بعثة الإنقاذ الإسرائيلية في تركيا تسطو على مخطوطات تاريخية من أنطاكيا، عوضا عن مهمتها في إغاثة منكوبي الزلزال.. ما القصة؟
منذُ أن ضربَ الزلزال المدمر المناطقَ التركيةَ والسورية، سارعت الدول العربية والغربية إلى إرسالِ البعثاتِ الإغاثية لمساعدةِ المتضررين، والمساهمةِ في إنقاذهم من المناطقِ المنكوبة.
وكانت دولةُ الاحتلال قد أعلنت عن استعدادها لتقديمِ المساعدةِ لتركيا التي رحبت بذلك، لتتضحَ فيما بعد نية البعثة الإسرائيلية التي أدينت بسرقةِ "مخطوطات أثرية يهودية"، تدعى "لفائف إيستر" من كنيسٍ يهودي تضررَ من أثرِ الزلزالِ الذي ضربَ أنطاكيا.
قبلَ أن تعيد تل أبيب المخطوطات الأثريةِ لأنقرة بعد أن أثارت القضيةُ الكثيرَ من الجدل، على منصاتِ التواصلِ الاجتماعيِّ التركيةِ والعربية، يُذكرُ أنَّ اللفائفَ التاريخية مضمنة في "كتاب إستر" الذي يعدّ جزءا من التناخ، الذي يشكلُ مع التوراة "الكتبَ اليهوديةَ المقدسة".
وعن الآليةِ التي وصلت بها الوثائقُ الأثرية لتل أبيب، أفادَ أحدُ أعضاءِ الفريقِ الإسرائيلي لصحيفةِ يديعوت أحرنوت، بأنَّ المخطوطاتِ سلمها لهم شخصٌ يهودي مقيمٌ في الجمهوريةِ التركية، وجدها تحتَ أنقاضِ الكنيسِ المدمر، وقامَ بإعطائها لأعضاءِ البعثةِ بحجةِ حمايته،ا وخوفا عليها من وقوعها في الأيدي الخطأ " حسبَ تعبيره".
من جهتها، أعلنت الحاخامية اليهودية في إسطنبول تسلمَ اللفائفِ التاريخيةِ من دولة الاحتلال.
وكانت وزارةُ الثقافةِ التركية قد اعلنت بأنها تتابعُ حيثياتِ القضية بالشراكةِ مع وزارةِ الخارجية، وأكدت أنها ستحمي القطع الأثرية كافة التي تنتمي لجميعِ أنواعِ المعتقداتِ والثقافات، مشيرة إلى أنّها ستعيد ترميمَ الكنيس، وستعيد افتتاحه للمواطنين اليهود في أنطاكيا.
وكانت البعثةُ الإسرائيلية قد شاركت في عملياتِ مساعدةِ ضحايا الزلزال الذي ضربَ تركيا منذُ أسبوعين
قبلَ أن تنسحبَ بشكلٍ مفاجئ، بعد ادعائها بوجودِ خطر عليها في المنطقةِ التي كانت تعمل بها قرب الحدودِ السورية.
دعايةٌ لتلميعِ السمعة! حملةٌ إعلاميةٌ إسرائيلية ترافقُ فرقَ الإنقاذِ التابعةِ لدولةِ الكيان، تركزُ إمكانياتها لهدفها المنشود،
وهو تغييرُ السمعةِ السيئة التي تلاحقهم عن طريقِ استغلالِ بعثةِ الإنقاذ لتحسينِ صورةِ دولتهم المزعومةِ في العالم وأمامَ الرأيِ العام.
فبحسبِ المحللين، يرى قادةُ الاحتلالِ بأنّ هذه هي الفرصة لإنقاذِ سمعتهم من بينِ الأنقاض، بعد التغيراتِ السياسيةِ الأخيرة التي يعيشها الكيان.