سارعت العديد
من الدول التي يسود
التوتر السياسي بينها وتركيا، إلى المساعدة في جهود
الإنقاذ والإسناد جراء
الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي، عبر "
دبلوماسية
الزلزال".
ورغم
النزاعات والاختلافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فإن الدول
والشعوب تنسى العداء بينها في الأوقات الصعبة، وتساند بعضها البعض من خلال التأكيد
على البعد الإنساني، وكانت من بين الدول التي هبت في مساعدة
تركيا هي
اليونان ومصر
وأرمينيا ومختلف الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي.
وعقب الزلزال
مباشرة، رفعت تركيا لأول مرة في تاريخها، حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، ووجهت
طلبات دولية للمساعدة في الزلزال المدمر الذي راح ضحيته عشرات الآلاف من القتلى، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ من المستوى الثالث.
وقال الكاتب
محي الدين أتمان في
مقال على مركز الأبحاث والدراسات "سيتا" التركي، إنه
يتم قراءة الكارثة أيضا من جوانب مختلفة مثل السياسية والاقتصادية والاجتماعية
والنفسية والأكاديمية وغيرها.
وأشار في
التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بناء على طلب المساعدة، بدأت
ردود الفعل الإيجابية تأتي إلى تركيا من كل قارة ومنظمة في العالم، وبدأت الدول
بإرسال المساعدات العينية والنقدية على مستويات مختلفة وقدر المستطاع وسارعت دول
مثل أذربيجان والمجر واليونان وإسرائيل لإرسال فرق بحث وإنقاذ فعالة، وأخرى قدمت مساعدات
عينية تستخدم في حالة الطوارئ.
اظهار أخبار متعلقة
كما أرسلت
الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية فرق بحث وإنقاذ واتخذت قرارات بشأن
المساعدات النقدية، وحتى الآن، استجابت أكثر من 70 دولة بشكل إيجابي للكارثة التي
عانت منها تركيا وأعلنت أنها سترسل مساعدات على مستويات مختلفة.
كما أن
العديد من البلدان الأفريقية التي لا تتاح لها الفرصة ولا يمكنها تقديم مساعدة
عينية/ نقدية قد أدلت ببيانات تشاطر تركيا، كما بدأت المنظمات غير الحكومية في
العديد من البلدان وخاصة الإسلامية في تنظيم حملات إغاثة لتركيا.
وكانت ردود
الفعل الأولى والفعالة من الدولة الشقيقة لتركيا أذربيجان، تبعها أوزباكستان من دول
العالم التركي، وكذلك الدول الإسلامية التي لديها تعاون وثيق بتركيا مثل باكستان
وقطر، وبدأت حكومات وشعوب الدول الإسلامية في تقديم المساعدات الفعالة، وأرسلوا
بعضها على الفور.
وذكر الكاتب
أن هناك دعما جادا من كافة الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، والتي قامت
بإرسال فرق الإنقاذ والمساعدات العينية والنقدية على مستويات معينة، وكان بارزا
الدور الفاعل للمجر التي لديها علاقات وثيقة مع تركيا.
ولفت إلى
الدور الفاعل لدول منطقة الشرق الأوسط في تقديم المساعدات، ولا سيما السعودية
والإمارات.
ونوه إلى أن
"إسرائيل" التي شهدت تطبيعا في العلاقات مع تركيا مؤخرا واحدة من أولئك
الذين قدموا الاستجابة الفورية للمساعدة، وأرسلت فريق إنقاذ يعد الأكبر بعد
أذربيجان، وتعهدت بتقديم المزيد من المساعدات إذا لزم الأمر.
وبالمثل، فإن
استجابة مصر كانت لافتة للنظر، وأجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا
بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، في ثاني محادثة مباشرة بينهما بعد احتفالية كأس
العالم في العاصمة الدوحة. ورأى الكاتب أن اتصال السيسي يعد مهما في ظل مساعي التطبيع
الجارية بين الجانبين.
كما أرسلت
أرمينيا التي لديها علاقات متوترة مع تركيا، فريق إنقاذ ورسائل تشاطر فيها آلام
الشعب التركي.
اظهار أخبار متعلقة
ومن بين
الدول التي جذبت الانتباه هي اليونان التي استجابت فورا لتقديم المساعدة لتركيا،
وأبدى السياسيون اليونانيون سلوكا إيجابيا بإجراء اتصالات مع نظرائهم الأتراك،
وكأن العلاقات بين البلدين لا يسودها التوتر والمشاكل.
وأجرت الرئيسة اليونانية إيكاتيريني ساكيلاروبولو، اتصالا هاتفيا بأردوغان الذي تلقى أيضا
اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
ووصل وزير
الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، إلى تركيا للتعبير عن دعم أثينا لتركيا، وهذه
الزيارة هي الأولى لوزير أوروبي بعد الزلزال.
ورأى الكاتب
بأن المكالمة الهاتفية بين أردوغان وميتسوتاكيس مهمة للغاية، لا سيما أنها تأتي بعد
إعلان الرئيس التركي قراره بعد الاجتماع به نهائيا بسبب تصريحاته المعادية لتركيا
أمام الكونغرس الأمريكي في أيار/ مايو 2022، وقد تسهم المكالمة بتطبيع العلاقات
الثنائية بين الجانبين.
وانعكست
الصور إلى الدور الفاعل الذي أبداه الفريق اليوناني في جهوده في إنقاذ المواطنين من
تحت الأنقاض، في خطوة يصعب تفسيرها دبلوماسيا.
وذكر الكاتب
بأن المساعدات وردود الفعل العالمية وحالة التعاطف مع تركيا، أظهرت قوة
الدبلوماسية الإنسانية لتركيا لا سيما مع الدول والشعوب المحتاجة في الأوقات الصعبة.
وتمنى أن
يسود الفكر الإنساني في العلاقات الدولية، دائما على المصالح والتفكير الربحي بين
البلدان.
صحيفة
"
يني شفق" في تقرير، ذكرت أن اليونان أرسلت فريقا للبحث والإنقاذ مكونا من 21 شخصا وخمسة أطباء وكلبين للبحث والإنقاذ، وإمدادات طبية إلى المنطقة في اليوم الأول من الزلزال، تبع ذلك إعلان أثينا إرسال 7500 بطانية، و1500 سرير، و500 خيمة و80 طنا من المساعدات الغذائية.
وفي حديثه في اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي، أشار ميتسوتاكيس إلى أن اليونان ستكون رائدة في تنظيم المساعدات على مستوى الاتحاد لبناء مناطق الزلازل بتركيا، وقال: "نحن أصدقاء، ونثبت ذلك في الأوقات الصعبة".
كما اتخذت وسائل الإعلام اليونانية خطوات لدعم تركيا، وقامت قناة حكومية بمتابعة الزلزال في بثها الذي افتتحته بأغنية تركية، ونشرت صحيفة كاثيميريني رسما كاريكاتيريا كتب عليه "كلنا أتراك".
وأشارت الصحيفة التركية، إلى أن التوتر الأمريكي التركي وضع جانبا في ظل الكارثة، وفي اليوم الأول هبطت طائرتا نقل عسكريتان تتبعان للقوات الجوية الأمريكية تحملان 161 فردا أمريكيا و12 كلبا عسكريا وحوالي 77 طنا من المعدات الخاصة في قاعدة إنجرليك الجوية. كما أعلنت إدارة بايدن أنها قررت تقديم 85 مليون دولار كمساعدات إضافية لتركيا وأنها ستواصل القيام بكل ما هو ضروري.
اظهار أخبار متعلقة
ولفتت إلى أن أرمينيا كانت إحدى الدول التي هرعت لتقديم المساعدات، وبناء على أوامر من رئيس الوزراء نيكول باشينيان، تم إرسال فرق إلى المناطق المتضررة
وقال باشينيان في رسالة تعزية: "نشعر بالحزن لأنباء الزلزال المدمر الذي أودى بحياة العديد من الأرواح في تركيا وسوريا. ونعرب عن تعازينا لأسر الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين. أرمينيا مستعدة لتقديم المساعدة".
أما السويد التي يتصاعد التوتر بينها وبين تركيا بسبب استضافتها لعناصر من منظمة العمال الكردستاني و"غولن"، وإهانة أردوغان في مسيرات في العاصمة ستوكهولم، وحرق نسخة من القرآن الكريم أمام سفارة أنقرة، أعلنت استعدادها لتقديم الدعم لمتضرري الزلزال.
وأعرب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، عن حزنه وتعازيه في ضحايا الزلزال المدمر وقال في تغريدة على "تويتر": "أرسلت أحر التعازي إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان"، مضيفا أن بلاده بصفتها شريكا لتركيا وكونها تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي فإنها مستعدة لتقديم الدعم.
وفي اليوم التالي للزلزال، أرسلت ستوكهولم فريقا من المهندسين المعماريين، ومتخصصين في تكنولوجيا المعلومات ومتخصصين في الخدمات اللوجستية إلى تركيا.
في اليوم الثاني للزلزال، أرسلت إدارة ستوكهولم فريقًا من المهندسين المدنيين وخبراء خدمات لوجستية إلى منطقة الزلزال، فيما أعلن وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أنهم قدموا دعما بقيمة 30 مليون كرونا سويدية (2.8 مليون دولار أمريكي).