب تصنيفه "إرهابيا"