أكد قيادي فلسطيني مطلع، أن قيادة
السلطة الفلسطينية حتى الآن لم تعتذر عن المشاركة في اجتماع
العقبة المزمع عقده الأسبوع المقبل، بمشاركة العديد من الأطراف بمن فيهم الاحتلال
الإسرائيلي.
وأوضح القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "السلطة حتى الآن لديها قرار بالمشاركة في اجتماع العقبة المزمع عقده الأحد المقبل".
وعبر عن غضبه في تصريح خاص لـ"عربي21"، من أن "القيادة الفلسطينية لم تدع اللجنة التنفيذية للاجتماع، من أجل اتخاذ موقف وطني حاسم في هذا الموضوع".
وذكر القيادي، أن "اجتماع العقبة، سيتناول عدة قضايا، أهمها التوقيع على الاتفاق الذي أعدته الإدارة الأمريكية، وجرى التواصل بشأنه بين وزير الشؤون المدنية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، مع مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، برعاية المنسق الأمني الأمريكي مايك فنزل".
اظهار أخبار متعلقة
ويشارك في اجتماع العقبة، الاحتلال والأردن ومصر والولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى السلطة التي سيقف على رأس وفدها بحسب المعلومات المتوفرة، الوزير حسين الشيخ، الذي حاولت "عربي21" الاتصال به أكثر من مرة للحديث عن الاجتماع وطبيعة مشاركة القيادة في الاجتماع وأجندته، لكنه لم يرد، كما جرى التواصل مع العديد من قيادات السلطة وحركة "فتح".
ونفت قيادات من حركة فتح لـ"عربي21"، وجود معلومات لديها حول اللقاء.
وأفاد القيادي، أن من بين "الأمور المزعومة التي جرى التفاهم عليها مؤخرا بين مكتب نتنياهو والشيخ ممثلا عن رئيس السلطة محمود عباس، تجميد مؤقت لطرد الفلسطينيين من منازلهم في المناطق ج وتجميد الخطط الاستيطانية لعدة شهور، ووقف مؤقت أيضا لهدم البيوت في الضفة والقدس وتخفيف عمليات اقتحام المدن الفلسطينية من قبل جيش الاحتلال، إضافة لبعض الأمور الاقتصادية التي تخص السلطة والمرور عبر الجسر مع الأردن".
وذكر أن "قيادة السلطة وافقت على تنفيذ الخطة الأمنية التي وضعها المنسق الأمريكي فنزل من أجل إعادة سيطرة السلطة على جنين ونابلس، إضافة إلى عودة التنسيق الأمني مع إسرائيل".
اظهار أخبار متعلقة
وأدى اقتحام جيش الاحتلال لمدينة نابلس الأربعاء الماضي عقب "التفاهمات" بين الشيخ ومكتب نتنياهو، إلى استشهاد 11 فلسطينيا وأكثر من 100 إصابة بينها بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، 6 إصابات حرجة على الأقل.
وأكدت الصحة في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، أن بداية 2023 هي "الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ عام 2000"، موضحة أنه استشهد منذ بداية العام الحالي حتى اليوم 63 شهيدا.
وسبق أن كشف موقع إخباري إسرائيلي، عن وجود قناة اتصال سرية بين مكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، وهي من كانت خلف تراجع السلطة عن تقديم مشروع قرار دولي في مجلس الأمن يدين الاستيطان.
وفي تعليقه على الاجتماع المرتقب، طالب عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بـ"عدم المشاركة، لأن المشاركة في مثل هذا الاجتماع، تعتبر تغطية على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها مجزرة نابلس".
وحذر في حديثه لـ"عربي21"، من التداعيات الخطيرة للاستجابة للضغوط الأمريكية، في إشارة منه لتراجع السلطة عن تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن لإدانة الاستيطان والمطالبة بوقفه فورا.
وانتقد أبو ظريفة، "استفراد" السلطة بالقرار السياسي الفلسطيني، مؤكدا أن هذا السلوك "يلحق الضرر بالقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأيضا بالمقاومة الشعبية للاحتلال".