نشرت صحيفة "
نيويورك
تايمز" مقالا لبيتر بينارت اتهم فيه الداعين لعزل النائبة الديمقراطية عن
ولاية مينيسوتا
إلهان عمر من لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، بالجهل عندما يركزون
على ما يرونه تعصبها ضد اليهود، لكنهم لا يعرفون ما قامت به من جهود في لجنة
الشؤون الخارجية.
وقال في مقال
بالصحيفة، ترجمته "عربي21" إنه "عندما تثير إلهان عمر أسئلة، فإن على
زملائها الاستماع لها".
وقال إن لجنة الشؤون
الخارجية في المجلس على حافة ارتكاب أكبر الأخطاء بعزل الشخص الوحيد في لجنة
الشؤون الخارجية الذي يصف السياسة الخارجية الأمريكية التي تمارس في بقية العالم.
ومن يقفون وراء عزل عمر يزعمون أنها متعصبة ضد اليهود، ويرد حلفاؤها في الحزب
الديمقراطي بأن المتعصبين الحقيقيين هم من يحاولون الإطاحة بالشخص المسلم الأسود في
اللجنة.
وتابع: "لكن لا
أحد من الطرفين يتحدث عن ما قامت به إلهان عمر في اللجنة، التي سيتم عزلها منها
قريبا، وهذا أمر سيئ أيضا، لأن ما فعلته عمر كان خارج التصور".
ففي عام 2021 وجهت
مؤسسة تحالف الديمقراطية أسئلة لـ 50,000 شخص من 50 دولة عن الدولة العظمى التي
يرون أنها تهدد الديمقراطية في بلادهم. وجاءت الولايات المتحدة بالمرتبة الأولى،
لكن أعضاء لجنة الشؤون الخارجية يعتقدون أن غير الأمريكيين مجانين في موقفهم.. ذلك
أن الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء يرون أن أمريكا وبرغم أخطائها تدافع عن
الحرية. وعندما يتحدثون عن التهديدات على حقوق الإنسان فهم يلومون أعداء أمريكا،
لكن عمر هي الاستثناء بحسب الكاتب.
وأشار إلى النقاش الذي
جرى في جلسة استماع عقدت في نيسان/ أبريل الماضي حول استراتيجية أمريكا في آسيا،
فقد أعلن مايكل ماكول، الجمهوري ورئيس اللجنة الحالي، أن "إرث أمريكا في منطقة
إندو-باسيفيك هي الحرية والازدهار"، ثم حذر من تهديد الحزب الشيوعي الصيني
لها.
وبعد ثنائه على جهود
بايدن وإدارته، فقد طرح دويتش سؤالا حول قمع الصين للمسلمين في تشنجيانغ وبيعها السلاح
للشرق الأوسط. وعندما جاء دور عمر، توقف الحديث عن النفس والثناء على أمريكا،
وقالت إن أمريكا في الحرب الباردة السابقة دعمت أنظمة ديكتاتورية في التشيلي، أي
أوغستو بينوشيه وفي إندونيسيا، دعمت سوهارتو لأنهم كانوا يقاتلون نفس العدو.
اظهار أخبار متعلقة
وسألت شيرمان عن السبب
الذي يدعو الإدارة لتحويل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "بينوشيه الجديد
لنا". وجادل زملاء عمر بأن الهند هي حاجز ضد الصين وروسيا. وتحدثت عمر عن
تواطؤ أمريكا في قمع الأقليات في الهند وتساءلت: "إلى أي حد تقوم به إدارة مودي
بتجريم فعل كونك مسلما في الهند وأن نقول شيئا ضد هذا؟".
وتكررت أشكال النقد لعمر
خلال الأعوام الأربعة الماضية منذ انتخابها للكونغرس. ففي الوقت الذي يشجب فيه
أعضاء اللجنة الخمسين أعداء أمريكا بطاعة واضحة، فإن عمر تطرح الأسئلة غير المريحة
عن أمريكا نفسها.
وفي جلسة استماع في
أيار/ مايو 2021 حول فظائع الصين ضد الإيغور وبقية الأقليات، لاحظت عمر أن أمريكا
سجنت 22 من الإيغور في سجن غوانتانامو وأن الرئيس الصيني استند على حرب أمريكا ضد
الإرهاب كمبرر للقمع ضد المسلمين. وصادق شاهد يقود مشروعا لحقوق الإنسان للإيغور
على كلامها، وقال إن أفعال أمريكا "عبدت الطريق أمام هذا التصنيف المريح
للإيغور كإرهابيين" في بكين.
وقال إنه خلال جلسة
استماع أخرى عام 2020 حول تراجع الديمقراطية في دول الصحراء الأفريقية، قال ممثل
الجمهوريين تيم باكيت غاضبا: "عاد عدد من الضباط الذين شاركوا في انقلاب مالي
الأخير للولاء إلى روسيا". ولكن عمر كانت الوحيدة التي لاحظت أن زعيم
الانقلاب العقيد أسيمي غويتا وبحسب "واشنطن بوست"، قاتل ولعدة سنوات إلى
جانب القوات الأمريكية الخاصة. وشجب شاهد من المعهد الوطني الديمقراطي الذي تموله
الحكومة الأمريكية انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة التي ارتكبتها القوات
الكاميرونية التي سلحتها جزئيا الولايات المتحدة.
وفي شباط/ فبراير
الماضي وأثناء جلسة استماع للجنة حول أمريكا اللاتينية سألت عمر مساعد وزير
الخارجية لشؤون المخدرات وفرض القانون تود روبنسون عن تحقيق المفتش العام، الذي
وجد أن وكالته قامت بالتغطية على دورها في مذبحة عام 2012 للسكان الأصليين في
هندوراس. ورد روبنسون بأنه لا يتذكر ما قاله
للمحققين وما إذا كان أي من الأمريكيين والهندورانيين المتورطين قد أدينوا أو حصل
الضحايا على تعويضات. ولم يكن روبنسون جاهزا لمساءلة عمر لأن جلسات اللجنة لم تكن
تطرح أسئلة محرجة على المسؤولين الحكوميين وبخاصة في مجال حقوق الإنسان. ويقول أعداء
عمر إن هذه الأسئلة تعكس عداءها للولايات المتحدة، وهم مخطئون.
وقال الكاتب إن السكان
حول العالم "يتعرفون على السياسة الأمريكية الخارجية، عندما يواجهون المسيّرات
الأمريكية فوق رؤوسهم والعقوبات قد حرمتهم من الدواء أو قوات ديكتاتور توجه الأسلحة
الأمريكية الصنع لهم".