نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن مزاعم انتهاك القواعد المالية التي تلاحق نادي
مانشستر سيتي، التي دفعت الهيئة المنظمة للدوري الإنجليزي في السادس من شباط/ فبراير إلى تعيين لجنة مستقلة للتحقيق في سجلات النادي المالية في الفترة من 2009 إلى 2018.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الهيئة المنظمة للدوري الإنجليزي كشفت في بيان صحفي مفصّل الانتهاكات المحتملة للقواعد المالية المزعومة ضد مانشستر سيتي خلال المواسم التسعة الأولى بعد استحواذ أبوظبي على حصة منه بنسبة 80 بالمئة. وعدّدت الهيئة المنظمة "إجمالا ما يصل إلى 100 انتهاك تتولى الآن لجنة مستقلة النظر فيها"، مؤكدة أن "المناقشات داخل هذه اللجنة ستكون 'سرية' ولن يكون هناك تعليقات على هذا الملف حتى إشعار آخر".
وأوردت الصحيفة أنه من سنة 2009 إلى سنة 2018، فاز مانشستر سيتي بلقب بطل إنجلترا ثلاث مرات (2012، 2014، 2018)، وهو التسلسل الأكثر نجاحا في تاريخه طيلة 43 سنة. وخلال هذه الفترة، من الممكن أنه انتهك لوائح الدوري التي تتطلب توفير معلومات مالية دقيقة تعطي صورة مخلصة عن الوضع المالي للنادي. ومن بين المعلومات المطلوبة نجد الإيرادات (بما في ذلك دخل الرعاية) وكل ما يتعلق بها وتكاليف التشغيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هيئة الدوري الإنجليزي الممتاز أبلغت أيضًا عن انتهاكات مزعومة لقواعد اللعب المالي النظيف الصادرة عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، التي يجب على أعضاء البطولة الإنجليزية الامتثال لها. وفي شباط/ فبراير 2020، منع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مانشستر سيتي من المشاركة في مسابقاته لمدة سنتين بسبب "انتهاكات خطيرة" للوائح اليويفا للعب المالي النظيف. لكن هذه العقوبة ألغيت من قبل محكمة التحكيم الرياضية في تموز/ يوليو من نفس السنة.
وهذا النادي متهم أيضا بعدم احترام الالتزام بتضمين "جميع تفاصيل أجر المدير" بين موسمي 2009-2010 و2012-2013، عندما تولى الإيطالي روبرتو مانشيني، المدرب الحالي للمنتخب الإيطالي، قيادة الفريق. وحدث أمر مماثل مع المتطلبات المفروضة على النادي "لتضمين جميع تفاصيل أجور اللاعبين في العقود".
من توبيخ بسيط إلى إقصاء من البطولة
أبرزت الصحيفة أن الدوري الإنجليزي الممتاز ينتقد مانشستر سيتي لعدم امتثاله، منذ كانون الأول/ ديسمبر 2018، للقواعد التي تفرض على أعضائه التعاون ومساعدة الهيئة في تحقيقاتها، وهي"ادعاءات" "فاجأت" المعنيين بالأمر. وقد أكد قادة مانشستر سيتي أنهم سلموا "كمية كبيرة من الوثائق التفصيلية" مشيرين إلى أنهم رحبوا "بشكل إيجابي بفتح هذه القضية من قبل لجنة مستقلة من أجل النظر بنزاهة في جميع الأدلة التي لا يمكن دحضها والتي تدعم موقفهم".
وبموجب لوائح الدوري الإنجليزي الممتاز، يواجه فريق شمال إنجلترا عقوبات تتراوح من توبيخ بسيط إلى الاستبعاد من الدوري وخصم النقاط، إذا ثبتت إدانته. ويمكن أن ينطوي ذلك أيضا على عقوبات قابلة للاستئناف لتنفيذ الإجراءات التصحيحية في غضون فترة زمنية محددة.
وذكرت الصحيفة أنه في ربيع سنة 2022، فاز مانشستر سيتي بلقبه السادس في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ أن استحوذ عليه ائتلاف تجاري لمجموعة أبوظبي المتحدة، المملوكة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في سنة 2008. ويحتل فريق بيب غوارديولا حاليا المركز الثاني في الترتيب، بفارق خمس نقاط عن المتصدر أرسنال.
ورغم هيمنتهم على
كرة القدم الإنجليزية، لم يفز الفريق بعد بدوري أبطال أوروبا، حيث وصل إلى النهائي مرة واحدة فقط في سنة 2021. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلن نادي مانشستر سيتي، الذي توج بلقب أفضل ناد للعام في حفل الكرة الذهبية 2022، تحقيق مبيعات قياسية بلغت 613 مليون جنيه إسترليني (685.9 مليون يورو) وأرباح قدرها 41.7 مليون جنيه إسترليني في موسم 2021-2022.
نقلت الصحيفة ما صرح به رئيس مجلس إدارة النادي، خلدون المبارك، في ذلك الوقت بشأن سعي السيتي لتحقيق "أهداف غير مسبوقة"، حيث قال "منذ سنة 2008، كان هدفنا واضح وهو أن نكون يوما ما النادي الذي يضع معيارا للآخرين. وتظهر الإحصائيات والنتائج أننا، من نواح كثيرة، بدأنا في تحقيق طموحنا على المدى الطويل".
وعلى هامش إجراءات الدوري الإنجليزي، أعلن الدوري الإسباني في حزيران/ يونيو أنه قدم شكوى إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ضد النادي الإنجليزي فيما يخص شروط انتقال النرويجي إيرلينغ هالاند، وكذلك ضد باريس سان جيرمان المدعوم ماليا من قبل قطر بشأن تمديد عقد كيليان مبابي.