مع
إخفاقات
الاحتلال في مواجهة العمليات بالضفة والقدس، تعمد أجهزته الدعائية للتحريض
على القادة الفلسطينيين، واعتبارهم محرضين عليها، ومنهم الشيخ
عكرمة صبري، خطيب
المسجد الأقصى المبارك.
وتصف
وسائل إعلام للاحتلال الشيخ عكرمة صبري، بأنه شخصية محرضة "ضد اليهود"
وتنفيذ العمليات، والزعم بأنه يشارك في فعاليات مع حركة حماس وحزب الله.
يعتبر
الشيخ عكرمة صبري من أبرز الشخصيات الإسلامية المؤثرة في كل ما يتعلق بالقدس، وأحد
أبرز القيادات الفلسطينية الذين يتجولون في المدينة، ويتهمه الاحتلال بأنه يقف
وراء كل عملية فدائية في المسجد الأقصى، و"سيتم العثور عليه منخرطا بطريقة أو
بأخرى في
التحريض على الاحتلال، وسبق له أن أعرب عن دعمه للهجمات الانتحارية،
ويدعو للحرب ضد إسرائيل، ويثني على أفعال الشهداء الذين يقتلون المحتلين، ويشجع
المزيد من المسلمين على اتباع طريق المقاومة" بحسب كتاب يمينيين إسرائيليين.
كالمان
ليبسكيند الكاتب اليميني في صحيفة
معاريف، ذكر أنه "في العقود الماضية
استجوبته شرطة الاحتلال مرارًا وتكرارًا، وتم إبعاده من المسجد الأقصى مرارًا
وتكرارًا، دون أن تتم مقاضاته أبدًا، رغم أن من يقرأ قائمة أقواله وتصريحاته سيجد
صعوبة بتصديق أن الدولة تسمح له بالتجول بحرية، فقبل شهرين فقط جاء صبري ليعزي
منزل الفدائي عدي التميمي الذي نفذ عمليته عند حاجز شعفاط، ودعا الشباب للانضمام
إلى طريق الشهيد، وأشاد بأهالي المقاومين، معتبرا أن ما حصلوا عليه كرما إلهياً
ومكانة سامية".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21" أن "صبري عيّنه ياسر عرفات مفتيا للقدس
قبل ثلاثة عقود حتى 2006، لكنه استمر بكونه أحد العناصر الإسلامية المهيمنة في
المدينة، ويرأس المجلس الأعلى الإسلامي، وعين قبل سنوات عضوا في مجلس الأوقاف،
وتتم دعوته إلى العديد من الأحداث، ويلقي خطبا معادية لإسرائيل، وعلى صلة بأعضاء عرب
في الكنيست والحركة الإسلامية، وأحد الشخصيات البارزة في محاربة خطة الاحتلال تحت
عنوان ’الأقصى في خطر‘، ما يجعله من صانعي الأجواء التي تساعد على إشعال
القدس مع موجات
عمليات مختلفة، حتى أصبح نشاطه في العقود الأخيرة مليئا بالتحريض ضد
إسرائيل".
ونقل
عن رؤوفين ريفلين الرئيس الإسرائيلي السابق، حين كان عضوا للكنيست في حزب الليكود
في 1999، أن "صبري هو خليفة الحاج أمين الحسيني، واعتبره آريئيل شارون أنه لا
يفرق بين القدس بجزئيها الشرقي والغربي بأنها ملك للعرب والمسلمين، وفي عام 2000
عندما بدأت الانتفاضة، دعم تنفيذ عمليات انتحارية، معتبرا أن منفذيها محظوظون، لأن
الملائكة تزفهم إلى الجنة، موضحا أن هذا ليس انتحاراً، لأن المقاومة مشروعة، ومن
يضحى بحياته لا يطلب الإذن من أحد، ولا يجوز الوقوف في وجه الانتفاضة والجهاد، وفي
سبتمبر 2001 التقى مع حسن نصر الله".
وزعم
أن "صبري لعب على مر السنين دورًا مهمًا في حوادث المقاومة بالمسجد الأقصى،
بوصفه ملهما لجموع المسلمين لدخول المسجد، والدفاع عنه، وقد أشاد مرارًا وتكرارًا
بمجموعات النساء المرابطات، وجميع مقاتلي الأقصى، وشارك في حفل أمهات الشهداء عام
2016، وتم توزيع شهادات تقدير لأمهات المقاومين، وفي مارس 2021 هاجم بقسوة من
يبيعون أرضهم لليهود، ونشر حكما شرعيا يعتبر من يبيع بيتًا لليهودي مهدور الدم،
وخلال أحداث مايو 2021، برز محرضا مركزيا أماميا لحركة حماس في القدس، محذرا من أن
ضغط الاحتلال سيؤدي للانفجار، مؤكدا أن المقدسيين لن يستسلموا، وسيدافعون عن
أنفسهم".
https://www.maariv.co.il/journalists/Article-977721
يتزامن
هذا التحريض الإسرائيلي على الشيخ عكرمة صبري مع حملة فلسطينية للدفاع عنه أمام
استهدافات الاحتلال، محمّلة الاحتلال المسؤولية عن تداعياتها، خاصة أنها تهدف
لتغييب القادة والشخصيات الوطنية والدينية المؤثرة عن ساحة القدس والأقصى،
للاستفراد بهما ضمن حملة شاملة لاستكمال السيطرة عليهما، وتنفيذ مخططات حكومة
الاحتلال المتطرفة بفرض التقسيم الزماني والمكاني والتهيئة لهدم الأقصى وإقامة
"الهيكل" المزعوم.