توقف عشرات آلاف الممرضين والممرضات
والمسعفين في
بريطانيا، عن العمل الاثنين، في
إضراب هو الأكبر في القطاع الصحي
البريطاني.
وبدأ موظفو النظام الصحي الوطني (NHS) سلسلة من الإضرابات الواسعة في كانون
الأول/ ديسمبر الماضي، في وقت تجاوز فيه التضخم نسبة 10% في المملكة المتحدة. لكنها
المرة الأولى التي يُضرب فيها الممرضون والممرضات والمسعفون في اليوم نفسه، ما
سيتسبب باضطرابات كبيرة في المستشفيات التي تشهد أصلا وضعا مقلقا.
وحمل عاملون صحيون خارج مستشفى سانت
توماس بوسط لندن لافتات وهتفوا "طاقم أكثر أمانًا ينقذ الأرواح"
و"التصفيق لا يدفع الفواتير"، في إشارة إلى التصفيق اليومي على المستوى
الوطني خلال جائحة كوفيد-19.
اظهار أخبار متعلقة
ويقول الممرضون والممرضات إن رواتبهم
لا تتماشى مع ارتفاع التضخم الذي شهدته البلاد في العقد الأخير، بحيث يعجزون عن
تسديد فواتيرهم وسط ارتفاع أسعار الوقود والغذاء والسكن.
ويحذرون من أن الممرضين والممرضات
المؤهلين يستقيلون بأعداد كبيرة بسبب الضغوط المالية ما أدى إلى نقص في عدد
العاملين. ويعرض هذا الوضع رعاية المرضى للخطر.
وقالت الممرضة المتدرّبة فيكتوريا باسك
في جناح الصدمات في مستشفى الملكة إليزابيث في برمنغهام بوسط إنجلترا "ننهمك
على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ونشعر بالإنهاك لقيامنا بمهام ثلاثة أشخاص".
وأضافت: "أحبّ وظيفتي، أحب العمل
الذي أقوم به، وإحداث فرق في حياة المرضى. لكن لا يمكنني أن أتخيّل نفسي أفعل ذلك
حتى بلوغي عمر الستين".
اظهار أخبار متعلقة
خلال الأسبوع الماضي، توقف 500 ألف شخص،
بينهم مدرّسون وعاملون في قطاع النقل وعاملون في قوات الحدود في الموانئ الجوية
والبحرية في المملكة المتحدة، عن العمل.
ولفتت نقابة كلية التمريض الملكية إلى
أن إضراب الاثنين سيؤثر على الممرضين والممرضات في نحو ثلث المستشفيات في إنكلترا
ومعظم ويلز.
ولا يؤثر إضراب المسعفين على إنجلترا
فقط، إذ ألغى المسعفون في ويلز إضرابهم بعدما حصلوا على عرض لرفع أجورهم.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي
سوناك إلى أن تكون زيادات الأجور "معقولة" و"معقولة التكلفة"،
محذرًا من أن الزيادات الكبيرة للأجور ستهدد محاولات السيطرة على التضخم.
وفي وقت سابق، طلب وزير
الصحة البريطاني
ستيف باركلي من النقابات إلغاء إضراب الاثنين.
لكن زعيم حزب العمال المعارض كير
ستارمر قال إن إيجاد مخرج هو مسؤولية الحكومة، مضيفًا: "إن التظاهرات الواسعة
اليوم هي وصمة عار على الحكومة".
وقال ستيفن بويس المدير الطبي لجهاز
الصحة العامة في إنجلترا إن العاملين في التمريض سيضربون يوم الثلاثاء، بينما
ستضرب أطقم الإسعاف الجمعة، بينما سيشهد الإضراب أيضا مشاركة مختصين في العلاج
الطبيعي الخميس، مما سيجعله على الأرجح الأسبوع الأكبر تأثيرا في الخدمات.
وقالت ماريا كولفيلد، وزيرة الدولة
لاستراتيجيات الصحة النفسية وصحة المرأة: "هذا أحد أكثر فصول الشتاء ازدحاما
التي واجهناها بوجود مستويات غير مسبوقة من التمويل موجهة إلى جهاز الصحة العامة
لمحاولة إدارة الخدمات".