خبير أمريكي: السيسي يخشى انقلاب الجيش عليه ويخطط لتحجيم نفوذه

أكد الخبير الاقتصادي الأمريكي روبرت سبرنبورغ، أن الجيش المصري أصبح خطرا يهدد رئيس سلطة الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، بعدما غدت المؤسسة العسكرية قوية بشكل هائل اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.

وقال، سبرنبورغ، خلال الجزء الثاني من مقابلته  مع الإعلامي المصري أسامة جاويش، عبر برنامجه "آخر كلام" المذاع على فضائية "مكملين"، والذي عرض يوم الأربعاء، إن: "الجيش المصري لم يعد خطرا يهدد رخاء البلد فحسب، بل هو خطر محدق بالقيادة الحالية نفسها، فقد غدا قويا بشكل هائل اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا".

وأضاف: "أذرع الجيش المصري تتواجد الآن في النظام التعليمي وفي النظام الزراعي وفي القطاع الصناعي، وفي قطاع الإنشاءات وكل ما يخطر ببالك.. لا يوجد مجال الآن إلا والجيش هو الفاعل الأبرز فيه". 

وتابع: "لذا إذا كنت الرئيس ورأيت تلك المؤسسة الضخمة تزداد قوة على قوتها، لا بد أن تبدأ بسؤال نفسك عما إذا كان سيأتي اليوم الذي تقرر فيه هذه المؤسسة أنها لم تعد بحاجة إليك، وذلك بالضبط هو ما حدث لمبارك، وكان السيسي نفسه أداة لذلك". 

ولفت إلى أن "السيسي يرى الآن أن من الأفضل له أن يقص قليلا من أجنحة الجيش، وبذلك يثبت لهم أنه هو الزعيم وأنه ليس بإمكانهم أن يفعلوا ما يريدون وعليهم أن يأخذوا ذلك بالحسبان، ثم يعمد إلى حرمان بعض المعارضين المحتملين في صفوف الضباط من امتيازاتهم". 

اقرأ أيضا: خبير أمريكي: مصر أداؤها مترد بالمقارنة مع تاريخها



وعن العلاقة القائمة ما بين السيسي وقواعده في الدولة، ونتائج ذلك على الوضع العام، قال الاقتصادي الأمريكي: "إنه  يهاجم ولم يفتأ يكثف من شدة ذلك الهجوم، على القاعدة التي بناها ناصر وحافظ عليها السادات ومبارك، وكانت تلك القاعدة هي قطاع الخدمة المدنية، الذي كان يدير الدولة في كل المجالات بما في ذلك الاقتصاد، ومن الواضح أن السيسي يزدري قطاع الخدمة المدنية". 

وأوضح: "منذ وقت طويل سابق على وصوله إلى الرئاسة، أظن أنه مقتنع بفكرة أن القطاع متضخم بعدد الموظفين فيه، بينما أداؤه مترد وأنه يتمتع بكثير من الامتيازات ومنعدم الكفاءة، لذلك فما أراد فعله هو إيجاد هيكل إداري جديد من القمة إلى القاعدة يمكنه شخصياً من إحكام قبضته بالكامل على جل الاقتصاد السياسي". 

وأضاف: "لذلك قام ببناء أنظمة تدريب لتكتلات تقنية دمجها بعد ذلك في ذلك الكيان الموازي للدولة، كما جند رجال أعمال من القطاع الخاص للعمل فيها، فما عمله بالمحصلة هو أنه أنشأ دولة ثانية وهي دولة يتحكم بها شخصياً بشكل مباشر، وأصبحت مشكلته تكمن فيما عساه يفعله مع الدولة الأولى، ولذلك فإن استراتيجية بناء دولة موازية، جعلته يدرك أنه لا مفر بالضرورة من أن تكون لديها استراتيجية لقمع المعارضين لأنه ما من سبيل آخر". 

اظهار أخبار متعلقة

وحول العلاقة بين مصر وداعميها في الخليج، وعن التقارير الدولية مثل تقرير صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية الذي تحدث عن امتعاض خليجي من الإدارة الاقتصادية المصرية، قال سبرينبورغ: "التوترات في العلاقات العربية البينية موجودة دائماً، وبينما يريد الخليج رؤية الاستقرار في مصر، إلا أنهم في المقابل لا يثقون بمصر ولا يثقون بالسيسي". 

واستطرد: "لأنهم يعلمون أنه يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية، وما يعتبره هو مصالح الدولة في مصر، وهي في كثير من الحالات ليست كتلك التي في الخليج، ففيما يتعلق بالسعوديين على سبيل المثال الأمر لا يقتصر على نظام السيسي بل وكذلك الأنظمة السابقة التي سعت إلى الحفاظ على علاقات معقولة مع طهران، فيما عدا السادات بمجرد أن استقبل الشاه وذلك بالطبع أسخط الخميني والملالي، ولكن بعد ذلك بذلت مصر جهدا خلال عهدي مبارك ومرسي لإبقاء العلاقة مفتوحة مع إيران". 

وأردف: "لم يساند السيسي الموقف المعادي لإيران على الأقل السعودي وبدرجة أقل الدول الخليجية الأخرى، ولم يقدم السيسي دعماً يذكر لليمن رغم طلب السعودية ذلك منه، وكذلك ينافس المصريون السعوديين على النفوذ في البحر الأحمر". 

ويرى سبرينبورغ، أن "قادة الخليج يريدون إبقاء السيسي رهن قيدهم حتى يظل عالة، ولا يتمكن من تحدي قوتهم وسلطانهم كلما رأوا حاجة للتأكيد عليها، ولو أنه بادر بتحديهم لقطعوا عنه كل المعونات وعندها ستنتهي الحكاية". 

وعن توقعاته لمستقبل مصر في ظل الحالة القائمة، قال الخبير الأمريكي: "سوء إدارة الاقتصاد المصري أصبح مؤسساتيا بشكل راسخ، وقيادة الاقتصاد المصري الآن غدت في الأيدي الخطأ، ولا يوجد نقاش جاد حول صياغة السياسة الاقتصادية في مصر"، لافتا إلى أن "رواد الاقتصاد يتم تهميشهم، والأشخاص الذين يديرون الاقتصاد المصري حاليا مجرد خبراء في العملات الأجنبية". 

وأضاف: "فكرة أنك تدير اقتصاد بلد تعداد سكانه 104 ملايين نسمة، وهو واحد من أكبر الاقتصاديات ذات الدخل المنخفض في العالم، من خلال حفنة من الناس ليسوا ولا في الحد الأدنى اقتصاديين مختصين، ويأتمرون بأمر جيش ورئيس لا توجد لديهم أدنى فكرة عن الموضوع، تفيد بأنك ما لم تحدث لديك تغييرات جوهرية، بأن تفتح النظام وتدير نقاشاً جاداً، حول ما الذي ينبغي أن يكون عليه الاقتصاد المصري، ومن ينبغي أن يكون الفاعلون وما هي السياسة التي ينبغي أن تُصنع.. وإلى أن يحدث ذلك فلن تملك إلا أن تكون متشائماً".