إن كنت ترغب بالعيش فيها فعليك أن تستعد لشتاء طويل وقارس البرودة.. "ياكوتسك" أشد مدينة بردا في العالم.. سكانها يعيشون على السمك المُجمد وينتظرون أياما لدفن موتاهم.. ماذا تعرف عنها؟
رموش سُكانها تتجمد.. يرتدون طبقات عدة من القفازات والملابس للبقاء على قيد الحياة، ويتغذون على الأسماك المُجمدة، ويخزنون قطع الجليد في الخريف لشربها في الشتاء.. إليك قصة أبرد مدينة في العالم ينتظر سُكانها أياما لدفن موتاهم بسبب التربة المتجمدة.
هل أنت مقتنع بأنّك تُقضي شتاء باردًا؟.. عليك أن تفكّر مرة أخرى بعد ما ستعرفه عن "ياكوتسك" "أبرد مدن العالم" وفق "National Geographic".
يعيش سكانها في درجة مئوية تُقدر بـ50 درجة تحت الصفر، وتصل إلى 60 تحت الصفر في شهر يناير/كانون الثاني.
في التربة الصقيعية تقع "ياكوتسك" عاصمة "مقاطعة ياقوتيا" في أقصى شرق روسيا، ضمن منطقة سيبيريا التي تمتد على مساحة قدرها 122 كيلومترا مُربعا يعيش فوقها 355،500 ساكن، يعيشون على اقتصاد قائم بالأساس على تعدين الذهب والماس.
لكن وبسبب مناخها شبه القطبي فإن السياحة فيها تقتصر على المغامرين الراغبين في اختبار الحياة في أبرد مكان على وجه الأرض.
هذه لمحة عامة عن "ياكوتسك".. لكن دعونا نتعرّف على الحياة اليومية للمدينة:
تبعدُ نحو 300 كيلومتر عن القطب الشمالي، فقط عليك أن تتخيل ذلك، بداية ليكن في علمك أنك عندما تزورها بالسيارة فعليك أن لا تطفئ المحرك أبدا، لأن ذلك سيتعبك وسيجعلك تنتظر أياما لإذابة غاز العوادم وزيت المحرك لإعادة تشغيلها.
وعليك أن تجلب معك المزيد من المعاطف، لأنك لن تستطيع شرائها بسبب ثمنها المرتفع إذ يصل ثمن الواحد منها إلى 1550 دولاراً أمريكياً.
ولا تنسى أيضا المزيد من القفازات القطنية، والتي في حال نسيانك ارتداءها فإنك حتما ستكون مُعرضا للإصابة بـ"قضمة الصقيع" وهي إصابة جلدية تؤدي إلى تلف الجلد والأنسجة وفقدان الشعور
خاصة في أصابع اليدين والقدمين بسبب درجات الحرارة المنخفضة للغاية، والتي ستجعلك تشتاق لأشعة الشمس لأشهر طويلة.
وبالتالي سيكون جسمك هناك محتاجا إلى "الفيتامين دال" الذي ستجده بطبيعة الحال في السمك، لكن لا تستغرب إن وجدته معروضا في الأسواق مثل الملابس أو يتم بيعه بالمتر المكعب أو بالقطعة، كون الأسماك مُلتصقة ويصعب فصلها.
ولا تستغرب أيضا رؤية ما حولك مُجمدا حتى بطارية هاتفك، التي سينجر عنها التوقف عن العمل، وبالتالي فإن عليك أن تأخذ احتياطاتك بوسائل اتصال أخرى.